رئيسيةالتقاريرتقارير الهيدروجينهيدروجين

إيبردرولا الإسبانية تخفض أهداف الهيدروجين الأخضر.. ثاني الشركات الأوروبية

وتقلص إنتاجها المستهدف لعام 2030

هبة مصطفى

قررت شركة إيبردرولا الإسبانية (Iberdrola) تقليص مستهدفاتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر، في الوقت الذي تتعطش فيه أوروبا للمزيد من تدفقات الوقود النظيف، في إطار مساعي التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة، فإن الشركة الإسبانية تعدّ ثاني الشركات الأوروبية التي تتراجع عن أهدافها الإنتاجية المتعلقة بالهيدروجين، في توقيت حرج للقارة العجوز التي تحاول الاستغناء عن الغاز الروسي عبر مسارات عدّة، من بينها توسعات الطاقة النظيفة.

وسبق أن أعلنت شركة إنجي (Engie) الفرنسية تعديلات في أهدافها لإنتاج الهيدروجين، في حين تأخّر هدف إنتاج 4 غيغاواط 5 سنوات.

وكانت إيبردرولا تستهدف إنتاج 350 ألف طن من الهيدروجين الأخضر بحلول نهاية العقد في 2030، لكن يبدو أن الطموح الواعد لن يتحول إلى واقع، وحمّلت الشركة الحكومة الإسبانية مسؤولية ذلك.

أسباب تقليص الإنتاج

هبطت إيبردرولا الإسبانية بمستهدفات إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، من 350 ألف طن سنويًا إلى 120 ألف طن، أي بما يقارب "ثُلث" مستهدفها السابق.

ويبدو أن سبب تراجع الإنتاج يعود إلى حكومة البلاد، مع تأخّر التمويل الذي تعهدت به العام الماضي 2030، وفق ما نشره موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).

ومع مواجهة معضلة نقص التمويل، باتت المحفظة الإنتاجية للشركة مهددة، دون توضيح أيّ المشروعات -تحديدًا- سيتأثر سلبًا، خاصة أن مشروعات الشركة ممتدة داخل إسبانيا وخارجها.

مرافق هيدروجين تابعة لشركة إيبردرولا الإسبانية
مرافق هيدروجين تابعة لشركة إيبردرولا الإسبانية - الصورة من The Japan Times

وتدرس شركة إيبردرولا مشروعات مجتمعة بقدرة تتجاوز 100 ألف طن سنويًا، في كل من: (إسبانيا، وأميركا، وأستراليا، والبرتغال، والبرازيل).

وتملك الشركة 3 مشروعات للهيدروجين الأخضر في إسبانيا، اثنين دخلا حيز التشغيل، وهما: منشأة بوتولانو التي تصل طاقتها السنوية إلى 2200 طن، ومحطة برشلونة 1 بقدرة سنوية 275 طن.

وبجانب المشروعين المشغّلين، تملك مشروعًا ثالثًا -مشروع "بينيكارلو"- الذي ما زال قيد الإنشاء حاليًا، بطاقة تصل إلى 150 طن سنويًا.

مشروعات تترقب الدعم

رغم توافر دعم الاتحاد الأوروبي لعدد من مشروعات إيبردرولا الإسبانية، فإن تأخُّر الدعم الحكومي المحلّي ما زال يعطّل بعض المشروع مثل مشروع "بالوس" الذي تصل طاقته الإنتاجية إلى 22 ألف طن سنويًا.

وتطور الشركة مشروعًا محليًا ضخمًا آخر، لم تتضمن تفاصيله المعلنة سوى أن طاقته الإنتاجية السنوية تصل إلى 16 ألفًا و500 طن سنويًا، وأنه يحظى بدعم من الاتحاد الأوروبي أيضًا.

وبجانب مشروعاتها المحلية، تطور شركة إيبردرولا الإسبانية مشروعين في المملكة المتحدة بدعم حكومي، بطاقة إنتاجية تصل إلى 2750 طن سنويًا لكليهما.

بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة إيبردرولا الإسبانية أرماندو مارتينز أن الحوافز الحكومية بمعدل متزايد ضرورية لمواصلة تطوير الاستثمارات، مشيرًا إلى أن تطوير الشركة لمشروعات الهيدروجين جاء في ظل ضمان الأرباح.

من جانب آخر، قال المدير المالي للشركة خوسييه ساينز أرمادا، إن مشروعات الهيدروجين هي الأكثر تعرّضًا لخفض المستهدفات رغم تطلُّع الشركة للاستثمار في المزيد من المشروعات.

ولفت إلى أن المشروعات التي تُخطط لها الشركة تترقب التمويل اللازم، حتى تتمكن من مواصلة التطوير.

محطة لإنتاج الهيدروجين تابعة لشركة إيبردرولا الإسبانية
محطة لإنتاج الهيدروجين تابعة لشركة إيبردرولا الإسبانية - الصورة من Hydrogen Tech World

تراجع فرنسي مماثل

سبق أن أعلنت شركة إنجي الفرنسية (Engie) تعديلات على أهدافها لإنتاج الهيدروجين بحلول عام 2030، وتأخير هدف إنتاج 4 غيغاواط لمدة 5 سنوات حتى عام 2035.

وأرجعت الشركة ذلك إلى حالة التباطؤ التي تشهدها سوق الهيدروجين، بمعدل أقل من التقديرات والتوقعات قبل عام، رغم تمسُّك الشركة بالوقود النظيف بصفته أحد أبرز مسارات تحول الطاقة.

وتستثمر الشركة الفرنسية حاليًا في مشروعات الهيدروجين الصغيرة، إذ أخذت قرار الاستثمار النهائي في مشروعين بأستراليا، مشروع "يوري" و"هيدروجين بارك موراي فالي"، في حين أرجأت المشروعات بطاقة 100 ميغاواط أو غيغاواط لحين ضمان توافر الدعم والإعانات.

وتأخَّر صرف دعم الاتحاد الأوروبي المتوقع العام الماضي 2023 لمشروعات الهيدروجين، إذ تُشير التوقعات إلى أن دفعة التمويل الأولى البالغة 800 مليون يورو (تزيد عن 868 مليون دولار أميركي) قد تُمنح في نوفمبر/تشرين الثاني أو بعد ذلك، طبقًا لموقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).

ولم يقتصر تأخُّر الدعم على أوروبا فقط، إذ لم تمنح الحكومة الأميركية -أيضًا- مستثمري الهيدروجين ومطوّريه الإعفاءات الضريبية اللازمة، المقدّرة في قانون خفض التضخم بنحو 3 دولارات لكل كيلوغرام من الهيدروجين.

وكان من المقرر إقرار هذه الإعفاءات نهاية العام الماضي، لكن -حتى الآن- تخضع القواعد المنظمة للهيدروجين في قانون خفض التضخم للمناقشة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق