هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

أهداف الهيدروجين الأخضر.. معضلة واحدة قد تجعلها عصية على أوروبا

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تعول أوروبا على مشروعات الهيدروجين الأخضر في تسريع تحول الطاقة
  • يستهدف الاتحاد الأوروبي إنتاج 10 ملايين طن من تلك السلعة الإستراتيجية بحلول 2030
  • أُنتِج ما نسبته 96% من الهيدروجين المستعمل في عموم أوروبا في عام 2022 من الغاز الطبيعي
  • الاتحاد الأوروبي ما يزال بحاجة إلى مزيد من التمويلات حال أراد تحقيق أهداف الهيدروجين الأخضر
  • يبرز الهيدروجين الأخضر أكثر كُلفة من البدائل المولدة بالوقود الأحفوري مثل الهيدروجين الرمادي أو البني

تواجه أهداف الهيدروجين الأخضر في أوروبا مشكلة وجودية قد تُبخر أحلام حكومات القارة العجوز في تحقيقها بحلول عام 2030، ما يبطّئ من وتيرة جهودها في التحول الأخضر.

وما يزيد الطين بلة أن مشروعات الهيدروجين النظيف في أوروبا التي ستدخل حيز التشغيل بحلول 2030، تواجه ارتفاعًا في التكلفة بواقع الضعف، قياسًا بما كان متوقعًا حتى وقت قريب، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويبرز الهيدروجين النظيف المُنتَج بوساطة مصادر الطاقة المتجددة فرس رهان أوروبا المستقبلي، لتحقيق أمن الطاقة وإنجاز الأهداف المناخية.

الهيدروجين الأخضر حتمي

من المتوقع أن يصبح الهيدروجين الأخضر مصدرًا رائدًا للطاقة المتجددة في المستقبل، غير أنه يتعيّن تسريع وتيرة إنتاج هذا الوقود منخفض الكربون، لتحقيق المستهدفات ذات الصلة، وفق ما أورده موقع يورونيوز (Euronews).

وقالت المستشارة التنظيمية للاتحاد الأوروبي لدى عملاقة الطاقة المتجددة الإسبانية إيبردرولا (Iberdrola) بلاندين مالفولت، إن أوروبا لا يمكنها الاعتماد على طريقة واحدة فقط لإزالة الكربون من قطاع الصناعات الثقيلة، والقطاعات الملوثة الأخرى، في تصريحات أدلت بها إلى يورونيورز، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضحت مالفولت: "الكهربة المباشرة ليست دائمًا ذات جدوى، كما أنها ليست فاعلة من حيث التكلفة في كل الأوقات، ولذا فأنت بحاجة إلى الهيدروجين الأخضر".

وفيما يَعُد الاتحاد الأوروبي الهيدروجين النظيف أحد أشكال الوقود المستقبلية، وفي حين يستهدف إنتاج 10 ملايين طن من تلك السلعة الإستراتيجية، مع استيراد 10 ملايين طن أخرى بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، فإن إنتاج الهيدروجين النظيف في أوروبا لم يتجاوز 20 ألف طن في عام 2022.

وعلاوة على ذلك فقد أُنتِج ما نسبته 96% من الهيدروجين المستعمل في عموم أوروبا في عام 2022، من الغاز الطبيعي، ما نتجَت عنه انبعاثات كربونية.

محطة هيدروجين أخضر
محطة هيدروجين أخضر - الصورة من ramboll

وقال مدير تطوير الهيدروجين الأخضر في شركة إيبردرولا، كارلوس فونيز غويرا: "نحتاج إلى تنظيم واضح وعملية استصدار تصاريح سلسة، كما نحتاج إلى الوصول إلى شبكة الكهرباء".

ويبرز الهيدروجين العنصر الأكثر وفرة في الكون، وعند حرقه يُنتِج طاقة ومياه بصفتهما منتجين ثانويين، ويعتمد الهيدروجين على شكل آخر من أشكال الطاقة في عملية الإنتاج، ممثلًا في الوقود الأحفوري.

مزايا الهيدروجين

لا يَنتُج عن الهيدروجين النظيف أي غازات كربونية ضارة بالبيئة، كما أن لديه القدرة على أن يحل محل الوقود الأحفوري في صناعات الصلب والنقل الثقيل.

وفي هذا الصدد يُسهِم قطاع الصلب بنحو 7% من إجمالي حجم الانبعاثات العالمية.

وبمقدور الهيدروجين النظيف -كذلك- أن يقود نمو الطاقة المتجددة، إذ يتطلب إنتاجه كهرباء مولدة باستعمال مصادر الطاقة المتجددة، ما يجعله محركًا رئيسًا في التحول إلى اقتصاد خالٍ من الكربون ومستقل عن مصادر الوقود الأحفوري.

إبيردرولا تقود المشروعات

تقود شركة إبيردرولا مشروعات الهيدروجين النظيف في بلدان المملكة المتحدة وإسبانيا والبرازيل وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية.

وتستهدف الشركة تطوير سلاسل قيمة طاقة إنتاجية، على سبيل المثال: تُستعمل الكهرباء المولدة في محطة شمسية في بورتولانو جنوب إسبانيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصنع إيبردرولا القريب، الذي يُستعمَل بدوره لإنتاج الأسمدة الخالية من الانبعاثات.

وقال مدير تطوير الهيدروجين الأخضر في إيبردرولا كارلوس فونيز غويرا: "نورد هذا الهيدروجين إلى شركة فرتيبريا (Fertiberia) لإنتاج الأسمدة، وهي تستعمله لإنتاج الأمونيا، ثم تُنتِج، بمساعدة هذه الأمونيا، الكثير من الأسمدة".

وأضاف غويرا: "الآن ومع كمية الهيدروجين التي نوردها إليها، بمقدور شركة فرتيبريا أن تزيل الكربون من 10% من إنتاجها من الأمونيا".

ومن المتوقع أن يمثل الهيدروجين ما يصل إلى 12% من استعمال الكهرباء عالميًا بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، وفق تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، لكن تبقى هناك تحديات.

مشروع هيدروجين أخضر تابع لشركة إيبردرولا
مشروع هيدروجين أخضر تابع لشركة إيبردرولا - الصورة من موقع الشركة

معضلة واحدة

قالت المستشارة التنظيمية في الاتحاد الأوروبي لدى شركة إبيردرولا بلاندين مالفولت: "المعضلة التي تقف وراء كل هذا هي الأموال والتمويلات".

وتنفذ المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- إطارًا تنظيميًا للهيدروجين النظيف، وتضخ استثمارات كثيفة في هذا الخصوص، إذ أتاحت ما قيمته 22 مليار يورو (نحو 24 مليار دولار)، حتى الآن.

وفي عام 2030 أنشأت المفوضية الأوروبية تحالف الهيدروجين النظيف، لجمع المساهمين الرئيسين معًا ودعم طرح مشروعات الهيدروجين الضخمة.

أول مزاد للهيدروجين

أغلق أول مزاد يدعمه بنك الهيدروجين الأوروبي، الذي تصل قيمة موازنته إلى 800 مليون يورو قبل أسابيع قليلة، وشهد ما يزيد على 130 عطاءً.

وبمقدور تلك الأموال أن تنفذ مشروعات هيدروجين نظيف سعة 600 ميغاواط، ومن المخطط عقد مزاد ثانٍ بقيمة تزيد على ملياري يورو في وقت لاحق من العام الجاري (2024).

غير أن المستشارة التنظيمية في الاتحاد الأوروبي لدى شركة إبيردرولا بلاندين مالفولت حذرت من أن التكتل ما يزال بحاجة إلى مزيد من التمويلات حال أراد تحقيق أهداف الهيدروجين الأخضر.

الهيدروجين وصناعة الصلب

قالت مديرة الأبحاث في شركة التعدين السويدية إل كيه إيه بي (LKAB)، سوزان إريكسون روستمارك، إن هناك تأخيرات كبيرة في الحصول على التصاريح اللازمة لاستعمال الهيدروجين الأخضر في صناعة الصلب، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويبرز الهيدروجين الأخضر أكثر كُلفة من البدائل المولدة بالوقود الأحفوري مثل الهيدروجين الرمادي أو البني، لكن يُتوقع أن تقل الفجوة السعرية مع استمرار تراجع أسعار الكهرباء المتجددة.

وفي هذا الصدد أوضحت روستمارك: "في المستقبل القريب إلى المتوسط، نعتقد أن الأسعار سترتفع بنحو 20% مقارنة بالفولاذ البني".
وتابعت: "ولذا فإننا في أمسّ الحاجة إلى أن يكون لدينا عملاء على استعداد لدفع هذه الرسوم الإضافية البسيطة نظير شراء الفولاذ الخالي من الوقود الأحفوري".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق