قدرة إنتاج وقود الطيران المستدام قد تقفز 10 مرات.. وشركة أميركية تقود السباق
بحلول عام 2030
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- شركة الطيران الأميركية يونايتد إيرلاينز أكبر المتعاقدين على الوقود المستدام عالميًا
- ينتج وقود الطيران المستدام من زيوت الطهي والدهون الحيوانية والمخلفات المنزلية
- تكلفة إنتاجه ما زالت باهظة وتزيد 3 مرات عن تكلفة الوقود التقليدي
- توقعات بتضاعف إنتاج وقود الطيران المستدام 10 مرات بحلول عام 2030
زاد الحديث عن وقود الطيران المستدام خلال السنوات الأخيرة بصورة ملحوظة، في إطار موجة البدائل المتصاعدة للوقود الأحفوري في قطاع النقل الجوي على وجه الخصوص.
ورغم المخاوف المتصاعدة بشأن إنتاج وقود الطائرات النظيف وتكاليفه الباهظة، فما زالت شركات الطيران الأميركية مستمرة في إبرام مزيد من تعاقدات شرائه مستقبلًا أو الاستثمار فيه مع الشركات المنتجة.
وتُعد شركة يونايتد إيرلاينز الأميركية (United Airlines) أكبر شركة طيران عالمية مستثمرة في عقود شراء أو إنتاج وقود الطيران المستدام، المتوقع أن يتجاوز 6 مليارات غالون سنويًا بنهاية العقد الحالي (2023).
وتشير بيانات حديثة -اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- إلى نجاح هذه الشركة في تأمين اتفاقيات شراء واستثمار لنحو 2.9 مليار غالون من وقود الطيران المستدام، ستُسلم إليها على مدار سنوات، ما يجعلها متقدمة بفارق كبير عن أي شركة طيران أخرى.
كيف يُصنّع وقود الطيران الأخضر أو المستدام؟
يُصنع وقود الطيران المستدام "إس إيه إف SAF" من زيوت الطهي، والمخلفات المنزلية والطحالب وغيرها، وعادة ما يُمزج بوقود الطائرات "الكيروسين" لتخفيض انبعاثاته، وهو أحد البدائل المطروحة لإزالة الكربون من النقل الجوي إلى جانب الطائرات الكهربائية.
ويتميز هذا النوع من الوقود بملاءمته للبنية التحتية للطائرات الحديثة العاملة حاليًا، لقدرته على تشغيلها دون حاجة إلى تعديلات فنية كبيرة في نظم تموينها بالوقود، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتأتي تعاقدات شركة يونايتد إيرلاينز على شراء وقود الطيران المستدام في إطار تعهدات شركات الطيران الأميركية بخفض انبعاثاتها والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وكان اتحاد النقل الجوي الدولي الأميركي قد أعلن خلال العام الماضي التزامه بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهو اتحاد يضم عدة شركات من أبرزها دلتا، ويونايتد إير لاينز، إلى جانب شركات شحن عملاقة مثل يو بي إس، وفيديكس.
كما أعلنت شركات الطيران الأعضاء في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، وعددها 290 شركة، وعدًا مماثلًا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
تعاقدات شركة يونايتد إيرلاينز
تفاضل شركات الطيران بين مسارات مختلفة لتقليل انبعاثات النقل الجوي، لكن شركة يونايتد إيرلاينز اختارت المسار الأصعب، وهو تعزيز الاعتماد على وقود الطيران المستدام، لإحلاله محل الوقود الأحفوري خلال العقود المقبلة، رغم تكاليفه الباهظة حاليًا.
وتشجع الشركة الموردين على تطوير إمدادات جديدة من المواد الخام وابتكار طرق إنتاج جديدة للوقود المستدام من خلال ذراعها الاستثمارية يونايتد إيرلاينز فينشرز (United Airline Ventures).
وأعلنت الشركة، خلال العام الماضي، توقيع اتفاقية شراء لنحو مليار غالون من وقود الطيران المستدام على مدار 20 عامًا مع شركة سيمفيتا (Cemvita) الأميركية.
وتعمل هذه الشركة في مجال تطوير تكنولوجيا الوقود الحيوي، عبر الميكروبات التي يمكنها تحويلها ما ثاني أكسيد الكربون إلى دهون يمكن استعمالها في إنتاج وقود الطائرات النظيف أو المستدام.
كما استثمرت يونايتد إيرلاينز عام 2021 في شركة ألدر فيولز (Alder Fuels)، التي تخطط لإنتاج الوقود المستدام من المنتجات الثانوية الزراعية الشبيهة بالكتلة الحيوية وبقايا الخشب باستعمال تقنية الانحلال الحراري.
وكانت شركة الطيران الأميركية قد اشترت حصة في شركة فولكروم بيو إنرجي بقيمة 30 مليون دولار عام 2015، وهي شركة تسعى إلى تحويل القمامة ومخلفات البلاستيك إلى وقود طائرات مستدام.
ورغم أن سعر وقود الطيران المستدام ما زال أعلى مرتين أو 3 مرات من الوقود التقليدي، فإن الشركة مستمرة في التعاقد على شرائه مستقبلًا أو الاستثمار المبكر في الشركات التي تعمل على تطوير طرق إنتاجه المختلفة، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.
توقعات إنتاج وقود الطيران المستدام عالميًا
تتوقع شركة الأبحاث زيادة الطاقة الإنتاجية العالمية لوقود الطائرات المستدام 10 مرات بحلول عام 2030، حال تنفيذ المشروعات الحالية لإنتاجه في الموعد المحدد وحصول المنتجين على كميات كافية من المواد الخام اللازمة.
وإذا صارت الأمور على ما يرام، فمن المتوقع أن يتجاوز إنتاج هذا النوع من الوقود 6 مليارات غالون سنويًا أو ما يعادل 5% من إجمالي الطلب على وقود الطائرات عامة بحلول عام 2030.
ويخطط عدد من المطورين الجدد ومصافي التكرير الحالية التابعة لشركات شل العالمية متعددة الجنسيات، وفيليبس 66 الأميركية (Phillips 66)، ونيست الفنلندية (Neste)، لبناء عدد كبير من المشروعات المقرر تشغيلها في العامين المقبلين.
وعلى الرغم من الزخم الذي حققه وقود الطيران المستدام خلال السنوات الأخيرة، فإن قيود المواد الخام المرتفعة ما زالت تشكل تحديًا أمام فرص إنتاجه وانتشاره عالميًا.
وتبدو أغلب شركات الطيران غير راغبة أو غير قادرة على المغامرة بدفع تكاليف باهظة لإحلال الوقود المستدام محل الوقود التقليدي، بسبب هوامش الربح الضعيفة والخوف من فقدان حصتها في السوق لصالح المنافسين، ما يستلزم وجود مبادرات سياسية لتغطية التكلفة بين النوعين من الوقود، بحسب شركة أبحاث بلومبرغ.
وتعتمد أغلب مرافق إنتاج وقود الطيران المستدام حاليًا على تحويل نفايات الزيوت والدهون الحيوانية التي تكون محدودة العرض في الغالب، لكن بعض الشركات تعمل على تطوير مواد أولية جديدة أو مسارات إنتاج بديلة يمكنها أن تُسهم في فتح آفاقه عالميًا.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات وقود الطيران المستدام بالدول العربية.. الإمارات في المقدمة (تقرير)
- وقود الطائرات المستدام من الميثانول.. الإمارات تطلق أول رحلة تجريبية في العالم
- استعمال وقود الطائرات المستدام إلزامي في سنغافورة بحلول 2026
اقرأ أيضًا..
- أكوا باور تعلن توقف أعمال أكبر مشروع طاقة شمسية في المغرب قسريًا
- ثاني دولة في أفريقيا تبني مفاعلًا نوويًا.. وهذا موعد التشغيل
- نواب أميركيون يفضحون تحيزات وكالة الطاقة الدولية ضد النفط والغاز.. خطاب رسمي
- دعم الوقود في مصر.. كيف تحرك في 6 سنوات مع تراجع الجنيه؟