رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

استعمال وقود الطائرات المستدام إلزامي في سنغافورة بحلول 2026

ارتفاع الأسعار يقوّض فرصة الانتشار

حياة حسين

قررت سنغافورة فرض استعمال وقود الطائرات المستدام بدءًا من 2026، في الطائرات التي تنطلق منها، وفق تصريح لوزير النقل، خلال فعاليات معرض الطيران -الأضخم في آسيا- الذي أُقيم خلال هذا الأسبوع، ولأول مرة منذ توقفه بسبب جائحة كورونا في 2019.

ووفق وزير النقل في سنغافورة، التي تُعد مركزًا إقليميًا للطيران، فإنه من المتوقع فرض استعمال هذا الوقود على نسبة 1% من الرحلات خلال المرحلة الأولى، ثم تزيد إلى 3-5% بحلول 2030.

غير أن بعض التوقعات تشير إلى أن ارتفاع أسعار وقود الطائرات المستدام، قد يضعف من قدرة الشركات على الالتزام بمثل هذه المعايير، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

انبعاثات الطيران

تصل نسبة انبعاثات قطاع الطيران من إجمالي الانبعاثات إلى 2%، إلا أنها ورغم ضآلتها، من الصعب التخلص منها لعدة أسباب، منها ارتفاع أسعار وقود الطائرات المستدام، وانخفاض الإمدادات، بالإضافة إلى عمر الطائرات الطويل الذي يقوّض فرص إحلال تقنيات متطورة تُسهم في تحقيق الحياد الكربوني في القطاع.

ويُنتج وقود الطائرات المستدام من عدة مصادر مثل الهيدروجين والمواد الحيوية مثل زيت الطهي أو الأخشاب، بالإضافة إلى زيوت النفايات والدهون ومحاصيل السكر وبعض الأشجار والأعشاب.

وتزيد التكلفة في حالة إنتاج وقود الطائرات المستدام من هذه المواد بمقدار 5 أضعاف الوقود الأحفوري، لذلك لا يمثل أكثر من 0.2% من إجمالي الوقود المستعمل في القطاع، حسبما ذكرت وكالة رويترز، اليوم الأربعاء 21 فبراير/شباط 2024.

وأعلنت سنغافورة خطوة شبيهة في 2022، لتعزيز استعمال وقود الطائرات المستدام، إذ قررت إطلاق نظام أرصدة ائتمانية جديد، يعتمد على دفع الشركات والمسافرين مزيدًا من الأموال على الخطوط الجوية التابعة لها بصورة اختيارية، مستهدفة خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.

وتوقعت شركة الاستشارات "وود ماكينزي"( Wood Mackenzie)، أن يزيد الطلب على وقود الطائرات المستدام إلى 2000 برميل يوميًا، بحلول 2026، ثم 10 آلاف برميل يوميًا في 2030، بناء على قرار سنغافورة.

وقال مدير الأبحاث والتسويق في سوق النفط ومشتقاته في دول آسيا المحيط الهادئ في وود ماكينزي، سوشانت غوبتا: "يحتاج خفض أسعار وقود الطائرات المستدام إلى ضخ مزيد من الاستثمارات، حتى تسنح له الفرصة للتوسع في استعماله، خاصة خارج سنغافورة، التي تكون فيه الأسعار أكثر حساسية".

وقود الطائرات المستدام من الميثانولالطلب على وقود الطائرات

توقع محللو شركة "إف جي إي" للاستشارات (FGE)، أن يزيد الطلب على وقود الطائرات المستدام في 2026 بنحو 2000 برميل يوميًا، وإجمالي الطلب على كل وقود الطائرات إلى 171 ألف برميل يوميًا.

وتوسعت شركة مصفاة نفط "نست" الفنلندية (Neste) في محطة الوقود المتجدد التابعة لها في سنغافورة، التي يبلغ إنتاجها 2.6 مليون طن متري سنويًا، أو ما يوازي 53 ألف برميل يوميًا، وما يعادل أكثر من مليون طن من وقود الطائرات المستدام، وهي كمية كافية لتغطية الطلب.

غير أن نائبة رئيس فرع آسيا المحيط الهادئ في شركة إكسون موبيل الأميركية (ExxonMobil) أونغ شو هون، قالت، خلال مؤتمر الطيران الذي انعقد أمس الأول الإثنين 19 فبراير/شباط 2024، في سنغافورة: "تأمين مخزونات من الخامات الحيوية اللازمة لصناعة وقود الطائرات المستدام مرتفع الأسعار.. المسألة تحتاج إلى استثمارات ضخمة، وهناك صعوبات كبيرة تحتاج إلى علاج".

وينافس وقود الطائرات المستدام وقود الديزل الحيوي على خامات الإنتاج المشتركة، والأخير يشهد طلبًا متناميًا في قطاعي النقل البري والبحري لخفض الانبعاثات، ما قد يضيف سببًا آخر لارتفاع سعر الأول.

وقالت شركة شل (Shell) العالمية متعددة الجنسيات، تعليقًا على مسألة التوسع في استعمال وقود الطائرات المستدام: "إنه الخيار الوحيد القابل للتطوير في القطاع للمساعدة في خفض الانبعاثات الناجمة عن الرحلات الجوية بصورة ملموسة بحلول عام 2050، إلا أن إنتاجه يستوجب توفير المواد الخام وتحسين سلاسل التوريد، وتقنيات الإنتاج، وطلب أقوى، وسياسات أكثر وضوحًا".

وأضاف مدير مكتب العمليات في شركة الرياض للطيران (Riyadh Air) بيتر بيلو، على هامش معرض الطيران في سنغافورة، أمس الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024: "إتاحة وقود الطائرات المستدام هي تحدٍّ كبير بسبب محدودية المواد الخام اللازمة لإنتاجه، كما أن نقل هذا الوقود تحدٍّ آخر".

وتسعى الدول الأوروبية لوضع قواعد ومعايير لزيادة الاعتماد على وقود الطائرات المستدام، مثل فرنسا التي ترغب في الوصول إلى نسبة 2% من إجمالي وقود الرحلات الجوية في 2025، ثم 5% في 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق