رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددةعاجل

خطر يهدد أكبر مزرعة شمسية في المملكة المتحدة

أسماء السعداوي

يبدو أن أكبر مزرعة شمسية في المملكة المتحدة لن تبصر النور، إذ تواجه معارضة شرسة من قوى نيمبي (NIMBYs) أو أنصار حركة "ليس في عقر داري".

وأعلن رئيس الوزراء ريشي سوناك هدف مضاعفة قدرات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية 4 مرات بحلول عام 2035، ويتفق معه خليفته المحتمل وزعيم المعارضة الحالي السير كير ستارمر، كما أن الحزب الليبرالي يؤيد ضخ الأموال في مشروعات الطاقة النظيفة.

ولن تصل المملكة إلى أعتاب هذا الطموح دون تسريع مشروعات الطاقة المتجددة، وهو ما يعارضه تمامًا السكان القريبون من موقع مزرعة بوتلي ويست التي ستصبح -إذا نُفذت- أكبر مزرعة شمسية في المملكة المتحدة.

تُقام المزرعة على مساحة 18 كيلومترًا داخل أراضي الريف الإنجليزي، ويمكنها توفير الكهرباء إلى ما يصل إلى 330 ألف منزل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال اجتماع حديث للسكان الغاضبين مع مطوري المزرعة الشمسية، قالوا إنها كبيرة للغاية، وغير مناسبة لطبيعة المنطقة، وأعرب بعضهم عن تفضيلهم إقامة ألواح على الأسطح في المقابل.

تفاصيل أكبر مزرعة شمسية في المملكة المتحدة

تقول الشركة المطورة للمزرعة "فوتوفولت ديفلوبمنت بارتنرز" (PVDP)، إن بناء "بوتلي ويست" سيتكلف 900 مليون جنيه إسترليني (1.15 مليار دولار دولار أميركي).

(الجنيه الإسترليني= 1.28 دولارًا أميركيًا)

يمكن للمشروع توليد 840 ميغاواط من الكهرباء من خلال 2.5 مليون لوح شمسي مستورد من 5 شركات صينية، وفق ما جاء في تقرير نشرته مجلة "بوليتيكو" (politico).

وسيجري تأجير أرض المزرعة بموجب اتفاق مع شركة "بلنهيم إيستيت" (Blenheim Estate) التي تمتلك نحو 90% من الموقع، إلى جانب سلسلة من الترتيبات الفردية مع المزارعين المحليين.

وانتهت المشاورات العامة بشأن المشروع في مطلع فبراير/شباط المنصرم (2023)، ومن المقرر تقديم طلب إلى الحكومة لبدء عمليات الإنشاءات خلال صيف هذا العام.

ويلزم لاستصدار الموافقات على المشروعات الشمسية الصغيرة الحصول على إذن من المجلس المحلي، لكن المشروعات الضخمة مثل أكبر مزرعة شمسية في المملكة المتحدة تعد بنية أساسية ذات أهمية وطنية مثل المطارات وخطوط السكك الحديدية الجديدة، وتقرر بشأنها وكالة التخطيط، ثم يصل الأمر إلى الوزير الذي يصدر القرار النهائي.

ومن المقرر أن يتخذ مطورو المشروع قرارًا بشأن المزرعة خلال أول 8 أشهر من عام 2025 المقبل، على أن يبدأ إنتاج الكهرباء منها في أغسطس/آب 2027، وستواصل العمل حتى ستينيات القرن الحالي وما بعده.

لقطة من داخل أحد المنازل المطلة على مشروع بوتلي ويست
لقطة من داخل أحد المنازل المطلة على مشروع بوتلي ويست- الصورة من "cpreoxon"

ثمة مشكلة

تعيد الاعتراضات بشأن مزرعة بوتلي ويست للطاقة الشمسية إلى الأذهان عقبات واجهتها مزرعة سانيكا في مقاطعتي سوفولك وكامبريدج شاير بتكلفة 600 مليون جنيه إسترليني.

وتقدم مطورو المشروع للحصول على موافقة هيئة التخطيط في 2021، لكن السكان المحليين قدموا طلبًا لإلغائه حصل على أكثر من 8 آلاف توقيع.

وبعد عامين ونصف العام و3 تأجيلات داخل وزارة الطاقة والحياد الكربوني، ما زال المشروع عالقًا في مكتب الوزير.

وكانت مساحة مزرعة سانيكا الشمسية 8 أضعاف متنزه هايد بارك الشهير بوسط العاصمة لندن، على مساحة 2800 فدان.

ورغم أن شركة سانيكا ليمتد المُطورة أكدت دور المشروع في تعزير أهداف الحياد الكربوني، فإن المعارضين من المحليين يرونه "بلاءً"، إذ سيغير المعالم الحضارية الفريدة للمناطق الريفية المشهورة بالزراعة ومزارع الخيل.

وتعليقًا على تلك العقبات، تؤكد خبيرة الطاقة في مركز "آي بي بي آر" البحثي (IPPR)، مايا سينغر هوبز، وجود مشكلة، مشيرة إلى أن المملكة المتحدة في حاجة ماسة إلى نشر المزيد من مشروعات الطاقة المتجددة، لأنها خارج المسار الصحيح لتلبية الأهداف المقررة المرتبطة بالطاقة الشمسية.

وأضافت: "جزء من التأخير في إقامة المزارع الشمسية يرجع إلى الربط بالشبكة، لكن نظام التخطيط يؤدي دورًا أيضًا. نحتاج إلى وضع إطار عمل وطني يخص استعمال الأراضي والمزيد من الخطط المحلية التفصيلية لدعم النشر السريع للمزيد من مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة".

معارضة سياسية

تصدر أهداف المناخ في العاصمة لندن، لكن قرار تنفيذها يُتخذ داخل المجالس المحلية، وحينها تتلاشى الوعود البيئية البراقة أمام أنصار "ليس في عقر داري".

ويستغرق المشي من طرف مزرعة بوتلي ويست لآخر ساعتين، كما أنها كبيرة جدًا، لدرجة أنها تقع داخل 3 دوائر انتخابية.

في أولى تلك الدوائر وهي ويتني وأكسفورد شاير ويست، انضم النائب عن حزب المحافظين الحاكم روبرت كورتس في العام الماضي للمناهضين للمشروع، عبر المشاركة في مسيرة احتجاجية داخل ما سيُصبح أكبر مزرعة شمسية في المملكة المتحدة.

وقال كورتس: "الجميع يتقبل أهمية زيادة الإنتاج المحلي للطاقة المتجددة، لكن هذا لا يمكن أن يتم على حساب ريفنا وهوية المناطق المحلية في أكسفورد شاير".

كما أعرب عن مخاوفه إزاء الأثر الذي تحمله المزرعة الشمسية المرتقبة على ريف أكسفورد شاير ويست.

النائب روبرت كورتس
النائب روبرت كورتس- الصورة من "oxfordmail"

وفي الدائرة الثانية، أعربت النائبة عن دائرة أكسفورد ويست، ليلي موران، عن قلقها إزاء ما سمته "العجز في الديمقراطية المحلية"، لأن المشاورات أجريت بالكامل بقيادة المطورين، واتخذ قرار التخطيط النهائي بوساطة الحكومة المركزية.

وقالت: "حاليًا لست مقتنعة بأن المطورين أجابوا بصورة كافية عن مخاوف أبناء دائرتي أو أثبتوا أن هذا هو الحل الصحيح لأكسفورد شاير.. سأستمر في توصيل أصوات المحليين".

وأمام البرلمان، قال نائب الدائرة الثالثة وهي هينلي، جون هاويل، إنه إذا أصبحت مزرعة بوتلي ويست البداية لبناء المزراع الشمسية المحلية فإن كليات جامعة أكسفورد ستُفسد ريف أكسفورد شاير لسنوات طويلة عبر إقامة شبكة من المزارع الشمسية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق