أكبر خط لاحتجاز الكربون في أميركا.. هل يستعمل لاستخراج النفط؟
هبة مصطفى
أُثير جدل واسع النطاق حول أكبر خط لاحتجاز الكربون في أميركا، إذ يُنظر بعين الريبة إلى احتمال استعمال الخط في عمليات استخراج النفط، ما يحوّل المشروع الصديق للبيئة إلى إحدى الأدوات المؤثرة سلبًا في المناخ.
ودافعت شركة سوميت كاربون سوليوشنز (Summit Carbon Solutions) عن أهداف المشروع ونيات استعماله، ورغم أنها استبعدت احتمال إقحام الخط في إنتاج النفط من الحقول فإن شكوكًا ساورت نشطاء البيئة.
وبحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة، يبدو أن مشروع الخط وقع فريسة ما بين صناعتي الإيثانول من جهة والنفط من جهة أخرى، رغم تعهد الشركة بعدم الاستجابة إلى محاولات تطويع الخط لاستعمالات الاستخراج المعزز للخام.
تفاصيل المشروع
تُخطط شركة سوميت كاربون لبدء بناء أكبر خط لاحتجاز الكربون في أميركا العام المقبل 2025، تمهيدًا للتشغيل التجاري بحلول عام 2026.
ويمثّل المشروع إحدى أبرز الأدوات التي تعوّل عليها الإدارة الأميركية لمكافحة تغير المناخ، لا سيما أن لديه القدرة على احتجاز 18 مليون طن متري سنويًا من ثاني أكسيد الكربون.
وتقوم إستراتيجية المشروع على احتجاز الكربون من 57 مصنعًا للإيثانول في منطقة الغرب الأوسط الأميركي، وتخزينه في أحد المواقع بولاية داكوتا الشمالية، حسب ما نشرته رويترز.
ويُحاط أكبر خط لاحتجاز الكربون في أميركا بتحديات جمة، أبرزها عدم اليقين في قابلية توسعته وتطويره.
ويعود اهتمام شركة "سوميت" في الآونة الحالية باحتجاز الكربون وتخزينه، للاستفادة من المزايا والإعفاءات التي يمنحها قانون خفض التضخم للمشروعات صديقة البيئة، تحت نطاق برنامج للائتمان الضريبي يُعرف باسم 45 كيو (45Q).
وبموجب هذا البرنامج، تحصل مشروعات احتجاز الكربون على دعم قدره 86 دولارًا لطن الكربون المحتجز، مقابل 50 دولارًا للاستخلاص المعزز للنفط.
رسائل متضاربة
حاولت شركة سوميت مسك عصا مشروع أكبر خط لاحتجاز الكربون في أميركا من المنتصف، إذ أكدت تمسكها بعدم استعمال الخط في عمليات الاستخراج المعزز للنفط، لكن تصريحات مسؤوليها أشارت إلى أن هذا التعهد "فضفاض" بعض الشيء.
ووجّهت الشركة خطابًا بلهجة مختلفة إلى القائمين على صناعة النفط في ولاية داكوتا الشمالية، وتضمّنت تصريحات مسؤولي الشركة تلميحات بإمكان "الدفع" مقابل استعمال مشروع الخط في الاستخلاص المعزز للنفط، ما يعكس محاولات الشركة لتأمين تمويل قدره 5.5 مليار دولار للإنفاق على المشروع.
فمن جهة، يخدم المشروع مساعي صناعة الإيثانول في عزل الكربون وخفض الانبعاثات، حتى يُتاح للصناعة الحصول على إعفاءات ضريبية ضمن البرنامج تحت نطاق قانون خفض التضخم.
وعلى النقيض من ذلك، أثار أكبر خط لاحتجاز الكربون في أميركا شهية صناعة النفط وشركات الحفر في ولاية داكوتا، إذ تسعى لاستعمال الخط في عمليات استخراج الخام، خاصة أن الولاية تعاني تراجعًا من حالة الانتعاش في إنتاج النفط.
وشرع عدد من هذه الشركات في بدء الترويج للمشروع خاصة وخطوط الكربون عامة، وتماشت هذه الخطوة مع الرؤية الرسمية، إذ أشار رئيس مجلس النفط في الولاية إلى أنه يشكل فرصة مميزة على المدى الطويل.
معارضة بيئية
التزمت شركة سوميت بأن أكبر خط لاحتجاز الكربون في أميركا لن يستعمل في الاستخراج المعزز للنفط، في حين رفضت المجموعات الداعمة للمناخ والبيئة التوسع في عمليات استخراج الخام، بدعوى تمديد هذه الخطوة لصناعة الوقود الأحفوري.
وأمام الإغراءات المالية المقدمة، قد ترضخ شركة سوميت لطلب شركات النفط، إذ لفت مسؤولون بالشركة إلى أن استعمال خط نقل الكربون في عمليات إنتاج النفط أمر وارد حدوثه مستقبلًا.
ويقدّم الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- معلومات حول مشروعات احتجاز الكربون العالمية، وحصة أميركا منها:
وكان الرئيس التفيذي للشركة ويد بوشانس، قد أكد أنه في الوقت الحالي لم تتلق الشركة أي مطالبات من الشركات لاستعمال ثاني أكسيد الكربون في الاستخراج المعزز للنفط، غير أنه فجّر مفاجأة بإشارته إلى أنه في حال تلقي الشركة مثل هذه المطالبات قد تغير أهداف الخط.
وتُشير الإستراتيجية المتغيرة للشركة إلى أنها لا تضمن اقتصار استعمال الخط على عمليات احتجاز الكربون مستقبلًا، إذ لا يمكن تقييد استعمال الخط في إنتاج النفط، وقال الرئيس التنفيذي للشركة "لي بلانك"، إن التركيز الرئيس سيكون على احتجاز الكربون من صناعة الإيثانول.
واستدرك مشيرًا إلى أن هذا الاتجاه مرتبط بطلب السوق ومتغيراتها، إلا أن الشركة -حتى الآن- ملتزمة بتعاقداتها الموقعة مع مصانع الإيثانول.
إنتاج النفط
أحيا أكبر خط لاحتجاز الكربون في أميركا آمال ولاية داكوتا الشمالية من جديد، إذ بلغت الولاية ذروة إنتاجها النفطي عام 2019، لتتقلد موقعًا مميزًا ضمن أكبر منتجي النفط ومورديه، ومنذ عام 2019 لم تعد مستويات إنتاج النفط في الولاية إلى سابق عهدها.
ويشكل الكربون المحتجز في الخط أهمية للولاية، إذ تحتاج حقول حوض باكين إلى 10 أضعاف كمية ثاني أكسيد الكربون حتى تتمكن من استخراج كميات النفط المحتجزة في الحقول وغير المستخرجة بعد.
ويفسر ذلك مساعي الولاية للحصول على الكربون المخزّن، بعد احتجازه ونقله عبر أكبر خط لاحتجاز الكربون في أميركا التابع لشركة سوميت.
وتكافح الشركة للحصول على الموافقات اللازمة لموقع تخزين الكربون، في حين يرى محللون أن سياسات الشركة المتغيرة قد تنعكس على نظرتها تجاه الاستخراج المعزز للنفط.
موضوعات متعلقة..
- هل يدعم قانون خفض التضخم أهداف احتجاز الكربون في أميركا؟ (دراسة)
- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في أميركا تتلقى تمويلًا بقرابة مليار دولار
- تعديل خطة خفض الانبعاثات الكربونية في أميركا.. ما علاقة محطات الغاز؟
اقرأ أيضًا..
- حقل ظهر المصري ينتظر تطورات مهمة خلال 2024
- أكبر مصدري الغاز المسال في أفريقيا.. ما فرص الجزائر ومصر؟
- أنس الحجي: النفط الروسي لم يتأثر بالعقوبات.. وأسعار البنزين هدف بوتين وبايدن