أول مفاعل نووي صغير في بريطانيا يتأجّل مجددًا
رئيس رولز رويس يهدد بإقامته في دولة أخرى
حياة حسين
- 6 شركات في القائمة القصيرة للمرحلة الأولى من المنافسة
- بعض المطورين طلبوا منحهم مزيدًا من الوقت
- توقعات بتأخر اختيار تصميم المفاعل النووي الصغير الفائز إلى ما بعد الانتخابات العامة
- إعلان المشروع منذ 2015
تأجّل بناء أول مفاعل نووي صغير في بريطانيا، مجددًا، وفق ما كشفت عنه بيانات الموازنة المُعلنة الأسبوع الماضي، ما يظهر بعض العراقيل التي تواجه هذا النوع من الطاقة في البلاد، خاصة أن المشروع كان قد أُعلن في 2015، في حين هدد رئيس شركة في القائمة القصيرة للمطورين المختارين في المرحلة الأولى للمنافسة بالذهاب إلى دولة أوروبية أخرى.
ولم تعلن هيئة الطاقة النووية البريطانية "غرايت بريتش نكلير" Great British Nuclear (GBN)، القرار رسميًا، إلا أن بيانات الموازنة أظهرت أن اختيار المطور الفائز ببناء المفاعل لن يحدث قبل الانتخابات العامة المقبلة، التي قد تكون في النصف الثاني من 2024، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت الحكومة في يناير/كانون الثاني الماضي "خريطة الطريق النووية"، إذ تعتزم بناء أكبر مشروع نووي في 70 عامًا عبر محطة يبدأ بناؤها العام الجاري 2024، وعدّته وسيلة لتحقيق هدف زيادة سعة الطاقة النووية بمقدار 4 أضعاف بحلول عام 2050.
ورغم ذلك ما تزال الشكوك تدور حول خطط الطاقة النووية، خاصة أن تطوير أكبر المشروعات في بريطانيا يخضع لسيطرة شركة كهرباء فرنسا (EDF) المملوكة للدولة، حتى الآن، وهو مفاعل هينكلي بوينت سي (Hinkley Point C)، الذي كان موعد تشغيله المفترض في 2017، لكن هناك دلائل على أن هذا لن يحدث قبل 2030.
اختيار تصميم أول مفاعل نووي صغير في بريطانيا
قالت هيئة الطاقة النووية، في وقت سابق، إنها ستختار تصميم أول مفاعل نووي صغير في بريطانيا، الذي سيحظى بدعم عام، خلال ربيع 2024، وتختار المطور الفائز بتدشينه في صيف العام ذاته، غير أن الموازنة المعلنة خلال الأسبوع الماضي كشفت عن أن عملية الاختيار لن تحدث قبل شهر يونيو/حزيران المقبل، حسبما ذكرت صحيفة "التليغراف"، أمس الأحد 10 مارس/آذار 2024.
ويعني تأجيل اختيار تصميم أول مفاعل نووي صغير في بريطانيا إلى منتصف العام، أنه في الغالب لن يجري اختيار مطور المشروع قبل الانتخابات العامة المقبلة، التي من المرجح إجراؤها في مايو/أيار، أو النصف الثاني من العام الجاري (2024)، كما يرى مسؤولون رسميون.
ووفق تفسير صحيفة "التليغراف"، في التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة، فإن إبطاء عملية اختيار تصميم المفاعل الفائز بالدعم العام جاء نتيجة مخاوف من الإدارة المسؤولة أن يؤدي ذلك إلى تعرضها لتحدِّ تشريعي، عبر مراجعة قضائية.
كما قد يكون الأمر نتيجة لمطالب عديدة من بعض المطورين، المختارين في المرحلة الأولى من جولة المنافسة، لمنحهم مزيدًا من الوقت.
وكانت الحكومة قد أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول 2023، اختيار 6 شركات في القائمة القصيرة المؤهلة للفوز ببناء أول مفاعل نووي صغير في بريطانيا، وتضم: رولز رويس Rolls-Royce، وإي دي إف EDF، وجي إي-هيتاشي GE-Hitachi، وهولتك Holtec، ونوسكال NuScale، ووستينغهاوس Westinghouse.
وكانت وكالة رويترز، قد أشارت حينها، إلى أن الحكومة البريطانية تأمل في الوصول بسعة الطاقة النووية إلى 24 غيغاواط بحلول عام 2050، لتغطي ربع الطلب على الكهرباء، مقابل 14% حاليًا.
وعللت بناء أول مفاعل نووي صغير في بريطانيا، الذي يأتي في إطار خطة بناء أسطول كامل منه، بهروب الاستثمارات والتمويلات من مشروعات الطاقة النووية الكبيرة، كونها أكبر تكلفة وأبطأ في التنفيذ.
وكانت الحكومة قد أطلقت المرحلة الأولى من المنافسة في شهر يوليو/تموز 2023.
تأجيل جديد
كان تأجيل بناء أول مفاعل نووي صغير في بريطانيا، الذي كشفت عنه أرقام الموازنة الأسبوع الماضي، أحدث حلقة في سلسلة التأجيل المتكرر منذ 2015، إذ كان المستشار ووزير المالية السابق جورج أوزبورن، أول من أعلنه.
وكرر الرئيس التنفيذي لشركة رولز رويس توفان إرجينبيلجيك، تحذيرات خلال الأسابيع الأخيرة، تفيد باتجاهه إلى إحدى دول أوروبا لبناء أول مفاعل نووي صغير، ما لم تسرع الحكومة البريطانية من خطوات المشروع.
وشارك إرجينبيلجيك الرأي، مدير السياسات في جمعية الصناعة النووية لينكولن هيل، الذي نادى بسرعة إجراء المنافسة على تصميم أول مفاعل نووي صغير في بريطانيا بين المطورين في القائمة القصيرة بأكبر قدر ممكن.
وقال: "نحن نريد أن ننتهي من جولة المنافسة قبل الانتخابات العامة، لأن إجراءات العمل تستغرق وقتًا طويلًا.. هذا أمر ضروري ويجب ألا نهدر الوقت، فالدول في العالم تتحرك نحو الطاقة النووية ولا نريد للمملكة المتحدة أن تكون في مرتبة متأخرة في الصناعة".
وجاء التأجيل بعد موافقة الحكومة على شروط شراء المواقع النووية، في ويلفا وأنغلزي وأولدبري بالقرب من نهر سيفيرن، وسداد 160 مليون جنيه إسترليني (204.8 مليون دولار أميركي).
(الجنيه الإسترليني = 1.28 دولارًا أميركيًا)
وكانت هذه الموافقة بمثابة خطوة مهمة وكبيرة نحو تلبية طموحات بريطانيا النووية، خاصة أن خبراء الصناعة رحبوا باختيار منطقة ويلفا، كونها أفضل موقع لمشروع طاقة نووية في كل أوروبا، من وجهة نظرهم.
وحتى 2020، كان لدى شركة هيتاشي اليابانية -في القائمة القصيرة- مشروع هوريزون للطاقة النووية في منطقتي ويلفا وأولدبري، لكنها انسحبت منها. وتثور تساؤلات -الآن- حول ما إذا كانت الحكومة البريطانية ستستحوذ على موقع هوريزون، بوصفه جزءًا من المواقع التي تشتريها للمفاعلات الصغيرة.
وترى الشركات في صناعة الطاقة النووية، التي زار ممثلوها موقع ويلفا، أن توفير المعلومات يساعد في تقليص الوقت المطلوب للتطوير 12 شهرًا، في حين يستوعب موقع أولدبري بناء محطة طاقة نووية كبيرة ونحو 4 مفاعلات نووية صغيرة إضافية.
موضوعات متعلقة..
- سياسات الطاقة النووية في بريطانيا "محل شك".. هل تنقذها المفاعلات الصغيرة؟
-
بريطانيا تستهدف توليد رُبع حاجتها من الكهرباء بالطاقة النووية
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: النفط الروسي لم يتأثر بالعقوبات.. وأسعار البنزين هدف بوتين وبايدن
-
انخفاض واردات إسبانيا من الغاز في فبراير 2024.. والجزائر تواصل السيطرة