استكشافات النفط والغاز في ليبيا.. 5 مشروعات تضعها مجددًا على الخريطة

تبرز أنشطة استكشافات النفط والغاز في ليبيا الرقم الأهم بمعادلة إنعاش الاقتصاد الوطني الذي لا يزال يعاني تداعيات الاضطرابات السياسية التي هبّت رياحها على البلاد خلال عام 2011.

وخلال الأشهر الماضية بدأت الحياة تدب -مجددًا- في قطاع الطاقة في ليبيا بفضل بعض الاستقرار الملحوظ في البيئة السياسية والاجتماعية، في حين تسعى الحكومة لجذب اللاعبين الكبار بسوق الطاقة العالمية لضخ استثمارات بالسوق المحلية غير المستغلة بشكل كبير، في ضوء زيادة إنتاج النفط والغاز بالحقول المحلية.

وبفضل التوسع باستكشافات النفط والغاز في ليبيا، شهد قطاع النفط انتعاشًا ملحوظًا، خلال العام الماضي (2023)؛ ما تجلّى في تخطي إنتاجية البلاد من الذهب الأسود حاجز 432 مليون برميل خلال ذلك العام، وسط استقرار المعدلات غالبية أشهر العام بالقرب من مستويات 1.2 مليون برميل يوميًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

أول مناقصة دولية منذ 2005

تترقّب استكشافات النفط والغاز في ليبيا أول مناقصة دولية تستعد الحكومة لطرحها منذ عام 2005، والتي تستهدف أحواض سرت وغدامس ومرزق، وفق ما أورده موقع إنرجي كابيتال باور (Energy Capital Power).

ومع رفع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مؤخرًا القوة القاهرة عن العديد من المربعات النفطية البرية والبحرية، تكتسب أنشطة استكشافات النفط والغاز بالبلد العربي زخمًا كبيرًا بعد قرابة عقد من تعليقها جراء المخاطر الأمنية.

ويستهدف البلد الواقع شمال أفريقيا تعزيز إنتاجه من النفط إلى مليوني برميل يوميًا في غضون 3 سنوات، من بينها زيادة بواقع 100 ألف برميل يوميًا في العام الحالي (2024)، وهناك 5 مشروعات مقبلة بقطاع استكشافات النفط والغاز في ليبيا:

سوناطراك

أبرمت شركة سوناطراك (Sonatrach) الجزائرية والمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا اتفاقًا يقضي بإدخال تعديلين لتمديد أوقات التنقيب في المربعات الموجودة داخل حوض غدامس شمال غرب ليبيا، لتعويض التوقف الناتج عن القوة القاهرة خلال نوفمبر/تشرين الثاني (2023).

ويستهدف إضفاء الطابع الرسمي على تلك العملية استئناف أنشطة سوناطراك في ليبيا، ولا سيما في المربعات الاستكشافية 65 و96/95 الواقعة في حوض غدامس.

"إيني" و"بي بي"

رفعت عملاقة الطاقة الإيطالية إيني (Eni) وبي بي (bp) النفطية البريطانية، بالشراكة مع المؤسسة الوطنية للنفط، القوة القاهرة عن مناطق الاستكشاف البرية إيه (A) و بي (B) وكذلك المنطقة البحرية سي (C) في حوض غدامس خلال أغسطس/آب (2023).

وأُلغيت حالة القوة القاهرة، التي كان قد أُعلِنَت في عام 2014، بعد أن أجرت إيني تقييمًا للمخاطر الأمنية، مؤكدة الظروف الإيجابية المواتية للتنقيب.

كما تعتزم الشركة الإيطالية استئناف أنشطة النفط في ليبيا مع التركيز على المناطق القريبة من منشآت الغاز بحقل الوفاء (Wafa) على الحدود الجزائرية.

إكوينور

في أكتوبر/تشرين الأول (2023) أبرمت رائدة الطاقة النرويجية إكوينور (Equinor) والمؤسسة الوطنية للنفط مذكرة تفاهم يلتزم الجانبان بموجبها باستكشافات النفط والغاز في ليبيا، وتحديدًا بالمنطقة البحرية.

وتستهدف مذكرة التفاهم تقييم موارد الطاقة غير المستغلة؛ ما قد يعزز إنتاج النفط والغاز في البلاد، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتمتلك إكوينور التي تنشط في ليبيا منذ أكثر من 29 عامًا، حصصًا في التراخيص بحقل مبروك النفطي إن سي-17 (NC-17) وحوض مرزق إن سي-186 (NC-186) وحقل آي/آر (I/R).

أويل إنديا وأو إن جي سي

في فبراير/شباط (2024)، وقّعت شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية أو إن جي سي (ONGC) وشركة أويل إنديا (Oil India) اتفاقية مع المؤسسة الوطنية للنفط للعودة مجددًا إلى قطاع النفط والغاز الليبي، بعد أن تخارجتا منه في عام 2011 بسبب اضطراب الأوضاع السياسية والأمنية.

وقبل التخارج، شاركت أو إن جي سي وأويل إنديا، بالشراكة مع مؤسسة النفط الهندية، في استكشاف وتطوير المربع 81/1 والمربع 102/4 في ليبيا.

ريبسول

أعلنت شركة ريبسول (Repsol) النفطية الإسبانية استئناف نشاط الحفر الاستكشافي في حوض مرزق خلال أبريل/نيسان (2024).

وتمتلك الأصول الموجودة في هذه المنطقة القدرة على إنتاج قرابة 350 ألف برميل من النفط يوميًا.

موعد طرح التراخيص

أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا خططًا لطرح جولة تراخيص خلال نهاية العام الجاري (2024) أو أوائل العام المقبل (2025)، واهتمام المستثمرين بتطوير الأصول الهامشية في البلاد، وفق ما أورده موقع إنرجي كابيتال باور.

وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا فرحات بن قدارة: " أعلنّا طرح 7 أو 8 حقول هامشية بالفعل، ولمسنا اهتمامًا مما يزيد على 30 شركة"، في تصريحات أدلى بها بالعاصمة البريطانية لندن، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وسلّط ابن قدارة الضوء على الجهود التي تبذلها بلاده لتعزيز إنتاج النفط من 1.25 مليون برميل يوميًا إلى مليوني برميل يوميًا خلال العامين إلى الأعوام الـ3 المقبلة.

إسالة الغاز

تظل إزالة الغاز محورًا إستراتيجيًا في ليبيا، وإلى ذلك قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا فرحات بن قدارة، إن بلاده لا تستعمل سوى 25% فقط من سعة خط أنابيب غرين ستريم (Greenstream) الواصل إلى إيطاليا، وهو ما تستهدف البلاد تحسينه.

وتستهلك ليبيا -حاليًا- ما يزيد على 400 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي ولديها 12 مشروعًا قيد التنفيذ تستهدف من خلالها خفض استهلاك الغاز إلى ما يقرب من الصفر.

وفي هذا الصدد قال ابن قدارة: "بدأنا للتو في تنفيذ مشروع لخفض ما نسبته 35% من استهلاكنا للغاز من حقول بحر السلام".

موضوعات متعلقة..

• شركة النفط والغاز الهندية تقترب من العودة إلى ليبيا
• إنتاج ليبيا من النفط في 2023 يتجاوز 432 مليون برميل
• أرباح شركة النفط والغاز الهندية تتجاوز 1.3 مليار دولار في الربع الأخير من 2022

اقرأ أيضًا..

• قمة الجزائر.. تبون يدعو إلى حوار إستراتيجي لمواجهة تحديات قطاع الغاز
• حرب أسعار السيارات الكهربائية تتسارع بين تيسلا وبي واي دي.. من ينتصر؟
• مكيفات الطاقة الشمسية في مصر.. حل فريد لانقطاع الكهرباء رغم بطء النمو