طاقة نوويةأخبار الطاقة النووية

محطات براكة النووية تؤمّن 25% من الطلب على الكهرباء في الإمارات

سامر أبو وردة

يشهد توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الإمارات إنجازات كبيرة منذ نجاحها بتشغيل محطات براكة النووية، التي تتضمّن 4 مفاعلات متقدّمة طراز (APR1400)، بشكل تدريجي منذ عام 2020.

وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الجمعة 1 مارس/آذار 2024، بدء العمليات التشغيلية في المحطة الرابعة من محطات براكة للطاقة النووية تمهيدًا للتشغيل التجاري، بحسب بيان رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وسترفع المحطة الرابعة القدرة الإنتاجية الإجمالية لمحطات براكة النووية إلى 5600 ميغاواط من الكهرباء المُنتجة من الطاقة النووية في الإمارات، مع بدء التشغيل التجاري خلال الأشهر المقبلة.

الطاقة النووية في الإمارات

يتكوّن مشروع محطة براكة -أول مشروع للطاقة النووية متعدِّد المحطات في مرحلة التشغيل بالعالم العربي- من 4 محطات، أُنجزت ضمن جدول زمني مناسب، ببدء تشغيل محطة كل عام منذ عام 2020، وتقوم شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية، بأعمال تشغيل المحطات وصيانتها.

وتستعمل محطة براكة 4 مفاعلات تعمل بالماء المضغوط من الطراز المتقدِّم (APR-1400) يستطيع كل منها إنتاج ما يصل إلى 1400 ميغاواط من الكهرباء النظيفة المنتجة من الطاقة النووية في الإمارات.

تقع المحطة بمنطقة الظفرة في أبوظبي، وتطل على الخليج العربي وتبعد نحو 53 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من مدينة الرويس، وتوفر عند تشغيلها بصورة كاملة نحو 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء، وهو ما يعادل 40 تيراواط/ساعة سنويًا، بحسب ما أوردته مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

ويؤدي المشروع دورًا رئيسًا بتنويع مصادر الطاقة في الإمارات، ويوفر كمية كبيرة من الكهرباء للمنازل والشركات والمنشآت الحكومية مع تقليلها للبصمة الكربونية؛ إذ إنه من المتوقع أن تحدّ محطة براكة من الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 22 مليون طن سنويًا، ما يُعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الشوارع.

محطة براكة الثالثة للطاقة النووية
محطة براكة الثالثة للطاقة النووية - الصورة من وكالة أنباء الإمارات "وام"

وستسهم محطات براكة في 25% من التزامات الإمارات بخفض البصمة الكربونية، بموجب اتفاقية باريس للأمم المتحدة لتحقيق الأهداف المناخية العالمية، وستعمل على توفير مليارات الدولارات من الغاز الطبيعي مع تخصيص الكمية الموفرة إلى التصدير.

ويشير بدء العمليات التشغيلية في مفاعل المحطة الرابعة إلى بدء عملية الانشطار النووي في المفاعل للمرة الأولى لإنتاج الحرارة التي تشغِّل التوربينات بالبخار لإنتاج الكهرباء.

وستُربَط المحطة الرابعة بشبكة كهرباء دولة الإمارات، ثمَّ تُجرى بعض الاختبارات، استعدادًا لبدء التشغيل التجاري خلال أشهر عدة.

وقال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية محمد الحمادي: "تعدُّ بداية العمليات التشغيلية في المحطة الرابعة من محطات براكة للطاقة النووية إنجازًا كبيرًا، ونحن ننتقل الآن إلى مرحلة جديدة من البرنامج النووي السلمي تتضمَّن البحث والتطوير والابتكار والاستثمار بتقنيات الطاقة النووية في الإمارات".

وتابع الحمادي: "أضافت دولة الإمارات، في السنوات الـ5 الماضية، كهرباء نظيفة لكلِّ فرد أكثر من أيِّ دولة أخرى على مستوى العالم، أُنتِج منها نحو 75% من محطات براكة وحدها"، مشيرًا إلى أهمية الطاقة النووية في الإمارات في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة.

كما أشار إلى تطوّر البرنامج النووي السلمي الإماراتي والتزامه بأعلى معايير الجودة السلامة، من أجل دعم نمو الطاقة النووية السلمية، بصفته حلًا أثبت جدواه لضمان أمن الطاقة ومواجهة التغيُّر المناخي، وفق قوله.

الطاقة النووية في الإمارات

يُسهِم توليد الكهرباء من الطاقة النووية في الإمارات بتحقيق حلم البلاد بالوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول عام 2030.

وتعمل مؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية على التوسُّع بمشروعات الطاقة النووية في الإمارات، وتعزيز البحث والتطوير، وتبنّي أحدث تقنيات الطاقة النووية مثل المفاعلات المصغَّرة، والمفاعلات المتقدِّمة.

وارتفع توليد الكهرباء عبر الطاقة النووية في الإمارات، خلال عام 2022، إلى 20.1 تيراواط/ساعة، مقابل 10.5 تيراواط/ساعة في 2021، و1.6 تيراواط/ساعة فقط عام 2020.

وكانت قد أطلقت مؤسَّسة الإمارات للطاقة النووية، بالتعاون مع المنظمة النووية العالمية، مبادرة الطاقة النووية من أجل الحياد المناخي، لإنشاء منصة تهدف إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للطاقة النووية في تحقيق الحياد المناخي.

ولاقت المبادرة دعمًا كبيرًا، خلال قمة المناخ "كوب 28"؛ إذ تعهَّدت 22 دولة بالدعوة إلى مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية 3 مرات بحلول عام 2050، لتسريع عملية خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة والصناعات الثقيلة في العالم، بهدف الوصول إلى الحياد المناخي في عام 2050، وتعهّدت 150 شركة بدعم ذلك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق