رئيسيةأخبار الطاقة النوويةطاقة نووية

الطاقة النووية في الإمارات تتبنى برنامجًا متقدمًا لتسريع خفض البصمة الكربونية

تعدّ الطاقة النووية في الإمارات إحدى الركائز الأساسية لتسريع جهود خفض البصمة الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

وفي هذا الإطار، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إطلاق "البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية"، بهدف تطوير أحدث التقنيات في القطاع، من أجل تعزيز المكانة الريادية لدولة الإمارات فيما يخص تبنّي المبادرات المناخية، والقيام بدور أساس في تسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني.

ويتضمن برنامج الطاقة النووية في الإمارات تقييم أحدث التقنيات الخاصة بالمفاعلات المعيارية المصغرة والمفاعلات المتقدمة لتحديد التصاميم الملائمة منها، والتي يمكنها تلبية الطلب المتزايد على تقنيات الطاقة الصديقة للبيئة، مثل البخار والهيدروجين والأمونيا، علاوة على استعمال الحرارة في القطاعات الصناعية في الإمارات.

تقنيات الطاقة النووية

ستتعاون مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، المكلّفة بتطوير قطاع الطاقة النووية في الإمارات، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، مع الشركاء المحليين لتحديد سبل تطوير هذه التقنيات، ومع الشركاء الدوليين لاستكشاف الفرص التكنولوجية والمشاريع المشتركة.

وفي "عام الاستدامة" لدولة الإمارات، سيدعم البرنامج تسريع عملية خفض البصمة الكربونية للصناعات الثقيلة والقطاعات التي تتطلب كميات ضخمة من الطاقة، إلى جانب تطوير المزيد من مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية باستعمال أحدث التقنيات، ومن ثم الإسهام في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتسهم الصناعات الثقيلة وقطاع النقل حاليًا بنسبة 50% من إجمالي الانبعاثات الكربونية في الإمارات، بحسب دليل العمل المناخي لوزارة التغير المناخي والبيئة للعام 2023.

أحد مفاعلات محطات براكة النووية
أحد مفاعلات محطات براكة النووية - أرشيفية

وتواجه هذه القطاعات بعض التحديات المتعلقة بخفض البصمة الكربونية لأنها تتطلب كميات كبيرة جدًا من الطاقة على مدار الساعة، إذ ينتج جزء كبير من الانبعاثات من أنشطة لا تتعلق بشبكة الكهرباء.

وتوفر المفاعلات المتقدمة والمفاعلات المعيارية المصغرة حلًا مبتكرًا لخفض البصمة الكربونية لهذه القطاعات، إذ يمكن وضع هذه المفاعلات في مواقع مشتركة تسهّل عملية توفير الإمدادات المطلوبة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى البخار والحرارة والهيدروجين، إلى جانب سهولة تصنيع المفاعلات المعيارية المصغرة التي تتميز بمستوى عالٍ من الأمان والمرونة والفعالية مع قدرتها الإنتاجية الكبيرة.

البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية

يبرز "البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية"، الذي أُطلِق قبيل استضافة الإمارات قمة المناخ كوب 28 (COP28)، النهج العملي الذي تتبعه الإمارات لتسريع مسيرة الانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة من خلال تطوير أحدث التقنيات في هذا القطاع.

كما سيدعم برنامج الطاقة النووية في الإمارات نهج الدولة الخاص بتطوير أحدث التقنيات النووية وتعزيز عوائد المنتجات الخالية من الانبعاثات الكربونية.

ويعزز البرنامج أنشطة البحث والتطوير والابتكار في الإمارات، ويسهم في تعزيز الثروة العلمية والفكرية البشرية في الدولة، التي يمكنها الإسهام في تطوير القطاعات ذات الصلة.

الحياد الكربوني

قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، محمد الحمادي: "تقوم الطاقة النووية بدور حيوي للوصول إلى الحياد الكربوني، ونحن ملتزمون بمواصلة تقييم وتطوير أحدث تقنيات الطاقة النووية لتحقيق أهدافنا المتعلقة بتسريع خفض البصمة الكربونية للقطاعات الصناعية التي يصعب فيها ذلك، والتي تتطلب كميات كبيرة من الكهرباء الصديقة للبيئة، والحرارة، والبخار".

وأضاف الحمادي :"يرتكز إطلاق البرنامج على الإنجازات الكبيرة التي تحققت في محطات براكة للطاقة النووية والخبرات الكبيرة المكتسبة، إذ تعمل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على تسخير تقنيات الطاقة النووية المبتكرة لتحقيق الأهداف المناخية لدولة الإمارات والانتقال إلى أنظمة الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية، ولا سيما أن محطات براكة أصبحت أكبر مصدر منفرد للكهرباء الصديقة للبيئة في الدولة والعالم العربي".

وأوضح الحمادي:" نقوم بتقييم المطورين الرياديين للتقنيات المتقدمة في قطاع الطاقة النووية، وسيسهم البرنامج في عملية اختيار أفضل التقنيات التي تلبي احتياجاتنا في الإمارات، إلى جانب استكشاف المشاريع وفرص التعاون والاستثمار المشترك على المستوى الدولي، ونتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع شركائنا الدوليين لتعزيز الاستعمال السلمي للطاقة النووية، ودعم الهدف العالمي المتمثل في مضاعفة القدرة النووية العالمية بـ3 مرات بحلول عام 2050".

أحد مفاعلات محطات براكة النووية
أحد مفاعلات محطات براكة النووية

وبصفتها داعمًا رئيسًا لجهود الإمارات لخفض البصمة الكربونية، أصبحت محطات براكة التي طوّرتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، أقرب الآن إلى التشغيل بكامل طاقتها، بعد صدور رخصة تشغيل المحطة الرابعة من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، إذ تنتج محطات براكة أكثر من 80% من الكهرباء الصديقة للبيئة في إمارة أبوظبي، وستنتج ما يصل إلى 40 تيراواط/ساعة سنويًا فور تشغيلها بكامل طاقتها في عام 2024، مع الحدّ من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام.

وأصبحت محطات براكة نموذجًا يُحتذى به من قبل مشروعات الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم، وواحدة من أكثر المشروعات كفاءة من حيث التكلفة والجدول الزمني، وتقوم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بدور ريادي في الجهود الرامية إلى تطوير تقنيات المفاعلات المتقدمة، والمشاركة على المستوى الدولي في فرص الاستثمار المشترك.

الطلب على الكهرباء

يأتي إطلاق البرنامج في وقت ترجّح فيه التقارير أن يتضاعف الطلب العالمي على الكهرباء بحلول عام 2050، إلى جانب ظهور حقبة جديدة من الدعم الدولي للطاقة النووية بصفته حلًا موثوقًا لضمان أمن الطاقة واستدامتها، إذ يحتاج العالم إلى مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية بـ3 مرات لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الصديقة للبيئة وتحقيق أهداف الحياد المناخي، وذلك من خلال تطوير واستعمال المفاعلات الحالية والمفاعلات المتقدمة والمفاعلات المعيارية المصغرة.

ويوجد في الوقت الحالي أكثر من 80 تصميماً للمفاعلات المعيارية المصغرة وحدها في مراحل مختلفة من التقدم، ويتوقع مطورو هذه التصميمات استعمالها تجاريًا في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي.

وتبلغ قيمة سوق المفاعلات المعيارية المصغرة أكثر من 6 مليارات دولار، ومن المتوقع أن ترتفع بشكل كبير بمجرد بدء تشغيل أول هذه المفاعلات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق