تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

دراسة: طاقة الشمس والرياح في الصين تحتاج للمضاعفة 10 مرات

أسماء السعداوي

دعت دراسة أكاديمية جديدة إلى زيادة القدرات المركبة لطاقة الشمس والرياح في الصين بمقدار 8 إلى 10 أضعاف نظيرتها المسجلة في عام 2022.

وبناءً على ذلك، يتعين على بكين تركيب ما يتراوح بين 2 و4 تيراواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية لكلٍ منهما، حسب الدراسة التي حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منها.

وشارك علماء من جامعتي تسينغهوا الصينية، وكاليفورنيا سان دييغو الأميركية، في إعداد الدراسة التي استهدفت تحديد متطلبات تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

ودعت الدراسة إلى إدخال تغييرات على متطلبات إقامة مزارع الشمس والرياح في الصين، وتعديل السياسات، وإنشاء خطوط نقل الكهرباء، من بين أخرى مهمة.

الشمس والرياح في الصين

كان الهدف من وراء الدراسة الجديدة هو تقديم معلومات بشأن التخطيط للطاقة المتجددة وسياساتها، وعلى نحو خاص تحمل تلك المعلومات أهمية حاسمة، إذ إن الصين أكبر مطلق للانبعاثات على مستوى العالم حاليًا.

وتلك السياسات تؤثّر في تغير المناخ عالميًا، وبمستقبل كوكب الأرض، ويمكن للبلدان الأخرى التعلم من النجاحات والإخفاقات الصينية.

يقول المؤلف الرئيس للدراسة، الدكتور مايكل دافيدسون: "نعرف أن الصين لديها طريق طموح للغاية لتحقيق الحياد الكربوني.. أردنا اكتشاف متطلبات ذلك على وجه التحديد".

وبحسب نص الدراسة، ارتكزت الجهود على أساس نموذج طموح يحاكي شبكة كهرباء محايدة كربونيًا في 2060، وتبحث في متطلبات تحقيق ذلك في جوانب موارد توليد الكهرباء وتركيبات خطوط النقل، ومدى توافر الأراضي اللازمة.

تركيب ألواح شمسية في الصين
تركيب ألواح شمسية في الصين- الصورة من صحيفة "تشاينا ديلي"

يقول مؤلفو الدراسة: إن "تحقيق الحياد الكربوني في الصين بحلول 2060 يتطلب تحولًا هائلًا في قطاع الكهرباء".

ويقترحون إنشاء منظومة لتخزين الكهرباء بقدرة في نطاق تيراواط، وزيادة خطوط النقل ذات الجهد العالي جدًا بين المقاطعات بمقدار الضعف أو 3 أضعاف، مقارنة بالقدرات الحالية لضمان توفير إمدادات كافية.

ويقترح العلماء تقييم آثار التحولات في مزيج الكهرباء وفحص معدلات خفض الانبعاثات في قطاعات غير الكهرباء وتحسين التوصيل المشترك للكهرباء والتدفئة المركزية.

وحسب الدراسة التي حصلت منصة الطاقة على نسخة منها، سيتطلب تيسير ذلك التحول، نشر تقنيات توليد محايدة كربونيًا، بالإضافة إلى البنية الأساسية التكميلية لتخزين الكهرباء وخطوط النقل.

مشكلة توافر الأراضي

سلّط مؤلفو الدراسة الضوء على أهمية توافر الأراضي اللازمة لإقامة محطات طاقة الشمس والرياح في الصين ومشروعات الطاقة المتجددة الأخرى، مشيرين إلى أنه لن تتوافر أراض بالمنطقة الشرقية بالقرب من السواحل لاستعمالها في بناء المحطات الجديدة.

ونتيجة لذلك، ستظهر الحاجة لبناء تركيبات شمسية بالمنطقة على مساحة أصغر، أو فوق البنايات السكنية والتجارية، على سبيل المثال.

وبالنظر إلى توافر الأراضي وفق السياسات الحكومية الصارمة والربط بالشبكة، يجب بناء 80% من مشروعات الطاقة الشمسية و55% من مشروعات الرياح على بعد 100 كيلومترًا من مراكز الأحمال الرئيسة.

ويخضع استعمال الأراضي لقيود صارمة في الصين، ولذلك ينبغي أن تكون 25% من الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية عبر التوليد الموزع.

يُقصد بالتوليد، الموزع توليد الكهرباء في أو بالقرب من موقع استعمال، وهو أقل تكلفة من التوليد المركزي، لأنه يتجنب تكاليف إنشاء خطوط النقل والبنية التحتية اللازمة لتوصيل الكهرباء إلى المنازل والشركات.

وحذّرت الدراسة من أن استعمال الأراضي سيصبح أمرًا خلافيًا بصورة متزايدة، وهو إشكال مازال تأثيره طفيفًا نسبيًا حتى اليوم، بسبب الموارد عالية الجودة في مناطق خارج نطاق المنافسة الكبرى على الأراضي.

ولذلك دعا القائمون على الدراسة قادة البلاد إلى تطوير سياسات الأراضي بصورة تدعم نشر محطات الطاقة المتجددة على نطاق المرافق، والحفاظ على الزراعة، وجعل السياسات ذات الصلة أكثر تنسيقًا وتركيزًا على البلاد عمومًا، بدلًا من تركها بيد حكومات المقاطعات.

مزرعة رياح في الصين
مزرعة رياح في الصين- الصورة من شبكة "سي إن إن"

الشمس والرياح تتجاوز الفحم

توقّع مجلس الكهرباء الصيني (CEC) أن تتجاوز قدرات الشمس والرياح في الصين الفحم بتوليد الكهرباء لأول مرة خلال عام 2024 الجاري.

وبحلول نهاية العام، ستشكّل القدرات المركبة لتوليد الكهرباء من طاقة الشمس والرياح نحو 40%، في مقابل 37% للفحم.

يُقارن ذلك بنسبة 36% للشمس والرياح والفحم عند أقل من 40% في نهاية عام 2023 المنصرم، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبحلول نهاية 2024، ستبني الصين نحو 1.3 غيغاواط من قدرات الشمس والرياح، وهو ما يتجاوز المستهدف الرسمي البالغ 1.2 غيغاواط بحلول 2030.

ولأول مرة في 2023، شكلت قدرات التوليد من مصادر غير أحفورية، ومنها الطاقة النووية والكهرومائية، أكثر من نصف إجمالي الإمدادات.

ومن المتوقع أن يرتفع استهلاك الكهرباء في الصين بنسبة 6% خلال هذا العام، بانخفاض طفيف عن نمو بنسبة 6.7% في 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق