طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

هل تستطيع الطاقة الشمسية في أستراليا تخطّي عقدة الصين؟ (دراسة)

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • أستراليا لديها تقنيات متقدمة في قطاعات عديدة والطاقة الشمسية فرصة لاستغلالها
  • الدراسة توصي باستغلال العلاقات الدبلوماسية للاستفادة من بكين
  • أستراليا تضع عراقيل أمام المستثمرين الأجانب
  • بناء مصنع في الصين يستغرق 9 أشهر، وأستراليا 3 سنوات

طرحت دراسة حديثة تساؤلات عدّة حول الطاقة الشمسية في أستراليا، منها ما يتمحور حول إمكان تجاوُز البلاد عقدة الاعتماد الكبير على الصين في تلبية احتياجات بناء صناعة وطنية تسهم بدعم الطاقة في البلاد من خلال التعاون.

أجرت الدراسة واحدة من رواد الصناعة في البلاد، وعضو في معهد أستراليا للطاقة الشمسية (Australian PV Institute (APVI) الدكتورة موريل واط، بدعم من وكالة الطاقة المتجددة الأسترالية (ARENA).

وتسعى واط، التي تقترب من التقاعد، منذ سنوات عديدة مع المعهد لإقناع المستثمرين بالطاقة الشمسية، وكيف أنها ذات مستقبل واعد، في الوقت الذي تحول فيه تحول التركيز -مؤخرًا- على ماذا يمكن فعله في أستراليا لهذه الصناعة.

وتشكّل دراسة "سيليكون تو سولار"، التي بلغت تكلفتها 1.2 مليون دولار، خطوة هائلة في صناعة الطاقة الشمسية في أستراليا، إذ تقدّم صفحاتها الـ34، خارطة طريق للحكومة الفيدرالية لتأسيس صناعتها الخاصة بها، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وشارك في إعداد الدراسة عدّة جهات أخرى، منها: مركز الطاقة الكهروضوئية المتقدمة (ACAP)، وشركة إيه جي إل (AGL).

بناء سلسلة القيمة المحلية

حثّت الدراسة على دعم الطاقة الشمسية في أستراليا، عبر تدشين صناعة محلية لسلسلة القيمة الخاصة بها.

وترى الدراسة التي قادتها واحدة من رائدات الصناعة في البلاد، الدكتورة موريل واط، أنه ليس على الحكومة إيلاء الأهمية ذاتها لكل أجزاء سلسلة القيمة لصناعة الطاقة الشمسية في أستراليا.

وقالت، إنه على الحكومة الفيدرالية إحداث توازن بين الأجزاء المعرّضة للنقص والمهمة واللازمة للصناعة بصورة أكبر والقدرة التنافسية، إضافة إلى تلك التي تقدّم عائدًا للاقتصاد الوطني.

غير أن الدراسة أوصت بتطوير كل خطوات سلسلة القيمة، بعد أن وجدت "اهتمام الصناعة الشديد ببناء القدرة التصنيعية في كل خطوة، بما في ذلك العمل من خلال الشراكات الدولية وترتيبات التعاقد"، حسبما ذكر موقع "رينيو إيكونومي" المحلي.

وقالت واط، إن الدراسة قارنت تكلفة الطاقة الشمسية في أستراليا مع الصين، ورغم أن التصنيع المحلي سيكون أكبر في تكاليف الإنتاج من بكين، فإنه في كل الأحوال سيكون أقل من المصادر الأخرى، مثل الطاقة النووية.

رائدة في صناعة الطاقة الشمسية في أستراليا موريل واط Dr Muriel Watt
رائدة في صناعة الطاقة الشمسية في أستراليا موريل واط

هيمنة الصين

قدّرت الدراسة قيمة الدعم الاستثماري المبدئي المطلوب من الحكومة لتعزيز إنتاج أجزاء سلسلة القيمة اللازمة لتوليد 10 غيغاواط، بنحو 3.2 مليار دولار أسترالي (2.09 مليار دولار أميركي)، بحيث تكون كافية في المرحلة الأولى خلال 10 سنوات.

(الدولار الأميركي = 1.53 دولارًا أستراليًا).

وتتراوح نسبة الفرق بالتكلفة بين الصين وأستراليا في أجزاء سلسلة القيمة بين 19% و93%، وفق الدراسة.

وأشارت الدراسة إلى أن الصين تمكنت من الهيمنة على صناعة الطاقة الشمسية، خاصة بعد وباء كوفيد-19، وغزو روسيا أوكرانيا قبل أكثر من عامين.

غير أن قائدة الدراسة موريل واط، تساءلت قائلة: "لكي نحصل على إجابة صحيحة، يجب أن نسأل سؤالًا صحيحًا عن إمكان إيجاد صناعة الطاقة الشمسية في أستراليا".

وقالت: "على سبيل المثال، السؤال الصحيح هو: كيف يمكن منافسة الصين؟".

وتابعت: "الإجابة هي أننا لا نحاول منافسة الصين، وليس هذا الأمر شيئًا عليك القيام به.. السؤال الصحيح هو: ما الذي تستطيع فعله لخفض الاعتماد على الصين مع التحول إلى الطاقة المتجددة بنسبة 100%؟".

قوى عظمى

قالت الباحثة في مجال الطاقة الشمسية في أستراليا، إن البلاد تتجه لتوليد 70% من احتياجاتها من الطاقة الشمسية، "لذلك دعونا نصنع بعض أجزاء المحطات هنا" (تقصد أستراليا).

وأضافت: "إذا كنا سنصبح قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة، فما الذي سنحتاج إليه؟ سنحتاج إلى الطاقة الشمسية، إذا كنا سنحصل على الصلب الأخضر والألومنيوم الأخضر والزجاج الأخضر وكل شيء آخر، فسنحتاج إلى الطاقة الشمسية للقيام بذلك".

وترى واط أن هناك ضرورة لجذب الشركات الأجنبية الناجحة، خاصة في الصين، للاستثمار في الطاقة الشمسية في أستراليا، "بدلًا من وضع عراقيل عديدة أمامها".

وعلى سبيل المثال -وفق واط-، يحتاج بناء مصنع في الصين إلى 9 أشهر فقط، في حين يتطلب مصنع مماثل 3 سنوات في أستراليا للحصول على التراخيص.

وترى واط أنه من الحكمة أن تتبنى البلاد سياسة العمل مع الصين بمجال بناء سلاسل القيمة لصناعة الطاقة الشمسية في أستراليا، وأن لا تكون ضدّها.

وقالت: "أعتقد أننا يجب أن نحاول استعمال المهارات الديبلوماسية للحصول على مساعدة الصينيين لبناء صناعتنا هنا.. بكين تجد صعوبات كبيرة للعمل مع أميركا، ونحن نمتلك علاقات أفضل معها، خاصة في مجال الطاقة الشمسية، لذلك الأفضل أن نعمل معها، وليس منافستها".

كما أوصت بالتعاون بين الولايات الأسترالية في هذا الشأن.

ألواح طاقة شمسية على الأسطح
ألواح طاقة شمسية على الأسطح - الصورة من دوميستيك بي في

تقنيات الطاقة الشمسية في أستراليا

قالت الرئيسة التنفيذية لوكالة الطاقة المتجددة الأسترالية دارين ميلر، إن خارطة الطريق في الدراسة تضع رؤية واضحة لدور أستراليا الذي يمكن أن تؤدّيه في تصنيع تقنيات الطاقة الشمسية المتطورة عبر سلسلة التوريد، مع الاستفادة من مزاياها التنافسية.

وأضافت أن أستراليا لديها صناعة تقنيات متقدمة في قطاعات أخرى، والطاقة الشمسية تمنح البلاد فرصة عظيمة لاستغلال تلك التقنيات في بناء اقتصاد يعتمد على الطاقة النظيفة.

وتشهد الطاقة الشمسية في أستراليا زخمًا واضحًا؛ ما أسهم في تراجع أسعار الكهرباء، لتبلغ مستويات سالبة لدى ولايات عدّة.

وأظهر تقرير لمشغّل سوق الكهرباء الأسترالية (إيه إي إم أو)، منتصف العام الماضي (2023)، أن الزيادات الكبيرة لكميات الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية -خاصة من الألواح الشمسية المثبتة على الأسطح- تُحتّم ضخ المزيد من الاستثمارات في القطاع.

وعلى سبيل المثال، بلغ متوسط الكهرباء المولدة من ألواح الطاقة الشمسية في أستراليا -المُثبتة على الأسطح- مستوى قياسيًا عند 2.962 ميغاواط، خلال الأشهر الـ3 الأولى من 2023، وفق التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق