التغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

تقرير صادم.. أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي قد تتأخر 10 سنوات على الأقل

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • دول أوروبا تحول تركيزها إلى أمن الطاقة والاستقرار الاقتصادي منذ الحرب
  • سيناريو السياسات الحالية في الاتحاد ربما يحقق أهداف المناخ بحلول 2060
  • بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا والسويد قد تكون قادرة على تحقيق أهدافها
  • اختلاف توقعات الطاقة المتجددة والهيدروجين واحتجاز الكربون بحلول 2050

تتعرض أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي لاهتزاز الثقة في تنفيذ جدولها الزمني على الأقل، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وما خلّفته من تداعيات تمسّ أمن الطاقة واستقرار الاقتصادات الأوروبية بصورة كبيرة.

وحذّر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- الاتحاد الأوروبي من احتمال تعثُّر أهدافه المناخية الطموحة لمدة 10 سنوات على الأقل بعد عام 2050؛ بسبب تحول أولويات الدول، وزيادة تركيزها على أمن الطاقة والاستقرار الاقتصادي.

ويمثّل هذا التأخير ضربة قاصمة لأهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي التي طالما رُوَّجَ لها بوصفها معيارًا للعالم يجب أن يحتذى به لإنقاذ الكوكب من تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ القاسية.

تأخر أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي

يتوقع التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة "وود ماكنزي" أن تخفق انبعاثات الاتحاد الأوروبي في الوصول إلى تعهداتها الصافية بنحو 684 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050، حسب السياسات الحالية، على الرغم من اتفاق الدول الأعضاء على هدف الوصول لصافي الانبعاثات بحلول عام 2050.

وحتى يتمكن العالم من الوصول إلى الحياد الكربوني، فلا بد أن تتحقق أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي بحلول 2048؛ من أجل تعويض المناطق الأخرى التي ستستمر في إطلاق الانبعاثات طوال العقد التالي وما بعده، مثل الصين والهند.

وتتعهد الصين ودول أخرى بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2060، بينما تتعهد الهند بالوصول عام 2070، على خلاف دول أوروبا وأميركا الملتزمة بالوصول بحلول عام 2050، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وما يزال الاتحاد الأوروبي رائدًا في تحول الطاقة بأهداف طموحة، لكن البداية المضطربة للعقد الحالي، وخاصة منذ غزو أوكرانيا، أثارت الشكوك وزادت العقبات، بحسب كبيرة محللي وود ماكنزي والمؤلفة الرئيسة للتقرير ليندسي إنتويستل.

ورغم ذلك، ما زالت أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي بحلول 2050 قابلة للتنفيذ، إذا زادت الاستثمارات في الطاقة المتجددة والتقنيات الناشئة مثل الهيدروجين واحتجاز الكربون، مع تعزيز الالتزام السياسي وتحفيز الطلب عليها مستقبلًا، بحسب المحللة.

تقييم أهداف المناخ حسب الدول

يختلف تقييم أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي من منطقة إلى أخرى، إذ تبدو ألمانيا ودول الشمال الأوروبي أكثر طموحًا، في حين تحتاج دول عديدة إلى تسريع جهودها للوصول إلى صافي الانبعاثات بحلول عام 2050.

ويرجع السبب في تميز بلدان الشمال الأوروبي إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء لديها، إلى جانب الإقبال الكبير على الطاقة النووية في السويد وفنلندا.

وتُظهر بيانات وود ماكنزي أن السويد تشغّل محطات توليد كهرباء منخفضة الكربون بنسبة 100%، منها 66% عبر الطاقة المتجددة، في حين تبلغ هذه النسبة في فنلندا 98%.

وتستعمل بولندا الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء بنسبة 66% ، تليها ألمانيا بنسبة 47%، ثم رومانيا (44%)، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وتختلف أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي -أيضًا- فيما يتعلق بسياسة الطاقة النووية، ففي حين تخطط بعض الدول الأعضاء للتخلص التدريجي أو الكامل منها، أو فعلت ذلك، تتجه دول أخرى -مثل فرنسا وبولندا ورومانيا- إلى الاستثمار في بناء محطات نووية جديدة، إضافة إلى تعزيز مكانتها في سوق توريد المفاعلات المعيارية الصغيرة الصاعدة عالميًا (SMR).

توقعات الطاقة المتجددة 2050

يشير سيناريو الحالة الأساسية لدى وود ماكنزي إلى أن الطلب على الكهرباء في الاتحاد الأوروبي قد يرتفع 2.5 مرة عن المستويات الحالية، بينما ستكون 82% من إمدادات الكهرباء مشتقة من مصادر متجددة بحلول عام 2050.

أمّا سيناريو صافي الانبعاثات فيشير إلى أن قدرة الطاقة المتجددة ستزداد بنسبة 70% إضافية بحلول عام 2050، ما يتطلب 10 غيغاواط إضافية سنويًا مقارنة بسيناريو الحالة الأساسية.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أبرز المحطات التاريخية في مسار الطاقة المتجددة بالاتحاد الأوروبي منذ عام 1991 وحتى 2023:

الطاقة المتجددة في أوروبا

ولن تتحقق أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي بالسرعة نفسها والجدول الزمني المطلوب، إذ ستحتاج الاقتصادات الصغيرة إلى الدعم في مجال الكهرباء من خلال تمويل البنية التحتية الحيوية وإمدادات الكهرباء منخفضة الكربون، والحوافز العامة، بينما ستكون حالة الاقتصادات الكبيرة أفضل، ما سينعكس على فجوة تبنّي التقنيات النظيفة في هذه البلدان ومعدلات نشرها.

ويشير سيناريو الحالة الأساسية إلى أن حصة المركبات الكهربائية في السويد ستصل إلى 88%، بينما ستصل حصة المضخات الحرارية إلى 78% بحلول عام 2050، وهي أعلى دول في الاتحاد في هذا التصنيف.

على الجانب الآخر، يُتوقع أن تصل حصة السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية في دولة أوروبية صغيرة مثل بلغاريا إلى 35% و33% على التوالي بحلول عام 2050، حسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

وتتطلب إضافة 10 غيغاواط إضافية من قدرة الطاقة المتجددة سنويًا اللازمة لتمكين أهداف كهربة جميع القطاعات، معالجة مشكلات اختناق الشبكات، عبر تجديد البنية التحتية وزيادة الاستثمار والتعاون بين الدول الأعضاء، بحسب وود ماكنزي.

ويشير رصد وحدة أبحاث الطاقة الدوري إلى تفاقم ظاهرة اختناق الشبكات في أكثر من دول خلال السنوات الأخيرة، أبرزها هولندا وإسبانيا وبعض الولايات الأميركية مثل تكساس وكاليفورنيا، وذلك بسبب زيادة طلبات الاتصال مع الشبكات من مصادر الطاقة المتجددة.

توقعات الهيدروجين 2050

يتوقع سيناريو الحالة الأساسية لوود ماكنزي أن يتزايد الطلب على الهيدروجين ليلبي 10% من الطلب الصناعي على الطاقة في الاتحاد الأوروبي بحلول 2050.

وستؤدي زيادة الطلب على الهيدروجين إلى إزاحة ما يعادل 16% من استهلاك الوقود الأحفوري -حاليًا-، وخفض أكثر من 100 مليون طن من انبعاثات الكربون.

ومن المتوقع احتياج الاتحاد الأوروبي إلى استيراد 10 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين منخفض الكربون، بحسب سيناريو الحالة الأساسية، بينما سيحتاج إلى 18 مليون طن سنويًا حسب سيناريو صافي الانبعاثات لعام 2050.

وتتمتع النرويج والدنمارك وفنلندا وإسبانيا بمكانة جيدة تؤهلها لأن تصبح من أكبر المصدّرين في سوق تجارة الهيدروجين الإقليمية داخل الاتحاد الأوروبي، وسط توقعات بأن تصل الطاقة التصديرية الصافية للهيدروجين داخل الاتحاد إلى 5.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050.

ومثّلت البنية التحتية للهيدروجين 40% من المشروعات ذات الاهتمام في الاتحاد الأوروبي عام 2023، مدعومة بإطلاق جولة المزاد الأولي لبنك الهيدروجين بقيمة 800 مليون يورو (866 مليون دولار).

خط أنابيب للهيدروجين
خط أنابيب للهيدروجين - الصورة م RMI

أمّا بالنسبة لتوقعات مشروعات احتجاز الكربون، فما زال عدد قليل من دول الاتحاد يحتفظ بأهداف محلية، لكن المنطقة ما تزال تسجل أعلى أسعار للكربون عالميًا، بما يزيد 2.5 مرة عن المتوسط في الاقتصادات المتقدمة نفسها، حسب تقديرات وود ماكنزي.

وسيحتاج التوسع في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه إلى استثمارات أوروبية كبيرة خلال السنوات المقبلة، كما ستحتاج أسعار الكربون إلى الزيادة أكثر من ذلك بداية من عام 2027.

وتضمنت أهداف المناخ في الاتحاد الأوروبي المضافة -مؤخرًا- التقاط 280 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040، في إطار قانون الصناعة الخالية من الكربون، ما يمثّل توجهًا واضحًا بشأن احتجاز الكربون وتخزينه، بحسب التقرير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق