التقاريرتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

أوابك تكشف تطور قدرات الطاقة المتجددة عالميًا.. الصين تسبق أوروبا وأميركا

أحمد بدر

كشف تقرير حديث لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول، أوابك، تطور أوضاع الطاقة المتجددة عالميًا، في ظل أزمة إمدادات الطاقة، التي تسبّبت بها الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في 24 فبراير/شباط (2022).

وأوضح التقرير، الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، تحت عنوان "الأوضاع البترولية العالمية.. الربع الرابع 2022"، وأعده الخبير ماجد عامر، أن المصادر المتجددة شهدت زخمًا غير مسبوق، مع توجّه كثير من دول العالم إلى تعزيز سياساتها الداعمة لها.

في الوقت نفسه، حصلت الطاقة المتجددة على دفعة كبيرة، مع ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري، الأمر الذي أسهم في تحسّن قدرتها التنافسية، لا سيما الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح، مقابل أنواع الوقود الأخرى، وفق تقرير أوابك.

ولفت تقرير منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول إلى ما حمله تقرير الطاقة المتجددة، الذي أصدرته وكالة الطاقة الدولية في ديسمبر/كانون الأول (2022)، بشأن التوسع في قدرات المصادر المتجددة خلال المدة بين عامي (2022-2027)، والذي من المتوقع أن يكون أسرع مما كان متوقعًا قبل عام.

توقعات الطاقة المتجددة حتى 2027

توقّع تقرير وكالة الطاقة الدولية أن تنمو القدرة العالمية المضافة للطاقة المتجددة بنسبة 75%، أو بنحو 2400 غيغاواط خلال المدة بين 2022-2027، وهو ما يعادل إجمالي القدرة المركبة الحالية للطاقة المتجددة في الصين، بحسب تقرير أوابك.

ويمثّل ذلك النمو تسارعًا بمعدل 85% مقارنة بالأعوام الـ5 السابقة، وزيادة بنسبة 30% عمّا كان متوقعًا في عام 2021، وذلك بسبب 3 عوامل أساسية، أولها السياسات والإصلاحات التنظيمية والسوقية الحالية التي تُنفَّذ في الهند والصين "الخطة الخمسية 14"، والثاني هو انتهاج خطة "الطاقة المتجددة الأوروبية" في أوروبا، والثالث هو إقرار قانون خفض التضخم الأميركي.

ويوضح الرسم البياني التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، حجم النمو المتوقع لقدرات الطاقة المتجددة من جانب وكالة الطاقة الدولية من 2010 إلى 2027:

تقرير أوابك عن الطاقة المتجددة

وتوقّع تقرير أوابك أن تحلّ الصين في المركز الأول، بالاستحواذ على نحو 50% من قدرة الطاقة المتجددة العالمية المضافة خلال المدة بين (2022 – 2027)، إذ يتسارع النمو رغم الإلغاء التدريجي لدعم طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية، لذلك فالمتوقع أن تحقق الصين أهدافها لطاقتي الرياح والشمس لعام 2030 مبكرًا بحلول عام 2025.

وأوضح أن السبب في ذلك يرجع إلى أن أهداف الطاقة المتجددة الطموحة في الخطة الخمسية رقم 14، وإصلاحات السوق والدعم الحكومي القوي، توفر ضمانًا طويل الأمد لإيرادات المصادر المتجددة، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

حقّق الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر نمو في أسواق الطاقة المتجددة بعد الصين، والمتوقع أن تتضاعف وتيرة التوسع خلال المدة بين 2022 و2027، إذ قدّمت عدّة دول أعضاء بالاتحاد أهدافًا وسياسات طموحة لتسريع استغلال المصادر المتجددة قبل حدوث الحرب الأوكرانية، وبعدها اقتُرِحَت أهداف أكثر صرامة للاستغناء عن واردات النفط والغاز الروسيين بحلول عام 2027.

ومن المتوقع أن تتضاعف القدرة المركبة للطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، عن الأعوام الـ5 السابقة، لا سيما بعدما أقرّ قانون خفض التضخم، الذي أقرّه الرئيس الأميركي جو بايدن في أغسطس/آب 2022، تمديد الإعفاءات الضريبية لمصادر الطاقة المتجددة حتى عام 2032، مما يوفر رؤية غير مسبوقة طويلة الأجل لمشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع تضاعُف القدرات المضافة في الهند خلال مدة التوقعات، بقيادة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، مدفوعة بالمزادات التنافسية المنفّذة لتحقيق الهدف الحكومي المتمثل في توفير 500 غيغاواط من المصادر المتجددة بحلول عام 2030، بحسب ما جاء في تقرير أوابك، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

إجمالي قدرات التوليد العالمية

تقرير أوابك والطاقة المتجددة

توقّع تقرير منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول أوابك أن تشكّل مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 90% من التوسع في إجمالي القدرة العالمية لتوليد الكهرباء، وفق السيناريو المرجعي، إذ من المنتظر أن تصبح أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في العالم بحلول أوائل عام 2025، متجاوزة التوليد باستعمال الفحم.

 

كما توقّع التقرير ارتفاع حصة المصادر المتجددة في مزيج الطاقة بنسبة 10% لتبلغ 38% في عام 2027، إذ إنها المصدر الوحيد لتوليد الكهرباء الذي يُتوقع ارتفاع حصته في مزيج الطاقة، مع انخفاض حصة كل من الفحم والنفط والغاز الطبيعي والطاقة النووية.

وتنتظر طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية أن يزيد حجم الكهرباء المتولدة منهما، بأكثر من الضعف خلال المدة نفسها، مما قد يوفر نحو 20% من سعة توليد الطاقة العالمية في عام 2027، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الوقت ذاته، ما يزال نمو مصادر الطاقة المتجددة القابلة للتوزيع، بما في ذلك الطاقة المائية والطاقة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الشمسية المركزة، محدودًا، على الرغم من دورها الحاسم في دمج طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية بأنظمة الكهرباء العالمية.

الطاقة الشمسية مقابل الفحم والغاز

كشف تقرير أوابك توقعاته بشأن مضاعفة السعة التراكمية للطاقة الشمسية الكهروضوئية نحو 3 مرات تقريبًا، لتنمو بما يقرب من 1500 غيغاواط خلال المدة بين 2022 و2027، لتتخطى الغاز الطبيعي بحلول عام 2026، والفحم بحلول عام 2027.

وتتزايد الإضافات السنوية لقدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بشكل متواصل، على الرغم من زيادة تكاليف الاستثمار الحالية بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، إذ من المنتظر أن تكون الطاقة الشمسية الكهروضوئية -على نطاق المرافق- الخيار الأقلّ تكلفة لتوليد الكهرباء الجديدة في معظم دول العالم، بحسب التقرير.

ويوضح الرسم البياني التالي، من إعداد منصة الطاقة المتخصصة، القدرة العالمية لتوليد الكهرباء وفقًا للمصدر، من 2015 حتى 2027:

تقرير أوابك عن الطاقة المتجددة

 

بالإضافة إلى ذلك، فإنه من المتوقع أن تحقق الطاقة الشمسية الكهروضوئية الموزّعة، مثل الطاقة الشمسية على أسطح المباني، نموًا أسرع نتيجة لارتفاع أسعار الكهرباء بالتجزئة ودعم السياسات المتزايد لمساعدة المستهلكين على خفض تكاليف الطاقة، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتوقّع التقرير تشغيل أكثر من 570 غيغاواط من طاقة الرياح البرية الجديدة خلال المدة نفسها، رغم أن إضافاتها لن تحقق مستوى قياسيًا جديدًا بحلول نهاية مدة التوقعات، بخلاف المسجل في عام 2020، وذلك بسبب الإجراءات الطويلة لإصدار التصاريح، ونقص التحسينات المُدخلة على البنية التحتية للشبكات.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع تسارع نمو طاقة الرياح البحرية عالميًا، إذ ستدعم السياسات الصينية التوسع الأسرع، وستصبح الولايات المتحدة سوقًا كبيرة في نهاية مدة التوقعات، بينما ستتراجع حصة دول أوروبا من إجمالي سعة طاقة الرياح البحرية المركبة العالمية من 50% عام 2021، إلى 30% عام 2027.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق