التقاريرتقارير الطاقة المتجددةروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجل

وكالة الطاقة الدولية: السعة المتجددة عالميًا قد تتضاعف في 5 أعوام

وحدة أبحاث الطاقة

تتجه سعة الطاقة المتجددة عالميًا للنمو بمقدار الضعف على مدى الأعوام الـ5 المقبلة، وفق تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية التي ترى أن هذه الزيادة تأتي مدفوعة بمخاوف أمن الطاقة على خلفية غزو روسيا لأوكرانيا.

ويوضح التقرير السنوي للوكالة الدولية بشأن آفاق الطاقة المتجددة، أنه من المتوقع نمو سعة الكهرباء المنتجة عبر الطاقة المتجددة عالميًا بنحو 2400 غيغاواط، لتصل إلى 5 آلاف و640 غيغاواط بحلول عام 2027.

وبحسب التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، فإن هناك اتجاهًا حادًا في تعزيز مشروعات الكهرباء المتجددة، مدفوعًا بأزمة الطاقة العالمية.

ويأتي النمو في سعة الطاقة المتجددة، بالتزامن مع سياسات السوق وإصلاحاتها في الولايات المتحدة والصين والهند، لدعم نشر المصادر المتجددة بسرعة أكبر مما كان مخططًا له سابقًا.

الحرب تؤدي لزخم غير مسبوق

 

اعتبرت وكالة الطاقة الدولية، أن أزمة الطاقة العالمية الناجمة عن الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، دفعت إلى اهتمام غير مسبوق بمصادر الطاقة المتجددة.

وبحسب الوكالة، أظهرت اضطرابات امدادات الوقود الأحفوري مدى فوائد الطاقة الكهربائية المولدة من مصادر متجددة، وهو الأمر الذي دفع العديد من الدول نحو تعزيز السياسات الهادفة إلى نشر الطاقة المتجددة.

كما تسبب الارتفاع الكبير في أسعار الوقود الأحفوري عالميًا إلى تحسين القدرة التنافسية للكهرباء المولدة من مصادر الطاقة الشمسية والرياح، مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري.

وجاءت توقعات الوكالة بنمو قدرات الطاقة المتجددة لتصل إلى 2400 غيغاواط خلال المدة الزمنية (2022- 2027) أعلى بنسبة 30% عن توقعاتها العام الماضي، و85% عن توقعات السنوات الخمس الماضية.

ويتضمن سيناريو التوقع أن تشكل مصادر الطاقة المتجددة أكثر من 90% من قدرات توليد الكهرباء عالميًا.

كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية، أن تصبح الطاقة المتجددة أكبر مصدر لتوليد الكهرباء بحلول مطلع 2025 لتتجاوز بذلك الفحم، وأن تبلغ حصتها بمزيج الطاقة نحو 38% في 2027.

ويؤكد التقرير، أن الطاقة المتجددة هي المصدر الوحيد لتوليد الكهرباء المتوقع أن ترتفع حصته، مقابل تراجع كل من الفحم والغاز الطبيعي والطاقة النووية والنفط.

وتقدر الوكالة، أن الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية والرياح سترتفع بأكثر من الضعف في السنوات الخمس المقبلة، أي ستعمل على توفير نحو 20% من الكهرباء المولدة عالميًا بحلول 2027.

ورغم ذلك، لا تزال مصادر الطاقة المتجددة الأخرى كالطاقة المائية والحيوية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الشمسية المركزة محدودة.

تجاوز الفحم والغاز

تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية، إلى أن الطاقة الكهربائية الشمسية الكهروضوئية ستتجاوز الفحم بحلول 2027، لتصبح الأكبر في العالم.

ومن المتوقع أن تتضاعف السعة التراكمية للطاقة الشمسية الكهروضوئية ثلاث مرات تقريبًا، لتتجاوز الغاز الطبيعي بحلول 2026 والفحم بحلول 2027.

ومع ارتفاع تكاليف الاستثمار الناتجة عن الزيادة في أسعار السلع الأساسية، تعد الطاقة الشمسية الكهروضوئية الأقل تكلفة في توليد الكهرباء من المصادر المتجددة.

ونوهت الوكالة إلى انتشار الطاقة الشمسية الكهروضوئية على أسطح المباني، كأحد الحلول المستخدمة من قبل المستهلكين لمواجهة ارتفاع فواتير الكهرباء.

وفي نفس السياق، توقعت الوكالة تضاعف طاقة الرياح عالميًا، إذ من المتوقع تشغيل أكثر من 570 غيغاواط من طاقة الرياح البرية الجديدة خلال المدة 2022- 2027.

ورغم ذلك، ترى وكالة الطاقة الدولية، أن إضافات الرياح البرية لن تحطم سوى رقمها القياسي السنوي المسجل في عام 2020، بسبب طول إجراءات التصاريح ونقص التحسينات على البنية التحتية للشبكة.

وعلى الجهة الأخرى، يتسارع نمو طاقة الرياح البحرية عالميًا، ولكن حصة أوروبا من السعة البحرية المركبة ستنخفض من 50% في عام 2021 إلى 30% في عام 2027، وفقًا للوكالة.

ونوهت إلى أن النمو المتوقع في طاقة الرياح البحرية يأتي من المقاطعات الصينية والولايات المتحدة الأميركية.

وعلى صعيد الاقتصادات الناشئة، هناك حالة من عدم اليقين متعلقة بالتوسع السريع في نشر الطاقة المتجددة، بسبب عوائق السياسات المنظمة لذلك.

وفي الاقتصادات النامية، يتسبب ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى تمويل ميسر في إعاقة نمو مشاريع الطاقة المتجددة.

وفي حال مواجهة تلك التحديات، تؤكد وكالة الطاقة أنه من المتوقع نمو قدرات الطاقة المتجددة إلى 3 آلاف غيغاواط، مما سيعمل على تضييق الفجوة بمقدار الكهرباء المتجددة المطلوبة لتحقيق حيادية الكربون بحلول 2050.

ماذا عن القارة الأوروبية؟

تتوقع وكالة الطاقة الدولية، تضاعف قدرات الطاقة المتجددة في دول الاتحاد الأوروبي، مدفوعة من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وتهديدها لأمن الطاقة في القارة، وهو الأمر الذي تحول لحافز قوي نحو نشر الكهرباء المتجددة.

واستعرض التقرير، خطة الاتحاد الأوروبي المتضمنة إنهاء اعتماد دول الاتحاد على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027، وزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة إلى 45% بحلول 2030.

وعدلت وكالة الطاقة الدولية، توقعاتها لنمو الطاقة المتجددة في أوروبا لتكون أعلى بمرتين خلال المدة الزمنية (2022- 2027)، مقارنة بما كانت عليه في الخمس السنوات الماضية، بقيادة ألمانيا وإسبانيا.

واعتبرت أن النمو البطئ للطاقة المتجددة في قطاعي النقل والتدفئة يعيق انتشارها بدول الاتحاد الأوروبي، فمثلًا النمو المتوقع لحصة الطاقة المتجددة بقطاع النقل لدول الاتحاد البالغ 15% بحلول 2027 لا يتماشى مع تطلعات الاتحاد الأوروبي لعام 2030.

وشددت على أن الوصول إلى السعة المركبة اللازمة لتوليد 69% من الكهرباء المتجددة بحلول 2030، يتطلب أن يكون متوسط الإضافات الصافية السنوية أعلى بنسبة 30% للطاقة الشمسية الكهروضوئية وأكثر من ضعفي طاقة الرياح.

وهو ما يستدعي -بحسب وكالة الطاقة الدولية- تقليل الجداول الزمنية للتصاريح والتراخيص، وتمديد خطط المزادات بجداول زمنية واضحة، والعمل على أن تعكس المزادات التكلفة المتزايدة للطاقة المتجددة.

وتقدر الوكالة، أنه في حال نجاح دول الاتحاد الأوروبي في تنفيذ تلك المطالبات من المتوقع نمو الطاقة المتجددة أكثر من 30%.

وحذر التقرير، أن بعض القرارات المقترحة قد يعيق استثمارات الطاقة المتجددة مثل الحدود القصوى لسوق الجملة وضرائب الأرباح المفاجئة، مؤكدة أن ذلك سيعمل على حالة من عدم اليقين لتلك الاستثمارات بدول الاتحاد الأوروبي إذا لم تصمم بشكل جيد.

3 دول تقود نمو الطاقة المتجددة

تعمل كل من الصين والولايات المتحدة والهند نحو التوسع في نشر الطاقة المتجددة خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يمثل ثلثي النمو العالمي -بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية-.

وتتوقع الوكالة، أن تقع نصف قدرة الطاقة المتجددة العالمية الجديدة خلال المدة الزمنية (2022- 2027) في الصين، على الرغم من اتجاه البلاد إلى الإلغاء التدريجي لدعم الطاقة الشمسية الكهروضوئية والرياح.

ويشار إلى أن أسعار الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة أرخص من أسعار الكهرباء المولدة بواسطة الفحم.

وفي الولايات المتحدة، يتضمن قانون الحد من التضخم سياسات طويلة الأجل لمشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية، بالإضافة إلى صدور تشريع في أغسطس/آب 2022 بمد الإعفاءات الضريبية لمصادر الطاقة المتجددة حتى عام 2032.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، تمتلك 37 ولاية أميركية من أصل 50 ولاية أهداف وخطط نحو التوسع في نشر الطاقة المتجددة.

كما توقعت الوكالة أن تتضاعف التركيبات الجديدة للطاقة المتجددة في الهند بقيادة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، مدفوعة بالمزادات التنافسية التي تعقدها البلاد في إطار الوصول إلى هدف توليد 500 غيغاواط من السعة غير الأحفورية بحلول 2030.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة، إلى أنه من المتوقع أن تبلغ استثمارات تصنيع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الهند والولايات المتحدة نحو 25 مليار دولار خلال المدة الزمنية (2022-2027)، أي بزيادة 7 أضعاف مقارنة بالسنوات الخمس الماضية.

بينما ستواصل الصين هيمنتها على التصنيع، إذ من المتوقع أن تبلغ استثمارات بكين نحو 90 مليار دولار خلال تلك المدة الزمنية، وهو الرقم الذي يزيد عن أكثر من ثلاثة أضعاف الاستثمار المتوقع في بقية دول العالم مجتمعة.

إنتاج الهيدروجين

في نفس السياق، تعمل العديد من دول العالم على زيادة إنتاج الهيدروجين من الطاقة الشمسية الكهروضوئية والرياح.

وبحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع تضاعف الطاقة المتجددة العالمية المخصصة لإنتاج الهيدروجين 100 ضعف خلال السنوات الخمس المقبلة.

وبناءً على الأهداف والسياسات المعلنة من 25 دولة، توقعت الوكالة إنتاج 50 غيغاواط من الهيدروجين عبر طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية خلال المدة الزمنية (2022- 2027).

ويأتي النمو المتوقع من إنتاج الهيدروجين المتجدد بقيادة الصين، وتليها أستراليا وتشيلي والولايات المتحدة، إذ تمثل هذه الأسواق الأربعة مجتمعة ما يقرب من ثلثي القدرة المتجددة المخصصة لإنتاج الهيدروجين.

الوقود الحيوي

من المتوقع زيادة اجمالي الطلب العالمي على الوقود الحيوي بمقدار 35000 مليون لتر سنويًا خلال المدة الزمنية (2022- 2027)، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وتأتي الزيادة العالمية في استخدام الوقود الحيوي بقيادة كل من الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وإندونيسيا والهند.

وبهدف تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة، من المتوقع أن يكون هناك زيادة عالمية في استخدام الديزل المتجدد لأول مرة، بالإضافة إلى ارتفاع استخدام الإيثانول والديزل الحيوي بالكامل تقريبًا في الاقتصادات الناشئة، والتي تهدف هي الأخرى إلى تقليل واردات النفط.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، تعد النفايات والمخلفات عناصر رئيسة في نمو الوقود الحيوي بشرط منع حدوث أزمة في الإمدادات، إذ من المتوقع أن يأتي ثلث إنتاج الوقود الحيوي الجديد من النفايات والمخلفات بحلول عام 2027.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق