التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

مسؤول بريطاني سابق يصف علاج تغير المناخ في أوروبا بالساذج

يخلي الساحة لدول مثل الصين

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • أوروبا تتعامل مع أزمة تغير المناخ من منظلق عقدة "جلد الذات"
  • بريطانيا تسهم بنسبة 1% فقط من الانبعاثات الكربونية مقابل 30% للصين
  • الصين تعمل على تطوير تقنيات رخيصة، لذلك تسيطر على سلاسل إمداد الطاقة النظيفة
  • أميركا أدركت خطأ الاتجاه، لذلك أطلقت قانون الحدّ من التضخم

اتهم مسؤول بريطاني سابق الدولَ الأوروبية بانتهاج طرق ساذجة في سبيل محاربة تغير المناخ، تقضي على نفوذها في هذه الساحة، لصالح بلدان، مثل الصين.

وقال الخبير الاقتصادي السابق بوزارة المالية البريطانية (في حكومة توني بلير)، مستشار مؤسسة توني بلير للمناخ للسياسات الإستراتيجية حاليًا، بيندكت ماكون-كوني، في مقال نشره موقع "بروجكت سينديكيت"، إن العديد من دول أوروبا، بما فيها موطنه، تسعى إلى تحويل اقتصاداتها لاقتصادات خالية من الكربون منذ سنوات.

وانتقد "كوني" هذا الاتجاه، كونه يؤثّر محليًا فقط، ولا يعمل على الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، ومن ثم عدم محاربة تغير المناخ، وفق المقال الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تطوير التقنيات

أكد بيندكت ماكون-كوني أنه على الدول الأوروبية أن تتبنّى سياسات مختلفة في سبيل محاربة تغير المناخ، تعتمد على تطوير الحلول التقنية، التي تضمن النمو المحلي، وتعزيز خفض الاحترار العالمي.

ويرى المسؤول البريطاني السابق، في مقاله المنشور قبل أيام، أن مكافحي الاحترار العالمي عادةً ما يخلطون بين الإجراءات المناخية والعدالة المناخية.

وقال، إن كثيرًا من الدول الأوروبية، بما فيها بريطانيا -حسب قوله-، تتعامل مع مسألة محاربة تغير المناخ من منطلق عقدة "جلد الذات"، بسبب مسؤوليتها تاريخيًا مع باقي الدول الصناعية عن هذا الكمّ من التلوث الناجم عن حرق الوقود الأحفوري.

وتظهر عقدة جلد الذات في شكل مساعيها الحثيثة للوصول إلى اقتصادات حيادية الكربون بأقصى سرعة ممكنة، بغضّ النظر عن مسألة التكلفة المطلوبة.

ويحثّ الكاتب دولته وجاراتها الأوروبيات على تعديل هذا الاتجاه الذي يصفه بـ "الخطأ".

غير أن الكاتب يتغافل عن عدم التزام دولته وغيرها بسداد ما التزمت بدفعه لمساعدة الدول المتضررة من تغير المناخ، خاصةً في قارة أفريقيا، التي يموت ملايين من شعوبها جوعًا بسبب مشكلات تغير المناخ وكوارثه الطبيعية، والتي تحالفت مع أسباب أخرى مؤخرًا، لتضيف إلى معاناة القارة السمراء.

وكانت تلك الدول قد التزمت بتمويلات تُقدَّر بنحو 100 مليار دولار سنويًا، لكنها لم تدفع 10% منها.

شعار الصفقة الخضراء الأوروبية
شعار الصفقة الخضراء الأوروبية - الصورة من يوروبيان ريبورتر

تحقيق الأهداف

استبعد الخبير الاقتصادي السابق بوزارة المالية البريطانية (في حكومة توني بلير) بيندكت ماكون-كوني عدم تحقيق الدول الأوروبية مستهدفات خفض الانبعاثات في سبيل محاربة تغير المناخ، لكنه في الوقت ذاته يراها أزمة عالمية.

واتفق مع وجهة النظر القائلة، إن الدول الصناعية مسؤولة تاريخيًا عن عدم توازن الطقس وتغير المناخ، راصدًا أرقامًا تؤكد ذلك.

وأشار في مقاله، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إلى أنه حتى عام 2000 كانت الدول الأوروبية وأميركا مسؤولة عن 70% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

غير أن هذا الأمر تغيَّر سريعًا في السنوات التالية، في الوقت الذي قامت فيه دول أخرى عديدة بتحقيق نمو اقتصادي بحرق الوقود الأحفوري، مثل الصين، وفق السياسي البريطاني.

وعلى سبيل المثال، فإن المملكة المتحدة، التي تُعدّ مهد الثورة الصناعية، لا تمثّل انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون سوى 1% من الانبعاثات العالمية، مقابل 30% للصين.

يقول الخبير البريطاني: "تشير توقعاتنا إلى أن انبعاثات المملكة المتحدة ستنخفض إلى 0.6% بحلول عام 2030، في حين ستزيد حصة الصين إلى 36%".

وأضاف أن "خطايا الماضي يجب أن لا تشوش على خطط مكافحة تغير المناخ في المستقبل، خاصة في المملكة المتحدة وأوروبا، فهذه الدول تخاطر حاليًا بترك الدول الأخرى خلفها".

ويشيد السياسي البريطاني بأميركا، التي أدركت مؤخرًا خطأ الاتجاه، واتخذت خطوات جادة لتعديله، وكان أهمها قانون الحدّ من التضخم.

وقال، إن هذا القانون الذي لم يمرّ سوى عام على إقراره من إدارة البيت الأبيض، ويستهدف التوسع في استثمارات تقنيات الطاقة النظيفة، بما فيها الأبحاث والتطوير، نجح في جذب 80 مشروعًا ضخمًا للطاقة النظيفة حتى الآن، وفق ما أعلنته الحكومة.

سيطرة الصين

يرى الخبير بيندكيت ماكون كوني أن الصين تسيطر حاليًا على سلاسل إمدادا تقنيات الطاقة النظيفة، خاصة التي تعتمد على المعادن النادرة مثل الغاليوم.

كما تطوّر بكين صناعة مكونات ألواح الطاقة الشمسية الرخيصة خارج البلاد، وأيضًا توربينات الرياح، إضافة إلى التقنيات الأخرى.

وأشار "كوني" إلى أنه في الوقت نفسه، وبدلًا من أن يركّز ساسة بريطانيا على بناء وتطوير صناعة تقنيات الطاقة النظيفة، يهتمون بصغائر الأمور، مثل عادة رئيس الوزراء ريشي سوناك السفر بالطائرة.

كما يهدر ساسة أوروبا الوقت في قضايا سخيفة، مثل الشجار على الطاقة النووية، بسبب خطوة ألمانيا في التخلص من المفاعلات، في وقت تكرّس فيه فرنسا لوجودها.

ورغم أن الصفقة الخضراء الأوروبية خطوة في الاتجاه الصحيح، "فإنها ليست قريبة حتى من الطموحات التي يجب أن تكون لدينا".

ولتحقيق نصر حقيقي في أوروبا والمملكة المتحدة في حربها على تغير المناخ، يجب أن تركّز تلك الدول على التقنيات والحلول في مجالات عدّة، شاملة توليد الكهرباء وتخزينها، واحتجاز الكربون وتخزينه، والانشطار والانصهار النووي.

وطالب السياسي البريطاني، بضرورة إعادة توزيع النفقات على الطاقة النظيفة، بحيث تحصل بحوث وتطوير التقنيات على نصيب أكبر، كما فعلت الصين، التي بدأت بأخذ زمام القيادة في مجال الطاقات المتجددة والسيارات الكهربائية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق