التقاريرتقارير الغازتقارير الهيدروجينرئيسيةغازهيدروجين

المغرب والجزائر يؤمنان مستقبل الطاقة في ألمانيا.. القصة كاملة

أحمد بدر

تواصل ألمانيا محاولاتها لتأمين احتياجاتها من الطاقة، لا سيما من المغرب والجزائر، إذ يملك البلَدان الواقعان في شمال أفريقيا إمكانات ضخمة، تؤهلهما لتحقيق أمن الطاقة لكثير من دول أوروبا، وفي مقدمتها الموقع الإستراتيجي.

وبالتزامن مع استمرار مساعي برلين لاستيراد الغاز والهيدروجين من البلدين العربيين، تسعى -كذلك- قارة أوروبا إلى الحصول على صادرات الغاز من البلدين، بهدف ضمان مستقبل طاقي مستقر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما ناقشت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية الدكتورة ليلى بنعلي، في ميونخ، مع وزير الاقتصاد الفيدرالي روبرت هابيك، تعزيز التعاون في مجال الطاقة، كانت ألمانيا قد انتهت لتوّها مع اتفاقات مهمة مع الجزائر في المجال نفسه، لا سيما الغاز والهيدروجين.

المغرب وأمن الطاقة في ألمانيا

خلال مشاركتها يوم السبت 17 فبراير/شباط 2024، في الدورة 60 لمؤتمر ميونخ للأمن، قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب ليلى بنعلي، إنها ناقشت علاقات بلادها مع ألمانيا، والشراكة الإستراتيجية بينهما في القضايا المتعلقة بتحول الطاقة والتنمية المستدامة.

وأوضحت أن المناقشات شملت موضوع الغاز، ومسار بلادها لتكون فاعلًا رئيسًا ومركزيًا في اقتصاد الهيدروجين الذي يتطور، لافتة إلى أن اللقاء كان فرصة لمناقشة سبل إعادة إرساء أسس شراكات إستراتيجية جديدة بين الرباط وبرلين، في القضايا التي تهم أفريقيا وأوروبا، بحسب ما نشرته وكالة أنباء المغرب العربي.

وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية ليلى بنعلي
وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية ليلى بنعلي

بدوره، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، إنه ينوي زيارة المغرب في وقت قريب، موضحًا أن اللقاء مع الوزيرة ليلى بنعلي تَميَّز بتبادل عميق ومكثف حول الهيدروجين، وإمكانات المملكة، والإمكانات المتاحة لها، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

يشار إلى أن ألمانيا كانت من الدول التي أبدت اهتمامًا كبيرًا بخطوط أنابيب نقل الهيدروجين من المغرب باتجاه أوروبا، لا سيما مع ما تتميز به المملكة من موقع إستراتيجي قريب من دول القارة العجوز، إذ تسعى برلين إلى تأمين مستقبلها من الطاقة المتجددة، بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري

وفي 4 يناير/كانون الثاني 2024، طالبَ مدير عام مجموعة تيسن كروب الألمانية (Thyssenkrupp)، ميغيل لوبيز، ببناء خطوط أنابيب للهيدروجين، تأتي من المغرب وإسبانيا والبرتغال، باتجاه ألمانيا، بحسب ما نشرته صحيفة "فيست دويتشه ألغماينه تسايتونغ" (Westdeutsche Allgemeine Zeitung).

وكان صندوق التنمية الألماني قد أعلن في شهر فبراير/شباط الجاري 2024 تخصيص 270 مليون يورو (291.07 مليون دولار) لدعم المطورين في المملكة ودول أخرى، من المتخصصين في تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر،

وتهدف هذه الخطوة من جانب ألمانيا إلى تعزيز جهود الرباط وبرلين، لتعزيز التعاون بمجال الطاقة المتجددة والاستدامة، وتطوير مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب.

الهيدروجين في المغرب

التعاون بين ألمانيا والجزائر

في 8 فبراير/شباط الجاري 2024، أعلنت الجزائر أنها وقّعت أول صفقة مع ألمانيا لتوريد الغاز إليها من خلال خطوط الأنابيب، وذلك خلال زيارة وفد ألماني إليها، في خطوة تأتي ضمن مساعي برلين لتحقيق أمنها الطاقي، وتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطلب على الطاقة.

الغاز الجزائري

وبموجب هذه الصفقة، سيذهب الغاز الجزائري إلى شركة المرافق الألمانية "في إن جي" (VNG) ، وذلك من خلال شركة سوناطراك الحكومية، إذ قال الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية أولف هايتمولر، خلال زيارة وفد أعمال ألماني إلى الجزائر، إن "ما وُقِّعَ ليس سوى عقد صغير، نتطلع إلى توسيعه".

وعلى الرغم من أن الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، فإن الجانبين لما يكشفا أيّ تفاصيل، سواء مدة الصفقة أو الأحجام التي ستُسلّم إلى برلين، وفق ما كشفته وكالة "بلومبرغ" (Bloomberg)، ورصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويتزامن الاهتمام الألماني بالحصول على الغاز الجزائري مع التعاون المشترك بين شركة "في إن جي" وشركة سوناطراك، في قطاع الطاقة، بهدف إنشاء سلسلة قيمة ألمانية جزائرية للهيدروجين، وذلك ضمن جهود تنويع إمدادات الطاقة، بعد خفض إمدادات الغاز الروسي في أعقاب حرب أوكرانيا.

خطوط نقل الهيدروجين في الجزائر

يشار إلى أن علاقات الطاقة بين المغرب والجزائر ودول أوروبا تواصل نموها، إذ تمثّل الصادرات الجزائرية نحو 14% من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المارّ في خطوط الأنابيب والغاز الطبيعي المسال، وفق ما أوردته بيانات حديثة للمفوضية الأوروبية.

ووتضم قائمة كبار عملاء الجزائر من دول أوروبا، إسبانيا -التي تحصل على الغاز من خلال خطوط الأنابيب والناقلات- وكذلك إيطاليا، التي يمتد معها خط أنابيب عبر تونس، بالإضافة إلى كل من فرنسا وتركيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق