رئيسيةأخبار الهيدروجينهيدروجين

الهيدروجين الأخضر في المغرب يترقب تمويلًا ألمانيًا بـ291 مليون دولار

الطاقة

يُنظر إلى الهيدروجين الأخضر في المغرب بصفته إحدى أرخص الأسواق المنتظرة لإنتاج الوقود الأخضر في المستقبل، ما يضعها في دائرة اهتمام غالبية دول أوروبا.

إذ أعلن صندوق التنمية الألماني تخصيص 270 مليون يورو (291.07 مليون دولار) لدعم المطورين في المغرب وعدّة دول أخرى المتخصصين في تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تأتي الخطوة في إطار جهود البلدين لتعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة، وتطوير مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب.

وتتطلع ألمانيا إلى استيراد الهيدروجين الأخضر من دول شمال أفريقيا، وفي مقدمتها المغرب والجزائر ومصر لتأمين احتياجاتها المستقبلية من الوقود الأخضر، في إطار خطتها لتحقيق الحياد الكربوني وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.

المنحة الألمانية

تأتي المنحة الألمانية، التي لا تشترط سدادها، جزءًا من مبادرة ألمانية لدعم مشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب والعديد من البلدان حول العالم، من بينها مصر، وجنوب أفريقيا، والبرازيل، وجورجيا، والهند، وكينيا، إذ يمكن للمطورين التقدم بطلباتهم ابتداءً من 1 مارس/آذار المقبل.

ويركّز الصندوق الألماني على المشروعات التي تتجاوز قيمتها 100 مليون يورو (107.78 مليون دولار)، بصفتها أمرًا بالغ الأهمية للصناعات التي تعتمد على الهيدروجين، مثل الأمونيا والميثانول والوقود الاصطناعي والعمليات الكيميائية ذات الصلة التي تعتمد على الكهرباء المتجددة.

ويغطي نطاق التمويل مراحل مختلفة من سلسلة القيمة، بدءًا من إنتاج الطاقة المتجددة وحتى التوزيع، بما في ذلك التحليل الكهربائي والضغط والتخزين ونقل الهيدروجين.

الطاقة المتجددة في المغرب

وبموجب البرنامج، يمكن للمشروعات الصناعية التي تستوفي معايير محددة أن تحصل على منح تصل إلى 30 مليون يورو (32.33 مليون دولار)، إذ ستُخَصَّص الأموال لـ8 إلى 10 مشروعات على مدار جولات تقديم متعددة، مع تحديد الاستثمارات من عام 2024 إلى عام 2027.

وتعدّ ألمانيا أكبر الاقتصادات الصناعية في أوروبا، وتشهد ارتفاعًا متزايدًا في الطلب على الهيدروجين الأخضر بصفته بديلًا نظيفًا ومستدامًا، إذ عملت سابقًا على على تمويل مشروعات مهمة في هذا القطاع بالمغرب، بما في ذلك بناء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقيمة 300 مليون يورو (323.34 مليون دولار) في مدينة طرفاية.

وكشف تقرير صدر عام 2023 أن أوروبا تخطط لاستثمارات كبيرة في مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، التي تشمل في المقام الأول المغرب ومصر وجنوب أفريقيا.

وتشير تقديرات بنك الاستثمار الأوروبي إلى أن قدرة أفريقيا على إنتاج الهيدروجين الأخضر يمكن أن تمثّل فرصة استثمارية بقيمة تريليون يورو (1.08 تريليون دولار).

ومن المتوقع أن تحقق القارة طاقة إنتاج سنوية للهيدروجين الأخضر تبلغ 50 مليون طن بحلول عام 2035، مما يوفر سعرًا تنافسيًا للغاية يبلغ دولارين للكيلوغرام الواحد أو أقل.

الهيدروجين في المغرب

أكدت مديرة مكتب بنك التنمية الألماني في الرباط، جان راجبار، أهمية المنحة للمغرب، مشيرة إلى أن البلاد تمتلك مشروعات مبتكرة وناضجة يمكن استغلالها بشكل كبير في هذا القطاع.

من جانبه، أشار المسؤول في بنك التنمية الألماني، فلوريان زيغلر، إلى أن المبادرة لا تقتصر على دعم صناعة الهيدروجين الأخضر في المغرب فحسب، بل تهدف أيضًا إلى نقل المهارات وتعزيز فرص العمل.

وتواجه برلين تحديات كبيرة في تحقيق التحول إلى مصادر الطاقة الخضراء وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، إذ يأتي الهيدروجين الأخضر بديلًا نظيفًا وفعالًا لتلبية احتياجات الطاقة وتحقيق أهداف البلاد في تقليل الانبعاثات الكربونية.

ويبرز المغرب حلًا واعدًا لألمانيا، إذ يتمتع بموارد طبيعية هائلة من الطاقة الشمسية والرياح، مما يجعله موقعًا مثاليًا لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر.

وتصل إمكانات الطاقة الشمسية في المغرب إلى 1000 غيغاواط، وطاقة الرياح إلى 300 غيغاواط، وتبلغ القدرة المتاحة حاليًا من الطاقة المتجددة نحو 4.151 غيغاواط، تمثّل 38% من القدرة الكهربائية المركبة في البلاد، مع وجود خطط لزيادتها إلى 52% بحلول 2030.

وتخطط المملكة لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، بالاعتماد على إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، ما من شأنه تسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.

ووفقًا للتوقعات الرسمية، فإن الإيرادات السنوية للطلب على الهيدروجين الأخضر في المغرب ستناهز 22 مليار درهم (2.1 مليار دولار) سنويًا بحلول 2030، وسترتفع إلى 330 مليار درهم (31.2 مليار دولار) بحلول 2050.

ويعدّ المغرب من الدول الـ6 في العالم التي تمتلك إمكانات كبيرة في إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وهو ما شأنه أن يؤهل البلاد للاستحواذ على 4% من الطلب العالمي بحدود عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق