غازأخبار الغازسلايدر الرئيسيةعاجل

صادرات الغاز المسال المصرية تنخفض 64% في 40 يومًا

سوق واحدة فقط تقتنص كل الشحنات المصرية

دينا قدري

تأثرت صادرات الغاز المسال المصرية بالمخاطر العالمية والقيود التجارية في البحر الأحمر، مع استمرار الصراع في قطاع غزة؛ إذ تضاءلت الصادرات بشكلٍ ملحوظ إثر تجنُّب الناقلات طريق قناة السويس.

وألقت التوترات المستمرة في الشرق الأوسط بظلالها على السوق المحلية المصرية، مع نقص الغاز المتوفر من إسرائيل؛ ما يعوق صادرات الغاز المسال والمنتجات البتروكيماوية.

ووفق بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، صدّرت مصر 270 ألف طن متري من الغاز المسال حتى الآن في عام 2024، بانخفاض 64% على أساس سنوي، رغم الارتفاع الأخير في صادرات شهر فبراير/شباط الجاري.

بينما قد تشهد أسواق البتروكيماويات المصرية تحسنًا في الصادرات، مع نمو متوقع في الإنتاج وزيادة الطلب.

صادرات الغاز المسال المصرية

في ظل استمرار المخاطر العالمية ونمو الإنتاج أقل من المتوقع، استمرت حالة عدم اليقين في سوق التصدير المصرية خلال الربع الأول من عام 2024.

وبحسب البيانات التي حصلت عليها منصة الطاقة، بلغت صادرات الغاز المسال المصرية هذا الشهر (حتى يوم 9 فبراير/شباط 2024) نحو 70 ألف طن متري، أي 35% من المستويات التي شهدتها في شهر يناير/كانون الثاني السابق، وتوجهت الأحجام بأكملها إلى المملكة المتحدة.

يقول محلل الغاز المسال في "إس آند بي غلوبال" أيوش أغاروال: "شهدت مصر أكبر انخفاض على أساس سنوي بصادرات الغاز المسال في عام 2023، بانخفاض قدره 50% تقريبًا إلى 3.7 مليون طن متري؛ إذ انخفض إنتاجها المحلي بما يزيد قليلًا عن 10% على أساس سنوي".

وأضاف: "لم تصدِّر السوق أيّ بضائع بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول 2023، بسبب تحويل الغاز في أشهر الصيف لتلبية الطلب المحلي المتزايد".

ومرّت صادرات الغاز المسال المصرية بعام صعب في 2023، مع 3 أشهر هادئة بشكل خاص، وتوقفت في الربع الثالث من عام 2023 بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ أُغلق حقل غاز تمار الإسرائيلي، الذي تعتمد عليه مصر لتلبية الطلب المحلي وإعادة التصدير.

وأضاف أيوش أنه على الرغم من استئناف التدفقات من إسرائيل، ظلت صادرات الغاز المسال المصرية محدودة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز الدول المستوردة للغاز المسال المصري في 2023:

أبرز الأسواق المستقبلة لصادرات الغاز المسال المصري في 2023

وأشار محلل "إس آند بي" إلى أنه من المرجح أن يسهم التأخير المرتبط بالحرب في بناء خطوط أنابيب غاز إضافية لدعم التدفقات الإسرائيلية المتزايدة، بمزيد من الانخفاض في صادرات الغاز المسال المصرية في عام 2024.

كما أن الديناميكيات الهبوطية الحالية في جميع أنحاء أوروبا والبحر الأبيض المتوسط لم تقدّم سوى القليل من الدعم لتحفيز الصادرات القوية من مصر، وفقًا لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

تداعيات التوترات في البحر الأحمر

يُعدّ مضيق باب المندب نقطة عبور مهمة للنفط والغاز الطبيعي، إذ كان يمثّل 12% من النفط المنقول بحرًا و8% من تجارة الغاز المسال في النصف الأول من 2023، وفق ما أفادت به إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير لها.

وكان يتعين على السفن التي تعبر بين أوروبا وآسيا عبر قناة السويس أن تمر عبر مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن.

ومع التوترات المستمرة في البحر الأحمر، كان العديد من مالكي السفن يتنقلون في طرق بديلة، مثل القيام برحلات أطول حول رأس الرجاء الصالح؛ ما نتج عنه تضرر الصادرات المصرية.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، جرى تداول كميات أقل من الغاز المسال بنسبة 24% وزيادة بنسبة 1% من غاز النفط المسال عالميًا مقارنةً ببقية عام 2023، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة، نقلًا عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

كما تسببت القيود المفروضة على السفن في قناة بنما بسبب الجفاف، في مغادرة المزيد من ناقلات الغاز الكبيرة جدًا من الولايات المتحدة للتوجه شرقًا باتجاه قناة السويس أو رأس الرجاء الصالح.

وقالت إدارة معلومات الطاقة، إنه بعد بدء الهجمات في نوفمبر/تشرين الثاني، تباطأت تدفقات النفط والمنتجات المكررة والغاز الطبيعي التي تمرّ عبر مضيق باب المندب، مع انخفاض تدفّق النفط الخام عبر المضيق بنسبة 18% تقريبًا في ديسمبر/كانون الأول 2023، مقارنةً بمتوسط المدّة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

صادرات البتروكيماويات المصرية

في سياقٍ آخر، تراجعت صادرات غاز النفط المسال المصري في عام 2024، من خلال تدفقات هامشية إلى الخارج تبلغ نحو 4 آلاف طن متري في شهر يناير/كانون الثاني.

وجاء هذا الانخفاض بعد أن ارتفعت الصادرات في ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى 48.4 ألف طن متري، من 12.2 ألف طن متري فقط في الشهر السابق، وفقًا لبيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة.

تعدّ مصر حاليًا مصدرًا صافيًا للبروبان، إذ تنتج ما بين 40 ألفًا و50 ألف طن شهريًا، وفقًا للمحللين في "إس آند بي غلوبال"، الذين توقعوا أن تنخفض الصادرات على المدى الطويل، و"قد تصبح البلاد في نهاية المطاف مستوردًا صافيًا".

وأضافوا أنه على صعيد البوتان، "تنتج مصر نحو 100 ألف طن شهريًا من البوتان من الغاز الطبيعي والتكرير، ويُستورد الباقي.. نتوقع نموًا في إنتاج البوتان مثل البروبان".

على الرغم من النمو المتوقع في إنتاج غاز النفط المسال، مع نمو أبطأ من المتوقع بإنتاج الغاز الطبيعي في البلاد، فإن هذا الارتفاع قد يكون محدودًا.

من ناحية أخرى، شهد منتجو البوليمر المصريون ارتفاعًا في الطلب في يناير/كانون الثاني 2024، على عكس ديسمبر/كانون الأول 2023، بعد تصاعد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، التي تسببت باضطرابات كبيرة في شحن الحاويات في المنطقة.

وشهد الطلب على صادرات البولي إيثيلين والبولي بروبيلين والبوليسترين المصري تحسنًا صحيًا من تركيا على وجه الخصوص، وهي الدولة التي تُعدّ مستوردًا رئيسًا للبوليمرات.

وأدى التأخير في واردات البوليمرات إلى تركيا إلى ارتفاع الأسعار، ما وفّر عوائد جذّابة للمنتجين المصريين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق