مصنعو الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي يواجهون أزمة وجودية بسبب الصين (تقرير)
نوار صبح
- الأسعار المنخفضة تشكل تحديًا واضحًا لمنتجي الألواح الشمسية في الاتحاد الأوروبي
- بكين تسيطر على أكثر من 80% من القدرة العالمية لتصنيع الطاقة الشمسية
- تشكل الألواح الشمسية الآن جزءًا من ركائز التصدير الـ3 الجديدة التي تعلنها الصين
يواجه مصنعو الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي أزمة وجودية بسبب الدعم الصيني، الذي يرونه سببًا في إغراق أسواق القارة العجوز بألواح شمسية رخيصة الثمن، وإيجاد تخمة في العرض تسبب موجة من الإفلاس.
في المقابل، لا يتفق جميع المحللين على أن المفوضية الأوروبية يجب أن تتصدى للصين بشأن ممارساتها في مجال الطاقة الشمسية، لأنها قد تقيّد واردات الطاقة الشمسية التي تشتد الحاجة إليها، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويتساءل آخرون عن جدوى إهدار الأموال النقدية الطارئة على قطاع قد يشهد مرحلة اليأس، حاليًا، حسبما نشره موقع بوليتيكو يوروب (Politico Europe) المعني بالشؤون السياسية للاتحاد الأوروبي.
وقد أصبحت هذه الأزمة وشيكة من خلال اللهجة التي اتخذتها المفوضية الأوروبية، لدى إصدارها، مؤخرًا، بيانًا فاترًا وبيروقراطيًا بشأن الوضع، وحلله المسؤولون التنفيذيون في الصناعة، بحثًا عن أي تطور مهم، بعد أن أصبحت سبل عيش الشركات المحلية على المحك.
مصنعو الطاقة الشمسية يأملون بإجراءات فورية
قال الأمين العام للمجلس الأوروبي لتصنيع الطاقة الشمسية (ESMC)، يوهان ليندال، الذي يمثل المنتجين المحليين: "قد نخسر أغلبية الصناعة الأوروبية في الشهرين المقبلين إذا لم تكن هناك إشارة سياسية قوية".
وعلى الرغم من أن المفوضية بدأت محادثات مبكرة بشأن خيارات لمساعدة المنتجين، فإنها لم تقدم أي التزامات خلال مناقشة مرتقبة في البرلمان الأوروبي، التي كان كثيرون في الصناعة يأملون منها اتخاذ إجراءات فورية.
وقالت رئيسة الخدمات المالية في الاتحاد الأوروبي، ميريد ماكغينيس، لأعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، إن الأسعار المنخفضة "تشكل تحديًا واضحًا لمنتجي الألواح الشمسية في الاتحاد الأوروبي". وأضافت أن السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي "ستعمل بصفة وثيقة مع صناعة الاتحاد الأوروبي، لبذل كل جهد على المستوى الفني والسياسي"، لمساعدة الشركات المصنعة.
الجدل بشأن طريقة إنقاذ صناعة الطاقة الشمسية
يأتي الجدل بشأن طريقة إنقاذ صناعة الطاقة الشمسية في أوروبا، وما إذا كان ذلك ممكنًا، في الوقت الذي تتخذ فيه بروكسل موقفًا حازمًا بصورة متزايدة تجاه بكين.
في الخريف الماضي، فتح الاتحاد الأوروبي تحقيقًا بشأن ما إذا كانت الإعانات الصينية للسيارات الكهربائية، وهي تقنية رئيسة أخرى من الجيل التالي، تلحق الضرر بصورة غير عادلة بالمصنعين في الاتحاد الأوروبي.
من جهته، يريد الاتحاد الأوروبي تجنب الاعتماد المفرط على دولة واحدة، للحصول على إمدادات الطاقة، بعد تأثره عندما قطعت روسيا فجأة صادرات الغاز في عام 2022 وسط الحرب في أوكرانيا، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وتسيطر بكين على أكثر من 80% من القدرة العالمية لتصنيع الطاقة الشمسية، في حين أنتج الاتحاد الأوروبي 3% فقط من الألواح الشمسية التي ركبها خلال العام الماضي، حسبما نشره موقع بوليتيكو يوروب (Politico Europe) المعني بالشؤون السياسية للاتحاد الأوروبي.
على صعيد آخر، تعرضت العديد من شركات الطاقة الشمسية في الاتحاد للإفلاس، إذ تقدمت شركة إنتاج الألواح الهولندية إكساسون، وشركة تصنيع الوحدات النمساوية إنرجيتيك بطلب لإشهار إفلاسهما في الأشهر الأخيرة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المرجح أن تعاني ألمانيا، موطن أكثر من نصف القدرة الإنتاجية لوحدات الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي البالغة 5 غيغاواط، أكثر من غيرها.
وتجري حكومة برلين محادثات اللحظة الأخيرة مع شركة الطاقة الشمسية "ماير برغر" السويسرية، بعد أن أعلنت أنها ستوقف إنتاج الوحدات في البلاد بحلول أبريل/نيسان المقبل.
من ناحية ثانية، هددت شركتان أخريان لإنتاج الطاقة الشمسية، "سولار واط"، و"إيكيرت سولار"، بالإغلاق وتوقف الاستثمار مؤقتًا.
الدعم الصيني الوافر
يشكو منتجو ألواح الطاقة الشمسية المحليون الدعم الصيني الوافر الذي يضر بالسوق، ما يجعل المصنعين في الاتحاد الأوروبي غير قادرين على المنافسة.
وبدأت بكين تجربة إنتاج الطاقة الشمسية في أوائل العقد الأول من القرن الـ21، ولكن لم تتمكن الحكومة من بناء القدرة المحلية إلا بعد الأزمة المالية عام 2008 وفرض الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية على الألواح الشمسية الصينية قبل عقد من الزمن.
وقال المحلل في معهد مركاتور للدراسات الصينية، ألكسندر براون، إنه بعد تصنيف الطاقة الشمسية على أنها "صناعة ناشئة إستراتيجية" في عام 2010، ضخت بكين الأموال إلى هذا القطاع عبر البنوك المملوكة للدولة، في حين استثمرت الشركات الخاصة بكثافة في البحث والتطوير.
وتشكل الألواح الشمسية الآن جزءًا من ركائز التصدير الـ3 الجديدة، التي تعلنها الصين، إلى جانب بطاريات الليثيوم أيون والسيارات الكهربائية.
وأصبح هذا المصطلح يرمز إلى مساعي بكين لمبادلة اقتصادها الذي يعتمد على كثافة العمالة تاريخيًا، من أجل ترقية تعتمد على التكنولوجيا بصورة مكثفة.
ويرى المجلس الأوروبي لتصنيع الطاقة الشمسية أن أسعار الألواح الشمسية الصينية، التي تُعدّ أرخص بما يصل إلى 3 مرات من نظيراتها الأوروبية، تُباع بأقل من تكلفة الإنتاج، ما يشير إلى مساعدات كبيرة من الدولة.
اقرأ أيضًا..
- وقف تسعير الألواح الشمسية في مصر
- وحدة أبحاث الطاقة: السيارات الكهربائية محاطة بالأزمات.. والصين تحتل عرش المبيعات
- وزير: قدرات ضخمة لإنتاج الغاز الجزائري.. ونستقطب دول البحر المتوسط
