طاقة متجددة أخبار الطاقة المتجددة رئيسية

أول مزرعة رياح بحرية تجارية في النرويج تواجه صدمة غير متوقعة

محمد عبد السند

2024-02-15

0 656

شل و أول مزرعة رياح بحرية — شعار شل – الصورة من الموقع الرسمي للشركة

شل تدرس جدّيًا الانسحاب من مزاد بناء أول مزرعة رياح بحرية تجارية في النرويج
تستهدف النرويج إنتاج سعة تلامس 30 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2040
توفر مناقصة أول مزرعة رياح بحرية تجارية في النرويج فرصة ذهبية لبناء توربينات رياح ثابتة في القاع سعة 1.5 غيغاواط
تكافح صناعة طاقة الرياح البحرية العالمية للخروج من عنق الزجاجة
تهتم أوسلو بطرح مزارع رياح تجارية ضمن مساعيها لتسريع وتيرة تحقيق تلك المستهدفات الطموحة

أربكت شركة شل حسابات القائمين على مشروع أول مزرعة رياح بحرية تجارية في النرويج، بعد أن ألمحت الشركة صراحةً إلى رغبتها بإلغاء فكرة المشاركة في مزاد المزرعة لدواعٍ تتعلق بجدوى المشروع.

وتستهدف النرويج إنتاج سعة تلامس 30 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2040، وهو ما من شأنه أن يُسهم بمضاعفة إنتاج الكهرباء الحالي في البلاد.

وأصبحت مسألة كهربة المنشآت البحرية والبرية لا غنى عنها إذا رغبت الدولة الإسكندنافية في تحقيق أهدافها المناخية الوطنية بموجب اتفاقية باريس 2015، علمًا بأن تلك المنشآت تسهم بنحو رُبع إجمالي الانبعاثات الكربونية في البلاد، وفق تقديرات منظمة منظمة غرين بيس (Greenpeace)، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبناءً على ذلك، تهتم أوسلو بطرح مزارع رياح تجارية ضمن مساعيها الرامية لتسريع وتيرة تحقيق تلك المستهدفات الطموحة.

شل

تدرس شل جدّيًا الانسحاب من مناقصة لبناء أول مزرعة رياح بحرية تجارية في النرويج، بينما ما تزال هناك علامات استفهام كبيرة قائمة بشـأن ربحية المشروع، حسبما قالت المديرة القُطرية للشركة ماريان أولسنيس في تصريحات إلى وكالة رويترز.

وفطن العديد من شركات النفط والغاز الكبرى إلى الدور المهم الذي يجب أن تضطلع به في جهود التحول الأخضر، عبر تسريع وتيرة تنفيذها مشروعات الطاقة المتجددة، في إطار حرصها على إزالة الكربون من عملياتها التجارية.

وتقدمت شل، التي هي جزء من تحالف يضم شركتين محليتين نرويجيتين، بطلب لبناء أول مزرعة رياح بحرية مثبتة بالقاع في البلاد، والواقعة بمنطقة سورليغ نوردسجو في بحر الشمال.

وفي معرض تعقيبها على المشروع قالت أولسنيس: "ومع ذلك لا تبدو دراسة الجدوى التجارية رائعة جدًا"، في تصريحات أدلت بها خلال مؤتمر للطاقة في العاصمة النرويجية أوسلو الأربعاء 14 فبراير/شباط (2024).

مزرغة رياح في بحر الشمال — مزرعة رياح في بحر الشمال - الصورة من openaccessgovernment

شروط صعبة

قالت أولسنيس: "ربما لا نتقدم بعرض في تلك المناقصة"، مشيرة إلى أنه رغم عدم اتخاذ شركتها قرارًا نهائيًا في هذا الخصوص، فإن شروط المناقصة "صعبة للغاية"، في تصريحاتها على هامش المؤتمر، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وطُلِب من شركات الطاقة تطوير أجزاء معينة من المشروع التي عادةً ما يجري التعامل معها بوساطة مشغّلي الشبكة، في حين ستُسَلَّم الكهرباء المولدة إلى سوق لا تهتم بالكهرباء مرتفعة التكلفة، وفق ما صرّحت به مسؤولة شل.

وتابعت: "لكن بالطبع لم ننتهِ بعد من المرحلة المؤهِّلة إلى المزاد؛ ولذا فإننا لا نعرف حتى إذا كنا ما نزال في المشهد".

وتوفر مناقصة أول مزرعة رياح بحرية تجارية في النرويج فرصة ذهبية لبناء توربينات رياح ثابتة في القاع سعة 1.5 غيغاواط، في حين تأمل أوسلو أن يكون المشروع نقطة انطلاق لمزيد من المشروعات الضخمة في قطاع الطاقة البحرية خلال الأعوام التي تسبق نهاية العقد المقبل (2040).

دعم غير كافٍ

في يونيو/حزيران (2023)، وافق المشرّعون النرويجيون على رفع قيمة الدعم المقدّم للمشروع المخطط تنفيذه في منطقة سورليغ نوردسجو بنسبة 53%، ليصل إلى 23 مليار كرونة نرويجية (2.13 مليار دولار)، غير أن ممثلي الصناعة وجماعات الضغط ما يزالون يتساءلون إذا كان هذا كافيًا.

(الكرونة النرويجية = 0.095 دولارًا أميركيًا).

وتكافح صناعة طاقة الرياح البحرية العالمية للخروج من عنق الزجاجة، في ظل زيادة معدلات التضخم وصعود أسعار الفائدة وقفز التكاليف في سلسلة الإمدادات.

ومع ذلك، أكدت أولسنيس أنها لا تستبعد استمرار شركتها في إبداء اهتمام بالمشاركة في مناقصة الرياح العائمة المخطط لها، أو حتى مزادات الرياح البحرية المستقبلية، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

شركات مهتمة

إلى جانب شل، تشمل قائمة الشركات التي تقدّمت بطلبات لاقتناص المشروع: آكر أوفشور ويند (Aker Offshore Wind)، و بي بي (BP)، و ستيتكرافت (Statkraft)؛ وإكوينور (Equinor) وآر دبليو إي (RWE)و باركويند (Parkwind) وإنغكا إنفيستمنتس (Ingka Investments) وإيفيني (Eviny).

وقال وزير النفط والطاقة النرويجي، تيري آسلاند: "على الرغم من الارتفاعات الحادة في تكاليف صناعة طاقة الرياح البحرية العالمية، فإن هناك العديد من اللاعبين الكبار الذين اهتموا بتقديم طلبات للمشاركة في جولة المزاد الخاصة بمنطقة سورليغ نوردسجو في بحر الشمال"، بتصريحات سابقة أدلى بها إلى رويترز في نوفمبر/تشرين الثاني (2023).

وكانت الحكومة النرويجية قد فتحت رسميًا باب تقديم الطلبات لأول مزاد لطاقة الرياح البحرية في النرويج في 29 مارس/آذار (2023)؛ ما يُتيح سعة مجمعة قوامها 3 غيغاواط في منطقتين، 1.5 غيغاواط في بحر الشمال الجنوبي 2 و1.5 غيغاواط في أوتسيرا نورد.

موضوعات متعلقة..