عودة الكهرباء في أستراليا جزئيًا بمساعدة أكثر الشركات تلويثًا
أسماء السعداوي
تعرض قطاع الكهرباء في أستراليا لأول أزمة انقطاع للتيار على نطاق واسع خلال موسم الصيف الجاري هناك، جراء حالة الطقس السيئ التي تضرب البلاد.
وشهد نحو نصف مليون منزل وشركة في ولاية فيكتوريا (جنوب شرق أستراليا) انقطاع التيار، بعدما تسببت رياح بسرعة 120 كيلومترًا بالساعة في تدمير أبراج نقل الكهرباء وتعطيل المولدات، وهو ما أدى بدوره إلى توقف محطة لونغ يانغ إيه.
ومحطة لونغ يانغ إيه، بقدرة 2.210 ميغاواط، مسؤولة عن ثلث توليد الكهرباء في فيكتوريا، وهي أكبر محطات توليد الكهرباء هناك.
وأعلنت شركة المرافق "إيه جي إل إنرجي" (AGL Energy)، المالكة للمحطة التي تعمل بحرق الفحم، عودة الوحدتين 3 و4 إلى الخدمة، وأن الوحدتين الأخريين ستستأنفان التشغيل خلال الساعات الـ24 المقبلة.
وشركة "إيه جي إل إنرجي" هي أكبر مطلق لانبعاثات غازات الدفيئة في أستراليا، ووضعت خططًا لإزالة الكربون من توليد الكهرباء عبر التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، بعيدًا عن الوقود الأحفوري، بسبب الضغوط التي يفرضها الملياردير والناشط المناخي مايك كانون بروكس، الذي يمتلك حصة رئيسة من أسهمها.
ومن المقرر استمرار عمل المحطة حتى 2035، رغم آمال سابقة بتقديم الموعد، تحقيقًا لأهداف رفع حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 100% بحلول ذلك العام.
انقطاع الكهرباء في فيكتوريا الأسترالية
ما زال نحو 220 ألف منزل وشركة دون كهرباء في فيكتوريا، بعد انهيار محطة لونغ يانغ إيه العاملة بالفحم يوم أمس الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2024.
وتعرضت مناطق من ملبورن عاصمة الولاية لهطول أمطار غزيرة ورياح مدمرة، وتساقط الثلوج بعد انخفاض درجات الحرارة نحو 15 درجة مئوية بصورة مفاجئة، وتوقف توليد كهرباء بقدرة 2.3 غيغاواط، وانقطاع 1 غيغاواط من الكهرباء.
وقال منظم سوق الطاقة (AEMO)، إن انقطاع الكهرباء كان بسبب انهيار 6 أبراج للكهرباء وقطاع كبير من خط نقل بقدرة 500 كيلوفولت بسبب حالة الطقس، محذرًا المواطنين من أن المناطق المتأثرة بانقطاع الكهرباء في أستراليا قد تنتظر لأيام ولأسابيع حتى عودة التيار بالكامل بسبب الدمار الذي خلفته العاصفة.
وحتى ليل أمس الثلاثاء، كان 437 ألف منزل وشركة دون كهرباء، لكن العدد انخفض إلى 285 ألفًا و500 منزل فيما بعد مع استمرار عمليات الإصلاحات، بحسب تقرير نشرته وكالة آرغوس ميديا (argusmedia).
ولجأت سلطات الولاية إلى تخفيف الأحمال المتعمد لتجنب الانهيار الكامل وتخفيف الضغط على الشبكة، وهو ما ساعد في عودة محطة لونغ يانغ إيه جزئيًا، لكن أسعار بيع الكهرباء بالجملة في فيكتوريا ارتفعت، ما دفع بعض الأسر إلى إطفاء الأجهزة لتجنب دفع رسوم أعلى.
ومن جانبه، قرر مشغل سوق الطاقة فتح تحقيق في انقطاع الكهرباء، وأمن الطاقة بالولاية.
أزمة الكهرباء في أستراليا
تعد أزمة انقطاع الكهرباء في فيكتوريا حاليًا هي الأسوأ على الإطلاق، وإحدى أكبر أزمات القطاع عمومًا منذ انقطاع التيار في ولاية جنوب أستراليا خلال عام 2016.
وتعيد الأزمة إلى الأذهان تحذيرات سابقة من الخطر المحدق بأمن منظومة الكهرباء في أستراليا التي ما زالت تعتمد على محطات توليد مركزية متقادمة، في وقت تشهد فيه البلاد والعالم حوادث طقس قاسية جراء تغير المناخ.
ولفت مشغل سوق الكهرباء في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2023، إلى عدم كفاية قدرات توليد الكهرباء بحلول منتصف العقد المقبل 2035، بسبب تخارج محطات الفحم، وتباطؤ وتيرة نمو الطاقة المتجددة.
وكانت حكومة حزب العمال قد تعهدت باستثمار 20 مليار دولار أسترالي (13 مليار دولار أميركي) لتحديث الشبكة الوطنية، وخفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
ودعا مشغل سوق الطاقة إلى ضخ استثمارات بصورة عاجلة، لإحلال الطاقة المتجددة بدلًا من الفحم، لأن نحو 90% من محطات الفحم ستخرج من الخدمة بحلول عام 2034.
وبحلول ذلك الوقت، ستكون محطات الفحم أقل موثوقية وصعبة الصيانة وأقل تنافسية، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
وقال المشغل في تقرير له، إن احتمال عدم توافر بديل لتوليد الكهرباء عند تقاعد محطات الفحم حقيقي ومتنامٍ، داعيًا إلى ربط مصادر متجددة بالشبكة بصورة أسرع، لتحقيق أمن إمدادات الكهرباء.
وشكلت الطاقة المتجددة في أستراليا نحو 40% من توليد الكهرباء خلال النصف الأول من 2023، وتستهدف الحكومة توليد 82% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول 2030.
وحذر المشغل من أن الشكوك بشأن اتخاذ القرارات الاستثمارية وارتفاع التكاليف، والقبول المجتمعي للمشروعات، يعرقلان نموها.
ويرفض المئات من المزارعين الأستراليين السماح بمرور خطوط نقل الكهرباء العلوية عبر أراضيهم، وهو ما يهدد توليد الكهرباء النظيفة من مصادر متجددة.
موضوعات متعلقة..
- سوق الليثيوم العالمية تنتظر الخلاص من هيمنة الصين.. هل تنقذها أستراليا؟
- أكبر مزرعة رياح في أستراليا تركب أول توربيناتها الـ122 (صور)
- هل تستطيع الطاقة الشمسية في أستراليا تخطّي عقدة الصين؟ (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- صادرات الغاز المسال المصرية تنخفض 64% في 40 يومًا
- إنتاج النفط في الجزائر ينخفض 46 ألف برميل يوميًا في يناير
- إنتاج أوبك النفطي في يناير ينخفض 350 ألف برميل يوميًا
- أرامكو السعودية تعلن موقفها من طرح أسهم جديدة