رئيسيةأخبار الكهرباءكهرباء

أكثر محطات الكهرباء تلويثًا في أستراليا تشهد خطوة صادمة

أسماء السعداوي

قررت حكومة مقاطعة فيكتوريا استمرار عمل أكثر محطات الكهرباء تلويثًا في أستراليا حتى عام 2035، في خطوة محبطة لآمال رفع قدرات الطاقة المتجددة وتحولها، رغم تقديم الموعد 10 سنوات.

وتصل القدرة الإنتاجية لمحطة "لوي يانغ إيه" العاملة بالفحم البني إلى 2.2 غيغاواط، وتنتج كهرباء تكفي مليوني منزل سنويًا في فيكتوريا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتوصلت شركة "إيه جي إل" (AGL)، أكبر شركة لتوليد الكهرباء في أستراليا، يوم 21 أغسطس/آب 2023، لاتفاق مع حكومة المقاطعة بشأن تشغيل المحطة وصيانتها وتخارجها من الخدمة، ما يسمح لها بالاستمرار حتى يونيو/تموز 2035، بحسب تقرير نشره موقع "رينيو إيكونومي" (renew economy) المحلي المتخصص.

وتأسست أكثر محطات الكهرباء تلويثًا بين عامي 1984 و1988، وتقع في وادي لاتروب على بُعد 165 كيلومترًا عن عاصمة المقاطعة ملبورن.

وتُعد المحطة أحد أكبر مناجم الفحم البني في أستراليا، وتنتج سنويًا أكثر من 30 مليون طن.

إغلاق أكثر محطات الكهرباء تلويثًا في أستراليا

سدد إعلان استمرار عمل أكثر محطات الكهرباء تلويثًا في أستراليا حتى 2035، ضربة موجعة لآمال رفع حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 100% بحلول عام 2035.

وتستهدف أستراليا، التي تعتمد على الفحم لتوليد ثلثي الكهرباء، خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 43% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 2005، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

كما وضعت هدف رفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 82% بحلول عام 2030، فضلًا عن الإغلاق المبكر لمحطات توليد الكهرباء من الفحم والغاز.

ولا يُعد القرار جديدًا، ففي مطلع العام الماضي 2022 أعلنت شركة "إيه جي إل" إغلاق محطة "لوي يانغ إيه" في عام 2035، أي قبل 10 سنوات من الموعد المقرر بضغط من أكبر مساهميها الناشط البيئي مايك كانون بروكس ونشطاء المناخ والعلماء.

وكانت هناك آمال بشأن تقديم الموعد أكثر من ذلك، بما يُسهم في تحقيق هدف رفع حصة الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول 2035، إلا أن القرار الأخير سدد ضربة قاتلة إلى هذا الهدف.

يُشار إلى أن العلماء يؤكدون أن هدف زيادة الكهرباء النظيفة بنسبة 82% بحلول 2030 لا يكفي لتحقيق جهود خفض مستوى حرارة كوكب الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين، وليس هدف الـ1.5 درجة الحالي الذي تنص عليه اتفاقية باريس للمناخ، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق وذوبان الجليد.

وما يزيد الأمر صعوبة هو استمرار تشغيل محطة الكهرباء المجاورة "لوي يانغ بي" العاملة بالفحم والمملوكة لشركة ألينتا "Alinta"، حتى عام 2047.

كما جاء قرار استمرار عمل أكثر محطات الكهرباء تلويثًا في أستراليا في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه شركة "إنرجي أستراليا" (EnergyAustralia) اعتزامها استمرار عمل محطة "ماونتن بيبر" (Mt Piper) العاملة بالفحم حتى عام 2040.

وتقع المحطة في مقاطعة نيو ساوث ويلز، وتصل قدراتها الإنتاجية إلى 1400 ميغاواط، وقادرة على تلبية احتياجات 1.18 مليون منزل.

كما توصلت حكومة فيكتوريا لاتفاق مماثل مع شركة "إنرجي أستراليا"، بشأن تشغيل أحد أكبر مولدات الكهرباء من الفحم في أستراليا بمنطقة يالورن حتى منتصف عام 2028.

يوضح الرسم البياني التالي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أكبر مصدري الفحم في العالم:

أكثر محطات الكهرباء تلويثًا في أستراليا

تفاصيل الاتفاق

نال الاتفاق بين حكومة فيكتوريا وشركة "إيه جي إل" بشأن إغلاق أكثر محطات الكهرباء تلويثًا في أستراليا إشادة كبيرة بوصفه إغلاقًا سريعًا لمحطة تعمل بالفحم، وبأنه دعم فعال لمرفق يجاهد من أجل مسايرة الإنتاج المتزايد من الطاقة الشمسية على الأسطح.

وتقول وزيرة الطاقة في الولاية ليلي دامروسيو، إن الاتفاق مع شركة "إيه جي إل" يضمن تقديم مدة إشعار بـ12 عامًا للعمال والمجتمع وسوق الطاقة قبل الإغلاق، مع استمرار عمل المحطة حتى 2035.

وأكدت أن الاتفاقية الملزمة من شأنها تجنيب المقاطعة حالة عدم اليقين بالسوق، التي قد تتسبب في تأخير استثمارات الطاقة المتجددة في أستراليا وما ينتج عنها من ارتفاع أسعار الكهرباء.

ويقول بيان الحكومة: "تحقق الاتفاقية التوازن بين دعم نظام الكهرباء الآمن والموثوق وتقديم ضمانات استثمارية، لحين تحقيق فيكتوريا كفايتها من الطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء، لتحل محل محطة لوي يانغ إي".

وفي بيان آخر، قالت شركة "إيه جي إل"، إن الاتفاق يضمن تشغيل أكثر محطات الكهرباء تلويثًا في أستراليا عند الحد الأدنى لمستويات التشغيل وتوافر الخدمة لحين إغلاقها في 2035.

وبحسب الشركة المشغلة، ستتجنّب الإغلاق غير المخطط له للمحطة قبل الموعد المحدد عبر آلية تقاسم المخاطر التي ستُطبق حال ظهور ظروف معاكسة في السوق، ورأت الولاية ذلك ضروريًا لأسباب تتعلق بالحفاظ على موثوقية نظام الكهرباء.

بدائل لإغلاق محطات الفحم

قدّمت 3 شركات تمثّل القطاع الأكبر من إنتاج الكهرباء في أستراليا، بدائل نظيفة لإغلاق محطات الفحم الملوثة للبيئة.

وفي هذا الصدد، تقول شركة "إيه جي إل" إنها ستبني مشروعات جديدة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء بقدرة 12 غيغاواط بحلول عام 2035، لاستبدال محطات الكهرباء العامة بالفحم.

يُشار إلى أن الشركة، التي تعد أكبر منتج للكهرباء في أستراليا، أغلقت محطة ليدل لتوليد الكهرباء من الفحم في أبريل/نيسان 2023.

وتُعد محطة ليدل أقدم محطات الكهرباء العاملة بالفحم في أستراليا؛ إذ بُنيت في عام 1971، ونجحت على مدار نحو 50 عامًا في تزويد أكثر ولايات أستراليا كثافة بـ10% من احتياجاتها من الكهرباء.

في السياق نفسه، قالت شركة "إنرجي أستراليا" يوم الإثنين 21 أغسطس/آب 2023، إنها ستُنشئ محطات كهرباء تعمل بالطاقة المتجددة بقدرة 3 غيغاواط، كما ستُسهم في خطة لزيادة قدرات طاقة الرياح البحرية في فيكتوريا إلى 5 غيغاواط.

من جانبها، كشفت شركة "أوريغين إنرجي" (Origin Energy) عن خطط لإقامة مشروعات لتوليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية وتخزين البطاريات بحلول عام 2030.

يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه الشركة لإغلاق محطة "إيرارينغ" أكبر محطات الكهرباء في أستراليا، بحلول عام 2025.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمحطة إيرارينغ 2280 ميغاواط، وتقع في بحيرة ماكواري بولاية نيو ساوث ويلز.

ورغم ذلك، ما زالت تلك القدرات المجمعة للشركات الـ3 أقل من هدف الحكومة لزيادة قدرات إنتاج الطاقة المتجددة إلى 48 غيغاواط بحلول عام 2030.

كما يمثّل ذلك عقبة دون الوصول لهدف الحكومة بزيادة قدرات الطاقة المتجددة إلى 82% بحلول 2030.

أحد مواقع إنتاج الفحم في أستراليا وأكثر محطات الكهرباء تلويثًا في أستراليا
أحد مواقع إنتاج الفحم في أستراليا - الصورة من "سي إن إن"

أسباب التمسك بالفحم

تعليقًا على قرار إغلاق أكثر محطات الكهرباء تلويثًا في أستراليا، انتقد الكاتب مايك فلوي الاتفاق بين شركة "إيه جي إل" وحكومة فيكتوريا، واصفًا إياه بأنه حدث في الخفاء، دون الكشف عن بنوده، وأهمها التكلفة التي سيتحملها دافعو الضرائب.

كما أشار الكاتب -في مقال له بصحيفة "ذا سيدني مورنينغ هيرالد" (The Sydney Morning Herald)- إلى انعدام ثقة الولايات بإمكانات الطاقة المتجددة، إذ قد تُهدد بزيادة معدلات انقطاع التيار الكهربائي.

وتشعر حكومتا فيكتوريا ونيو ساوث ويلز بالقلق من تسارع وتيرة التخلي عن الفحم، قبل أن تتمكن الطاقة المتجددة من سد الفجوة، رغم أنهما وضعتا أهدافًا طموحة للتخلي تدريجيًا عن الوقود الأحفوري وتسريع الأهداف المناخية.

ففي نيو ساوث ويلز، وضعت الحكومة هدف خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030 وصولًا للحياد الكربوني بحلول 2050، وإلى ذلك تستهدف زيادة قدرات الطاقة النظيفة إلى 12 غيغاواط بحلول عام 2030، وهو ما يمثّل 45% من إجمالي قدرات توليد الكهرباء بالولاية.

وعلى المنوال نفسه، تستهدف فيكتوريا خفض الانبعاثات من 75% إلى 80% بحلول عام 2035، وصولًا للحياد الكربوني بحلول 2045، لزيادة قدرات الطاقة المتجددة، لتمثل 95% من إنتاج الكهرباء بحلول 2035.

ردًا على تلك المخاوف، يقول الكاتب إنه على الرغم من أن الفحم ما يزال يشكل ثُلثي قدرات توليد الكهرباء فإن الوضع شهد تغيرات كبيرة.

ودلل على ذلك بأن الطاقة المتجددة أسهمت بنحو 40% من متوسط معدلات توليد الكهرباء لأول مرة مؤخرًا.

كما تتراجع معدلات أرباح محطات الفحم، ولا تقام محطات جديدة في ضوء تراجع الكهرباء المنتجة من الرياح والطاقة الشمسية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق