التقاريرالتغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

شركات مرافق الكهرباء الأميركية تتراجع عن خططها المناخية.. ما السبب؟

أحمد أيوب

تتزايد أعداد شركات مرافق الكهرباء الأميركية التي تعلن تخليها عن مستهدفات تحقيق الحياد الكربوني، وتمسكها باستعمال الفحم في توليد الكهرباء، ما يمثل رِدة للجهود المناخية في أكبر اقتصاد بالعالم.

وتراجعت شركة فيرست إنرجي (FirstEnergy Corp)، أحد أكبر مرافق توليد الكهرباء في أميركا، عن مستهدفاتها لخفض الانبعاثات الكربونية لعام 2030، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتنضم بذلك فيرست إنرجي إلى شركات مرافق الكهرباء الأميركية التي أعلنت تراجعها عن مستهدفات خفض الانبعاثات الكربونية على مدار الأعوام الأخيرة.

يأتي ذلك بما يخالف توجهات الإدارة الأميركية التي تستهدف خفض انبعاثاتها الكربونية إلى النصف بحلول عام 2030، إذ تحتل المرتبة الثانية في قائمة أكثر الدول المُسببة للانبعاثات الكربونية.

فيرست إنرجي والحياد الكربوني

أشارت بيانات صادرة عن "فيرست إنرجي" -إحدى أكبر شركات مرافق الكهرباء الأميركية- إلى أن الشركة غير قادرة على خفض الانبعاثات بصورة ملموسة، لأن محطتي "فورت مارتن" و"هاريسون" لتوليد الكهرباء باستعمال الفحم الواقعتين بولاية فرجينيا الغربية تُعدان حاسمتين لضمان إمدادات الكهرباء الكافية للولاية، وفقًا لما نشرته بلومبرغ.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيرست إنرجي، بريان تيرني، خلال مؤتمر عبر الهاتف مع المستثمرين: "هناك الكثير من التحديات التي تعوق قدرتنا على تحقيق مستهدفاتنا للحياد الكربوني على مدار الأعوام القليلة المقبلة، بما في ذلك المخاوف المتعلقة بكفاية الموارد".

أبراج التبريد في محطة كهرباء
أبراج التبريد في محطة كهرباء عاملة بالفحم - الصورة من أميركان ساينتفك

وأضاف: "نظرًا إلى هذه التحديات، قررنا إلغاء هدفنا المؤقت للوصول إلى الحياد الكربوني في عام 2030".

وأشار إلى أن الهدف طويل المدى المتمثل في أن تصبح فيرست إنرجي مُحايدة للكربون بحلول عام 2050 ما يزال ساريًا.

ومن المقرر إغلاق محطتي الكهرباء العاملتين بالفحم في ولاية فرجينيا الغربية خلال عامي 2035 و2040، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

شركات أخرى تتخلف أيضًا

تأتي الخطوة المعلنة من قبل شركة فيرست إنرجي بعد إبداء عدد آخر من شركات مرافق الكهرباء الأميركية نيتها بعدم الوفاء بخطط خفض الانبعاثات.

وحذرت شركة المرافق دوك إنرجي (Duke Energy Corp) المسؤولين الحكوميين بولاية كارولينا الشمالية من أن الوفاء بتعهدات خفض الكربون قد يستغرق وقتًا أطول من الموعد النهائي في عام 2030، نظرًا إلى وتيرة التنمية الاقتصادية التي تدفع نحو نمو الطلب على الكهرباء في أميركا.

وفي غضون ذلك، ألمح المسؤولون التنفيذيون في شركة المرافق ساوثيرن (Southern Co) إلى أنهم قد يحتاجون إلى تأخير بعض حالات التقاعد في قطاع الفحم.

وقال المتحدث باسم معهد الطاقة والسياسة، ديف أندرسون، وهي مجموعة مراقبة لشركات المرافق المدافعة عن الطاقة النظيفة: "يبدو بالتأكيد أن هناك بعض التراجع في مستهدفات الحياد الكربوني، فشركات المرافق غير ملتزمة بأهدافها المناخية".

وأشار تقرير لمنظمة سييرا كلوب (Sierra Club) المعنية بشؤون البيئة، نُشر في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى أن معظم شركات مرافق الكهرباء الأميركية العامة تفشل في تحقيق تقدم كبير نحو أهداف الحياد الكربوني على المدى الطويل.

تراجع الشركات العالمية

أعلنت شركة شل "Shell" العالمية متعددة الجنسيات، تراجعها عن خطط خفض إنتاج النفط، ما أثار صدمة في أوساط نشطاء البيئة والمناخ على مستوى أوروبا، إذ أوضحت الشركة في مارس/آذار 2023 دخولها في حالة مراجعة لخطة خفض الإنتاج الحالية بنسبة 1 إلى 2% سنويًا حتى عام 2030، ويعني هذا زيادة مستويات انبعاثاتها الكربونية.

أحد المرافق التابعة لشركة شل
أحد المرافق التابعة لشركة شل - الصورة من وكالة بلومبرغ

وكانت شركة النفط البريطانية "بي بي" قد تراجعت هي الأخرى في فبراير/شباط 2023 عن خططها لخفض إنتاج النفط والغاز بنسبة 40% بحلول نهاية العقد الحالي إلى 25%، ما يُعد ضربة صادمة لجهود وأهداف خفض الانبعاثات العالمية وطموحات الحياد الكربوني في أوروبا.

واستنكر رئيس شركة توتال إنرجي الفرنسية باتريك بويانيه، دعوات التوقف عن الاستثمار في النفط والغاز، مشيرًا إلى أن أسعار الغاز في أوروبا ما زالت أعلى 3 أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب الأوكرانية، رغم انخفاضها كثيرًا عام 2023، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

رِدة على مستوى الدول

إلى جانب ما أعلنته شركات مرافق الكهرباء الأميركية وشركات النفط العالمية على مدار الأعوام الماضية، أعلنت الكثير من الدول تراجعها عن أهداف خفض الانبعاثات الكربونية، تحت ضغط أزمة الطاقة والحرب الأوكرانية، وارتفاع التكاليف، وضرورة الموازنة بين مسار تأمين موارد الطاقة الضرورية للبشر ومسار التحول إلى المصادر النظيفة للكهرباء.

وشهدت عدة دول أوروبية مراجعات فعلية لأهداف خفض الانبعاثات عبر طرق مختلفة، بعضها من خلال تجديد الثقة بمصادر الطاقة النووية، والآخر عبر التراجع عن أهداف جزئية لعام 2030 أو 2040.

وأثار قرار الحكومة البريطانية تأجيل بعض خطط الحياد الكربوني، في سبتمبر/أيلول 2023، صدمة واسعة في الأوساط البيئية على مستوى المملكة المتحدة وأوروبا.

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك - الصورة من سي إن إن

ولم تكن المملكة المتحدة وحدها المتراجعة عن أهداف خفض الانبعاثات عالميًا، وإنما امتدت المراجعات نفسها إلى دول أخرى مثل السويد التي خفضت موازنة بعض الأهداف المناخية لعام 2024.

وامتد الأمر كذلك إلى ألمانيا، إذ أعلنت وزارة الاقتصاد أنها قد لا تنجح في تحقيق هدف خفض الانبعاثات بنسبة 65% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 1990.

ويأتي ذلك بعدما وافقت الحكومة على تخفيف قيود الحظر على استعمال غلايات الوقود الأحفوري الجديدة، التي كانت تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في قطاع البناء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق