بيمكس المكسيكية تواجه شبح الديون وانبعاثات الميثان
ونظرة سلبية لتصنيفها الائتماني
أسماء السعداوي
ما زالت شركة النفط الحكومية المكسيكية بيمكس (Pemex) تدور في فلك الأزمات، بعد خفض وكالة موديز (Moody's) تصنيفها الائتماني، واتهامها بتجاهل تحذيرات سابقة بشأن انبعاثات غاز الميثان.
وبحسب بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، يُعدّ الميثان أحد مسببات ظاهرة الاحتباس الحراري، ويحذّر منه العلماء بوصفه أخطر من غاز ثاني أكسيد الكربون على الأرض.
وتوجد بيمكس على قائمة أكثر شركات النفط العالمية من حيث المديونية، وتتجاوز التزاماتها المالية حاجز الـ100 مليار دولار.
والمكسيك في المركز الـ11 بين كبار منتجي النفط في العالم، كما أنها صاحبة المرتبة الـ15 بين أكبر مطلقي الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري عالميًا، ومن المتوقع أن تواصل الانبعاثات ارتفاعها حتى عام 2035.
خفض التصنيف الائتماني
خفّضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لشركة بيمكس بمقدار درجتين إلى "بي 3" من "بي 1" سابقًا، بسبب تراجع الجودة الائتمانية.
وأرفقت موديز تصنيفها الصادر أمس الجمعة 9 فبراير/شباط (2024) بنظرة مستقبلية سلبية بسبب تلقي الشركة المكسيكية إعانات ضخمة من الحكومة، لكن ذلك الدعم نفسه قد يكون في خطر بسبب تدهور الظروف المالية للبلاد خلال العام الجاري.
وعلى نحو خاص، تتوقع الوكالة ارتفاع تكلفة زيادة دعم بيمكس بحلول وصول الإدارة الجديدة إلى رأس السلطة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
كما تتوقع الوكالة أن تواجه المكسيك عجزًا ماليًا أكبر بكثير على خلفية ارتفاع تكلفة الاقتراض والإنفاق الاجتماعي والمشروعات الرمزية التي تقيمها الحكومة، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة رويترز.
انبعاثات غاز الميثان
أبلغ باحثون أكاديميون في 2022 عن حدوث تسريبين لغاز الميثان من منصة النفط البحرية "زاب سي" التابعة لشركة النفط الوطنية بيمكس قبالة سواحل خليج المكسيك، حيث رُصدت مجموعة من الانبعاثات في 25 يومًا خلال عام 2023.
وفي العام التالي (2023)، أخطرت وكالة تابعة للأمم المتحدة الحكومة بحدوث تسريبات، وهو ما دفع "سيناتور" محليًا لتقديم شكوى ضد الرئيس التنفيذي لشركة بيمكس ومدير وكالة حماية البيئة لقطاع النفط والغاز.
لكن بيمكس نفت حدوث أي تسريبات ولم تعلق على بيانات الأمم المتحدة الجديدة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأطلق المرصد الدولي لانبعاثات الميثان (IMEO) التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) برنامجًا في 2023 لإبلاغ الحكومات وشركات الطاقة بانبعاثات غاز الميثان الكبيرة، بغرض رصدها وإصلاحها على الفور.
وأبلغ المتحدث باسم المرصد الحكومة المكسيكية بشأن 9 حوادث تسريب بعد رصدها في يوليو/تموز 2023.
ووفق وكالة البيئة الأممية، رُصدت تسريبات الميثان في منصة زاب سي خلال أبريل/نيسان ومايو/أيار ويوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.
ويقول مدير مرصد الميثان مانفريدي كالتاغيرون، إن انبعاثات منصة "زاب سي" كانت كبيرة للغاية لدرجة رؤيتها من الفضاء.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، أُطلق ما يتراوح بين 13 وأكثر من 100 طن من الميثان في الساعة في الغلاف الجوي، خلال عمليات الرصد.
يُقارن ذلك بنحو 135 مليون طن من انبعاثات الميثان التي أطلقها قطاع الطاقة بالكامل خلال 2022 بمعدل 15.400 طنًا في الساعة، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.
حل المشكلة
تعهّدت المكسيك بخفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% على الأقل بحلول عام 2030 بموجب التعهد العالمي الطوعي بشأن الميثان، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن وكالة رويترز.
ويعد خفض تسريبات الميثان من مشروعات النفط والغاز أحد أرخص السبل وأكثرها فاعلية لإبطاء وتيرة تغير المناخ على المدى القصير، باستعمال تقنية جديدة لإصلاح مواطن التسريبات فور اكتشافها.
ويميل الباحثون لفرضية أنه يمكن إصلاح أزمة انبعاثات الميثان، ويقول الباحث في مختبر لورانس بيركلي الوطني والمتخصص في انبعاثات الميثان بقطاع النفط والغاز إيفان شيروين، إن التسريبات الموجودة بمنصة زاب سي قابلة للحل من الناحية الفنية وإنها "مشكلة قابلة للإصلاح"، على حد تعبيره.
وترتبط تسريبات ميثان أخرى بمشاعل حرق الغاز غير المطفأة، بسبب افتقار بيمكس للبنية الأساسية اللازمة لالتقاط الغاز ومعالجته ونقله، لاستعمالات أخرى.
ويُحرَق الغاز عندما تُشعِل شركات النفط والغاز غاز الميثان الفائض من عمليات النفط بدلًا من استعماله.
وعند حرقه، ينبعث في الغلاف الجوي غاز الميثان الذي يُعَد أكثر خطورة بـ80 مرةً من ثاني أكسيد الكربون على مدار 20 عامًا.
موضوعات متعلقة..
- ديون بيمكس المكسيكية تهدد بهروب استثمارات النفط من البلاد
- تسرب نفطي ضخم بالقرب من موقع حريق منصة بيمكس في خليج المكسيك
- بيمكس المكسيكية تخسر 700 ألف برميل نفط بعد حريق مرعب (فيديو)
اقرأ أيضًا..
- 7 دول تخالف حصص تخفيضات أوبك+.. ورقم قياسي لـ6 أشهر (مسح)
- لماذا لم تتأثر أسعار النفط كثيرًا بالمخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط؟ (تحليل)
- صادرات النفط في البحر الأحمر تواجه أزمة.. وهكذا تنقذ السعودية أوروبا (تقرير)
- نوى التمر يدعم صناعة النفط.. كيف أسهم اختراع أرامكو بتوفير ملايين الدولارات؟