أفريقيا تنافس على معادن تحول الطاقة.. كيف تستفيد من تجربة إندونيسيا؟ (تقرير)
نوار صبح
- • أدخلت 3 دول أفريقية شكلًا من أشكال ضوابط التصدير على خامات الليثيوم
- • أفريقيا يجب ألا تصدر الصخور والغبار والتربة
- • أفريقيا لديها القدرة على أن تكون نقطة ارتكاز لتحول الطاقة العالمي
يتطلع قطاع التعدين في أفريقيا إلى التجربة الإندونيسية في جذب الاستثمارات، بهدف تحقيق تحول الطاقة، وربما تكون الخطة التفصيلية التي رسمتها إندونيسيا مصدر إلهام لبعض الزعماء الأفارقة لاستكشاف التكتيكات نفسها.
فقد سارت زيمبابوي وناميبيا، اللتان سرعان ما أصبحتا منتجتين رئيستين لليثيوم في أفريقيا مع احتياطيات كبيرة مؤكدة، على هذا الطريق، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وحتى الآن، أدخلت 3 دول في قارة أفريقيا، بما في ذلك غانا، شكلًا من أشكال ضوابط التصدير على خامات الليثيوم، إذ تشبه عمليات الحظر تلك المفروضة في إندونيسيا، التي منعت صادرات خام النيكل في عام 2020، ما جذب موجة من الاستثمار إلى البلاد.
إستراتيجية إندونيسيا
سعت إندونيسيا إلى المضي قدمًا في سباق المعادن العالمي الحاسم من خلال حظر تصدير خام النيكل في يناير 2020، لتعزيز القيمة المضافة في سلسلة التوريد، وكذلك تحول الطاقة.
واقترحت البلاد اتفاق تجارة حرة محدودة مع الولايات المتحدة، خصوصًا فيما يتعلق بالمعادن الحيوية، حسبما نشرته مجلة ذا ديبلومات (The Diplomat) الإخبارية الدولية.
ويهدف الاتفاق إلى دعم مكانة إندونيسيا بصفتها أكبر منتج للنيكل وطموحها لبناء صناعات السيارات الكهربائية من خلال الضغط على إدارة بايدن، لتمكين الشركات الإندونيسية في سلاسل توريد السيارات الكهربائية من الاستفادة من الإعفاءات الضريبية الأميركية.
وقدمت إندونيسيا حوافز ضريبية لجذب استثمارات السيارات الكهربائية في البلاد، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من أن حظر التصدير كان خطوة ذكية، فإن إندونيسيا لا تزال بحاجة إلى تقييم سلسلة القيمة بأكملها، بما في ذلك قياس القيمة المضافة الحقيقية المتولدة من عمليات صهر النيكل وطريقة تشكيل الصناعات النهائية منه، بما في ذلك صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
ولا يعالج استكمال حظر تصدير النيكل بحوافز ضريبية للمركبات الكهربائية الاختناق الكامل لسلسلة القيمة في النظام البيئي للمركبات الكهربائية في إندونيسيا في الوقت الحالي، مثل الافتقار إلى البنية التحتية لمحطات الشحن، ونقص الموارد البشرية ذات المهارات العالية، والسلامة الصناعية والبيئة دون المستوى الأمثل.
تحول الطاقة في أفريقيا
دعا العديد من رؤساء الدول ووزراء التعدين والمؤسسات السياسية في أفريقيا، القارة إلى التحول نحو معالجة المعادن إلى منتجات ذات قيمة أعلى بدلًا من شحن المواد الخام المستخرجة، حسبما نشرته وكالة آرغوس ميديا (Argus Media) التي توفر مؤشرات الأسعار وبيانات أسواق الطاقة والسلع العالمية.
وقال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، للمندوبين في مؤتمر إندابا للتعدين 2024 في مدينة كيب تاون: "إن أفريقيا يجب ألا تصدر (الصخور والغبار والتربة)، ويجب بدلًا من ذلك التركيز على الاستفادة من المواد الخام الأساسية لتحول الطاقة العالمي.
وأكد رامافوزا، أن "أفريقيا لديها القدرة على أن تكون نقطة ارتكاز لتحول الطاقة العالمي، مع وجود التعدين في جوهرها".
وأضاف: "يجب على مؤتمر إندابا أن يعطي الأولوية للمداولات بشأن طريقة الاستفادة من هذه التغييرات لبث حياة جديدة في التعدين، وتعزيز سلاسل قيمة التعدين، وتعزيز الإثراء".
وقد اتخذ عدد من البلدان خطوات للاستفادة من بعض المنتجات الضرورية في تحول الطاقة، مثل الليثيوم والكوبالت.
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، توجد حاليًا مكثفات للنحاس والكوبالت، وتسعى بعض الشركات إلى فعل الشيء نفسه مع خامات الليثيوم المنتجة في البلاد.
وأشار القادة إلى منتجات محددة، مثل الكوبالت والليثيوم والنيكل والمنغنيز والغرافيت، بصفتها أهدافًا رئيسة لخلق القيمة.
وأشار المتحدثون إلى خطة زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية لإنتاج بطاريات للدراجات الكهربائية بصفتها مثالًا جيدًا يجب أن يتبعه الآخرون في القارة.
وقال نائب وزير المعادن التنزاني، ستيفن كيروسوا: "نريد أن نتقاسم مواردنا مع العالم، لكننا لا نريد أن نتقاسم المواد الخام فقط، نحن لا نمنع أي شخص من المشاركة، ولكننا بحاجة إلى تعظيم قيمة مواردنا".
التدابير التجارية لحماية القيمة
أشار المتحدثون في مؤتمر إندابا للتعدين 2024 بمدينة كيب تاون إلى أن الدول الأكثر تقدمًا اقتصاديًا قد تفتقر في يوم من الأيام إلى القدرة على اعتبار المواد الخام الأفريقية الرخيصة أمرًا بديهيًا.
وقد سنت بعض البلدان تدابير تجارية بشأن بعض المعادن التي تتحول إلى طاقة، حسبما نشرته وكالة آرغوس ميديا (Argus Media).
وقال وزير الأراضي والموارد الطبيعية الغاني، صامويل أبو جينابور: "إذا لم أوضح الأمر بما فيه الكفاية، فلن نصدر تحت أي ظرف من الظروف مواردنا من الليثيوم في حالتها الخام".
وقال المدير الإداري لمعهد توني بلير للتغير العالمي في أفريقيا، ريشون تشيمبوزا: "غالبًا ما يكون هناك توتر هنا بين رغبة الحكومة في امتلاك العملية والسيطرة عليها والحصول على الاستثمارات الرأسمالية الكبيرة اللازمة".
وأوضح أن رؤساء الدول قد يحتاجون إلى التفاوض مباشرة في صفقات الموارد الكبيرة عبر القارات بسبب الطبيعة الإستراتيجية لهذه المواد.
وقالت المديرة المؤقتة للمركز الأفريقي لتنمية المعادن التابع للاتحاد الأفريقي، ماريت كيتاو: "إن آخرين قالوا إن التضامن الأفريقي ضروري عندما يتعلق الأمر بمواد تحول الطاقة".
لذلك، يتعيّن على البلدان أن تعمل ضمن الاتحاد الأفريقي، على غرار الطريقة التي تتعاون بها بلدان الاتحاد الأوروبي، للتفاوض على شروط أفضل.
موضوعات متعلقة..
- تحول الطاقة في أفريقيا محور صراع جديد بين الصين والغرب
- تحول الطاقة في أفريقيا لن يحدث دون الاعتماد على الغاز الطبيعي (تقرير)
- خبير: تحول الطاقة في أفريقيا حُلم زائف.. وتلك خطورته
اقرأ أيضًا..
- أكبر مستوردي الديزل الروسي في 2023.. السعودية والمغرب بالقائمة
- وحدة أبحاث الطاقة: السيارات الكهربائية محاطة بالأزمات.. والصين تحتل عرش المبيعات
- البطاريات الشمسية تنقذ الكهرباء في أفريقيا بـ6 مشروعات جديدة