يواصل إنتاج إيران من النفط تحقيق طفرة في ظل المساعي الحكومية لتطوير الاحتياطيات الضخمة من الهيدروكربونات وتطوير القطاع، الذي يُعَد أحد مصادر الدخل الرئيسة في البلاد.
وتُشكّل صناعة النفط والغاز في إيران القطاع الرئيس للاقتصاد الوطني؛ إذ استحوذت على نسبة 19.7% و25.6% من النمو الاقتصادي خلال الربعين الأول والثاني، من السنة المالية الجارية، التي بدأت في 21 مارس/آذار 2023، وفق بيانات طالتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح وزير النفط جواد أوجي، أن إنتاج إيران من النفط الخام بلغ نحو 3.45 مليون برميل، وأن الحقول المشتركة مع الدول للجارة تُسهم بنحو 48% منه، في حين بلغ إنتاج الغاز أكثر من مليار متر مكعب.
وارتفع إنتاج النفط الإيراني أكثر من 60% رغم العقوبات الأميركية على طهران، على مدار العامين الماضيين، منذ تولّي الرئيس إبراهيم رئيسي للسلطة.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية "نيوك" محسن خوجاشمهر، عن خطط لزيادة إنتاج إيران من النفط إلى 5.7 مليون برميل يوميًا، بالإضافة إلى 1.5 مليار متر مكعب يوميًا من الغاز.
حقل آزادكان المشترك مع العراق
يُعَد حقل آزادكان المشترك مع العراق أحد الحقول التي يجرى تطويرها من خلال دعم إنتاج إيران من النفط، وزيادة الصادرات.
ويقع حقل آزادكان الجنوبي على بُعد 80 كيلومترًا إلى الغرب من مدينة أهواز القريبة من الحدود العراقية، وتُقدَّر احتياطياته بنحو 25.34 مليار برميل؛ منها 1.7 مليار برميل قابلة للاستخراج، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح محسن خوجاشمهر أن حقل آزادكان النفطي المشترك مع العراق -ضمن أكبر 10 حقول عالمية- يكتسب أولوية تطوير خاصة لدى طهران؛ إذ تجري عملية تطوير الحقل على مساحة 440 كيلومترًا مربعًا بمرحلتين تستهدفان إنتاج 320 ألف برميل يوميًا و280 ألف برميل يوميًا على الترتيب، عبر حفر 185 بئرًا جديدة.
وأُقِرَّت خطط تطوير أغلب حقول النفط الإيرانية المشتركة، مع خطط لتوقيع عقد تطوير حقلين مشتركين آخرين بحلول 20 مارس/آذار 2024.
صادرات النفط والغاز
بلغت صادرات إيران من النفط والغاز، خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام المالي الجاري، نحو 30 مليار دولار، بزيادة 23 مليار دولار عما كانت عليه قبل 3 أعوام؛ إذ كانت إيران حينها تُصدر بـ7 مليارات دولار، وفق ما ذكر جواد أوجي.
وأضاف أوجي، خلال زيارته لمعرض "سردية التقدم" في مشهد، مساء الخميس 8 فبراير/شباط 2024، أن تصدير البتروكيماويات بلغ 14 مليار دولار العام الماضي.
ورأى وزير النفط أن العقوبات المفروضة على بلاده، أوصلت العديد من الصناعات للاكتفاء الذاتي، مشيرًا إلى أن بلاده ليست لديها أي مشكلة في توفير العملة الصعبة من إنتاج إيران من النفط والغاز وقدرة صناعة النفط والغاز على كسب العملة، وفق قوله.
وأشار أوجي إلى أن إيران تحرص على عدم بيع إنتاج إيران من النفط الخام وتحويله إلى قيمة مضافة، وفي هذا الصدد زادت طاقة تكرير النفط في البلاد بنسبة 13%، بحسب ما ذكر.
عقود ومشروعات إنتاج النفط
قال وزير النفط الإيراني إنه سيجري، قبل نهاية العام (في 19 مارس/آذار 2024)، إبرام عقود 8 حقول للنفط والغاز بقيمة 14 مليار دولار.
وأضاف أن الحكومة الحالية، التي تسلّمت مهامها أغسطس/آب 2021، أصدرت قرارًا بإكمال المشروعات نصف المكتملة، وأنه قد حُدد 132 مشروعًا تُشَغَّل تدريجيًا بـ28.5 مليار دولار.
وتابع أوجي: "جرى البدء في 50 مشروعًا مهمًا بقيمة 48 مليار دولار، يتماشى مع نمو إنتاج إيران من النفط والغاز وخلق فرص العمل، وبعض هذه المشروعات، مثل المرحلة 11 من حقل "بارس الجنوبي" للغاز، وُضعت موضع التنفيذ قبل 3 سنوات بإجراءات الخبراء".
وأكمل: "هناك على جدول الأعمال خطط جديدة لتوقيع عقود النفط والغاز؛ ففي الحكومة السابقة كان توقيع العقد الجديد يستغرق نحو 50 شهرًا، وتم تخفيضه إلى 28 شهرًا في الحكومة الحالية".
يُشار إلى أن احتياطيات النفط والغاز في إيران تعادل 340 مليار برميل من النفط المكافئ، بجانب احتياطيات غير تقليدية.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC) محسن خوجاشمهر، أنه في المستقبل ستُوَقَّع عقود كبيرة لزيادة إنتاج إيران من النفط.
موضوعات متعلقة..
- حقل الدرة.. متى تنتهي المناوشات الإيرانية للكويت والسعودية؟ (تقرير)
- سعر برميل النفط الإيراني إلى آسيا يهبط 1.8 دولارًا
- زيادة إنتاج النفط والغاز في إيران بدءًا من 2024.. وهذه الاستثمارات مطلوبة
اقرأ أيضًا..
- نوى التمر يدعم صناعة النفط.. كيف أسهم اختراع أرامكو بتوفير ملايين الدولارات؟
- أزمة السيارات الكهربائية في أميركا.. هيرتز تكشف ثاني ضحاياها بعد تيسلا
- شركة النفط والغاز الهندية تقترب من العودة إلى ليبيا