رئيسيةتقارير الكهرباءكهرباء

شبكة الكهرباء في بريطانيا.. تحذيرات من "كارثة" التحول إلى الطاقة المتجددة

دينا قدري

يمتلك حزب العمال خططًا واعدة لإزالة الكربون من شبكة الكهرباء في بريطانيا، في إطار خريطة الطريق لجعل البلاد "قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة".

ويتمثّل تعهّد الحزب الرئيس في جعل نظام الكهرباء في بريطانيا خاليًا من الكربون خلال 6 سنوات فقط، بحلول عام 2030، من خلال عدة أهداف طموحة لتوليد الكهرباء الخضراء، وهو الأمر الذي أثار انتقادات عنيفة تصف هذه الخطة بـ"الكارثية"، لأنها تشمل عناصر يصعب تحقيقها، بل تُعد "محض خيال".

وفي مقال اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، يرى الكاتب جيمس وودهويسن أن إزالة الكربون من إمدادات الكهرباء في بريطانيا بحلول نهاية العقد هي هدف مستحيل وغير مسؤول.

أهداف الطاقة المتجددة في بريطانيا

في عام 2022، جرى توليد 38.4% من الكهرباء في بريطانيا عن طريق محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز؛ وهو ما يريد حزب العمال أن يستبدل بها مصادر الطاقة المتجددة.

وتتعهد وثيقة سياسة حزب العمال بمضاعفة طاقة الرياح البحرية 4 مرات والوصول إلى قدرة تصل إلى 55 غيغاواط بحلول عام 2030.

ويريد الحزب أن يكون رائدًا في مجال الرياح البحرية العائمة، من خلال تسريع قدرة لا تقل عن 5 غيغاواط؛ كما تطمح إلى مضاعفة طاقة الرياح البرية إلى 35 غيغاواط وأكثر من 3 أضعاف الطاقة الشمسية إلى 50 غيغاواط.

وأوضح الأستاذ في جامعة لندن ساوث بانك، جيمس وودهويسن، أن كل هذا على الورق قد يبدو جيدًا، لكن كل هذه المصادر المتجددة لن توفر سوى طاقة متقطعة؛ أي أنها تنتج الكهرباء فقط عندما تهب الرياح وتكون الشمس مشرقة.

وشدد وودهويسن على أن حديث حزب العمال عن تكنولوجيا التخزين المتطورة، والاستثمار النووي، وجعل بريطانيا "قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة" هو مجرد كلام.

وأشار إلى أن التخلص من الطاقة الموثوقة التي تعمل بالوقود الأحفوري واستعمال بدائل خضراء غير موثوقة قد يكون كارثيًا؛ وتهدد تصاميم حزب العمال للحياد الكربوني بـ"تركنا جميعًا في الظلام"، وفق ما كتبه وودهويسن في مقال نشرته منصة "سبايكد" (Spiked).

أحد مشروعات الطاقة المتجددة
أحد مشروعات الطاقة المتجددة - الصورة من منصة "إيرث"

تخزين الكهرباء.. واحتجاز الكربون

قال الكاتب جيمس وودهويسن: "للسماح لنا باستعمال الكهرباء بشكل مستمر، يدعم حزب العمال الاستثمار في تخزين الكهرباء على المدى الطويل.. المشكلة هي أن هذه التكنولوجيا لا تصل إلى أي مكان بسرعة".

بينما يُمكن تخزين بعض الكهرباء باستعمال السدود والخزانات؛ فإن خطط حزب العمال تعتمد أيضًا على التوسع الكبير في بطاريات تخزين الكهرباء وزيادة استعمال الهيدروجين الأخضر.

وبطبيعة الحال؛ فإن المزيد من الابتكار في تكنولوجيا البطاريات سيكون أمرًا جيدًا؛ إلا أن أهداف حزب العمال من طاقة الرياح والطاقة الشمسية تعني إنتاج نحو 145 غيغاواط.

ومن ثَم ستحتاج بريطانيا إلى بناء ما يقرب من 200 نظام لتخزين الكهرباء بحلول عام 2030، بحسب المقال الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويبدو أن حزب العمال يعترف جزئيًا بصعوبة هذه المهمة؛ إذ أشارت وثيقة "القوة العظمى للطاقة النظيفة" إلى الحاجة المستمرة إلى محطات كهرباء موثوقة تعمل بالغاز على مدار 24 ساعة بوصفها "احتياطية" للطاقة المتجددة المتقطعة.

كما تعد بالاستثمار في مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه في شمال شرق إنجلترا، ومن المفترض أن تُبنى محطات الكهرباء الاحتياطية هذه مع ربطها بتقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه.

وحتى إن المبشرين بالمناخ في وكالة الطاقة الدولية يعترفون بأن احتجاز الكربون وتخزينه "لا يُعد في الوقت الحالي تنافسيًا من حيث التكلفة وغير قابل للتمويل".

وتشرح وكالة الطاقة الدولية أنه إذا قام حزب العمال ببناء محطات جديدة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز من أجل احتياطياته الإستراتيجية؛ فإن الإصرار على احتجاز الكربون وتخزينه من شأنه أن يرفع تكاليفه الرأسمالية بنسبة تتراوح بين 95 و110%.

الطاقة النووية في بريطانيا

أوضح الكاتب جيمس وودهويسن أن مصادر الطاقة المتجددة ليست المصدر الوحيد للكهرباء الخالية من الكربون؛ إذ لدى حزب العمال أيضًا خطط لتوسيع استعمال الطاقة النووية.

ويريد الحزب الحصول على مشروعات جديدة للطاقة النووية في هينكلي وسيزويل، والذهاب إلى مشروعات "الطاقة النووية الجديدة"؛ بما في ذلك المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs).

وحتى لو قام حزب العمال بإصلاح جذري لقوانين التخطيط والقواعد التنظيمية النووية -وهو الأمر الذي يبدو غير مرجّح- "فإننا لن نتمكن من تشغيل محطات جديدة على نطاق كافٍ في غضون 6 سنوات فقط"، وفق ما جاء في المقال.

فضلًا عن ذلك؛ فإذا ظل صباح الشتاء غائمًا، وفشلت مصادر الطاقة المتجددة في تلبية الطلب على الكهرباء؛ فإن الطاقة النووية لا تستطيع أن تسارع إلى الإنقاذ على النحو الذي قد يفعله الغاز.

إذ يستغرق تشغيل الطاقة النووية ساعات، في حين تستغرق محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز دقائق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق