أميركا تقود استثمارات شبكات الكهرباء العالمية في 2023 (رسم بياني)

تشهد استثمارات شبكات الكهرباء في العالم نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، بدفع النمو السكاني وزيادة معدلات التحضر وزخم الطاقة المتجددة في الاقتصادات المتقدمة والناشئة.

وأظهر تقرير حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة- ارتفاع الاستثمار الرأسمالي في شبكات الكهرباء العالمية بنسبة 5% إلى 310 مليارات دولار في عام 2023.

وزادت استثمارات شبكات الكهرباء في العالم من 286 مليار دولار عام 2020، إلى 288 مليار دولار عام 2021، قبل أن ترتفع إلى 295 مليار دولار في عام الحرب الأوكرانية الأول (2022).

استثمارات الولايات المتحدة والصين

قادت الولايات المتحدة استثمارات شبكات الكهرباء خلال عام 2023، عبر إنفاقها 87 مليار دولار، وهو أكبر إنفاق مرصود على الشبكات خلال العام بين أكبر الاقتصادات العالمية، ويمثّل 28.1% من الإجمالي.

وخصصت الولايات المتحدة مبالغ كبيرة، لزيادة قدرة الشبكات على مواجهة التهديدات الجوية مثل العواصف، وذلك عبر التوسع في دفن خطوط الكهرباء تحت الأرض.

واستحوذت شبكات توزيع الكهرباء في الولايات المتحدة على الحصة الأكبر من الإنفاق على الشبكات بنسبة 64%، في حين ذهب الباقي إلى شبكات النقل، بحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس المتخصصة.

وتزداد الاستثمارات في شبكات توزيع الكهرباء بصورة أكبر في البلدان التي يرتفع فيها الطلب على الكهرباء، أو التي تشهد نموًا سريعًا في موارد الطاقة النظيفة الموزعة، وكلاهما يحدث في الولايات المتحدة.

يوضح الرسم التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- استثمارات شبكات الكهرباء في المناطق الرئيسة خلال عام 2023:

وجاءت الصين في المركز الثاني من حيث استثمارات شبكات الكهرباء في العالم بنحو 79 مليار دولار، ذهبت معظمها لدعم عمليات دمج الطاقة المتجددة في الشبكة وتحسين قدرات نقل الكهرباء بين الأقاليم.

في المقابل، انخفضت استثمارات شبكات الكهرباء في الهند إلى 10 مليارات دولار خلال عام 2023، لتواصل مسلسل الانخفاض التدريجي المستمر منذ أن سجلت مستوى مرتفعًا بلغ 14 مليار دولار عام 2020.

بينما ارتفعت استثمارات أوروبا في الشبكات إلى 60 مليار دولار، ذهب جزء كبير منها للإنفاق على عمليات الرقمنة وتحديث شبكات نقل الجهد العالي، لمواكبة ضغوط الطلب المتزايد على الكهرباء.

ويأتي النمو في استثمارات شبكات الكهرباء في وقت تتفاقم فيه ظاهرة ازدحام الشبكات وزيادة طوابير الربط البيني مع الشبكات في أكبر الاقتصادات المتقدمة، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة، بسبب تزايد نشر مصادر الطاقة المتجددة.

تطوير الشبكات يحتاج إلى 600 مليار دولار سنويًا

يحتاج قطاع الكهرباء إلى إضافة 80 مليون كيلومتر من الشبكات أو تجديدها بحلول عام 2040 حتى يتمكن من مواكبة الأهداف المناخية العالمية، وهو ما يعادل حجم جميع الشبكات الحالية، بحسب نتائج أول تقييم من نوعه لحالة الشبكات نشرته وكالة الطاقة الدولية في يونيو/حزيران 2023.

وقدّر تقرير الوكالة الدولية -رصدته وحدة أبحاث الطاقة في حينه- حجم الاستثمارات اللازمة لتطوير شبكات الكهرباء عالميًا إلى 600 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، وهو ما يمثّل ضعف الاستثمارات المرصودة للقطاع عام 2023، والبالغة 310 مليارات دولار.

كما تقدر وكالة الطاقة أن عمليات رقمنة أنظمة الكهرباء العالمة يمكنها أن توفر 1.8 تريليون دولار من استثمارات شبكات الكهرباء العالمية حتى عام 2050، وذلك عبر إطالة عمر الشبكات وخفض انقطاعات التيار وزيادة قدرتها على دمج مصادر الطاقة المتجددة.

وإذا تأخرت الاقتصادات الناشئة والنامية أو فشلت في ترقية البنية التحتية لشبكات الكهرباء ورقمنتها، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الناتج الإجمالي لها بما يقرب من 1.3 تريليون دولار بحلول 2050، بحسب وكالة الطاقة.

ويؤدي ضعف تبني رقمنة أنظمة الكهرباء إلى انخفاض الإنتاج وخسارة المبيعات وزيادة النفقات المهدرة على التوليد الاحتياطي للكهرباء، ما يؤدي إلى زيادة التكاليف إلى جانب زيادة الانبعاثات الكربونية من قطاع الكهرباء.

رغم أهمية رقمنة أنظمة الكهرباء، فإن الاستثمارات العالمية الحالية في التقنيات الرقمية بالشبكات ما زال أقل من متطلبات سيناريوهات صافي الانبعاثات بحلول 2050، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

• شبكات الكهرباء العالمية تحتاج إلى 600 مليار دولار سنويًا لتحقيق الأهداف المناخية
• شبكات الكهرباء في أوروبا تحتاج إلى مضاعفة الاستثمارات
• علماء يستعملون الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بأحمال شبكات الكهرباء بدقة عالية

اقرأ أيضًا..

• مصافي النفط في سلطنة عمان.. أبرز الأرقام والقدرات (إنفوغرافيك)
• قرض الطاقة الشمسية في مصر.. 5 بنوك تمول مشروعك 100%
• أكبر مستوردي الديزل الروسي في 2023.. السعودية والمغرب بالقائمة
• وحدة أبحاث الطاقة: السيارات الكهربائية محاطة بالأزمات.. والصين تحتل عرش المبيعات