رئيسيةأخبار السياراتأخبار منوعةسياراتمنوعات

أكبر منجم ليثيوم في أوروبا يواجه معارضة محلية.. التحول الأخضر كذبة

الطاقة

يواجه مشروع أكبر منجم ليثيوم في أوروبا الغربية احتجاجات محلية من شأنها أن توقف خطط التوسع في إنتاج المعادن اللازمة لخطط التحول الأخضر في القارة العجوز.

إذ لا ترغب بلدة في شمال البرتغال التضحية بنفسها من أجل التوسع في انتشار السيارات الكهربائية، إذ يرى المزارعون والرعاة في المنطقة أن "المنطق العالمي للتحول الأخضر مجرد كذبة".

ويرفض سكان منطقة "كوفاس دو باروسو" -البالغ عددهم 150 ألف نسمة، ويعيشون في منازل حجرية تقع بين الجبال الخضراء- المضي قدمًا في تطوير أكبر منجم ليثيوم في أوروبا الغربية، إذ تعيش البلدة الصغيرة على تربية الماشية والزراعة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتمثل البرتغال (أكبر منتج لليثيوم في أوروبا) نحو 11% من السوق العالمية، لكن إنتاجها يُستعمل بالكامل في صناعة السيراميك والأواني الزجاجي، لهذا السبب تعتمد أوروبا على واردات الليثيوم من "مثلث الليثيوم" في أميركا اللاتينية، وأستراليا والصين.

تعدين الليثيوم في البرتغال

تسعى شركة سافانا ريسورسيز البريطانية (Savannah Resources) إلى إنشاء أكبر منجم ليثيوم في أوروبا في منطقة كوفاس دو باروسو في شمال البرتغال منذ عام 2016.

وتقدّر الشركة أنها ستتمتع بـ 12 عامًا من الاستغلال، وتوظّف 250 عاملًا عند التشغيل، وتوفر معدن الليثيوم لنحو 500 ألف بطارية سيارة كهربائية سنويًا.

وفي نهاية شهر مايو/أيار، منحت وكالة البيئة البرتغالية موافقتها المبدئية لتقييم الأثر البيئي للمشروع، ومن المقرر أن يبدأ البناء في عام 2024.

منطقة لتعدين الليثيوم في باروسو بالبرتغال
منطقة لتعدين الليثيوم في باروسو بالبرتغال - أرشيفية

واشترت الشركة البريطانية مساحات من الأراضي من عدد من المزارعين، وبدأت أعمال حفر، خاصة في الغابات، إذ ستكون المنطقة بأكملها منجمًا مفتوحًا، وتجري حاليًا عمليات حفر على عمق 150 مترًا لقطر 500 متر.

وفي 2022، أعربت الشركة -التي تبني أكبر منجم ليثيوم في أوروبا الغربية- عن شعورها بالإحباط فيما يتعلق بالوقت الذي استغرقته البرتغال لمراجعة طلبها.

وقال رئيس مجلس الإدارة ماثيو كينغ وقتها، إن مشروع مينا دو باروسو، سيساعد أوروبا على تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري وتسريع "التحول الأخضر".

وكانت سافانا قد قدّمت تقييم الأثر البيئي (EIA) في 2020 لمنجم مفتوح إلى الهيئة التنظيمية البرتغالية (Agência Portuguesa do Ambiente (APA.

وقدّمت الشركة الدراسة في مايو/أيار 2020، وطُلب منها تقديم معلومات إضافية بعد بضعة أشهر، مما منحها ختم الموافقة المبدئي في أبريل/نيسان (2021).

وأطلقت الهيئة التنظيمية البرتغالية مشاورة عامة حول المشروع، الذي واجه معارضة محلية، إلى أن أصدرت الهيئة الرقابية موافقتها خلال 2023.

ومن المقرر أن يكون منجم مينا دو باروسو للّيثيوم ذو الحفرة المفتوحة أول منتج مهم في أوروبا للسبودومين، وهو شكل صخري صلب من معدن البطارية.

وسينتج أكبر منجم ليثيوم في أوروبا أيضًا منتجًا مشتركًا من الفلسبار والكوارتز المستعمَل في صناعة السيراميك، والذي سيُباع للعملاء محليًا وفي إسبانيا المجاورة.

معارضة محلية

يطالب العديد من السكان بالتوقف عن عمليات تطوير أكبر منجم ليثيوم في أوروبا الغربية، إذ وحّدوا جهودهم في جمعية أهلية لمعارضة المشروع من خلال المظاهرات والاجتماعات ومعسكرات الاحتجاج والدعاوى القضائية.

ومن المقرر أن تنطلق عمليات تطوير أكبر منجم ليثيوم في أوروبا الغربية في كوفاس دو باروسو من قبل شركة سافانا ريسورسيز البريطانية خلال العام الجاري 2024.

ولا تعدّ خطة التعدين في المنطقة فقط المثيرة للجدل، إذ كان تعدين الليثيوم في باروسو، إلى جانب مشروعات مماثلة، أيضًا في قلب تحقيقات الفساد التي أجبرت الحكومة البرتغالية على الاستقالة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني، إذ كان الأمر يتعلق بالدور الذي أدّاه وزير البيئة بمنح التصاريح البيئية.

إذ تنفي اللافتة التي تستقبل الزوار عند مدخل كوفاس دو باروسو بشكل قاطع توافق تعدين الليثيوم مع البيئة، إذ ترفع شعارات "لا للمناجم.. نعم للحياة"، و"الألغام ستدمر الوادي بالكامل".

اعتراضات سكان شمال البرتغال على مشروع منجم ليثيوم
اعتراضات سكان شمال البرتغال على مشروع منجم ليثيوم - أرشيفية

ويرى أهالي المنطقة أن الألغام التي ستُستَعمَل خلال عمليات تطوير أكبر منجم ليثيوم في أوروبا الغربية ستؤدي إلى تعطيل الوادي وحياة سكانه تمامًا، قائلين: "يتهموننا بعدم الاستعداد للتضحية بأنفسنا من أجل الكوكب".

وتقول الباحثة في جامعة كويمبرا، ماريانا ريكيتو، "من الكذب الحديث عن تحول أخضر حقيقي.. لا يمكن أن يكون عادلًا إذا لم يحترم استقلالية السكان المحليين"، حسبما ذكرت صحيفة دير تاغسشبيغل (tagesspiegel).

ويؤكد أهالي المنطقة أن كوفاس دو باروسو أُدرجت ضمن مواقع التراث العالمي للزراعة لدى منظمة الأغذية والزراعة منذ عام 2018، ومنجم تعدين الليثيوم في البرتغال المقرر تنفيذه لا يتوافق مع تنمية المنطقة.

ويقول عمدة مدينة بوتيكاس، موطن البلدية التي تضم كوفاس دو باروسو، فرناندو كيروجا: "منذ البداية، عارضنا وجود منجم الليثيوم.. إن المقترح الجديد نوع مختلف من التعدين عمّا كان موجودًا في المنطقة، ويمكن أن يؤثّر في الظروف المعيشية وصحة أفراد مجتمعنا".

وأضاف: "يقولون، إن مثل هذه المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة لا يمكن أن تستفيد إلّا من مثل هذا المشروع، ولكن إذا نظرنا إلى سلسلة قيمة الليثيوم، بالإضافة إلى التعدين، هناك أيضًا إنتاج البطاريات وتصنيع السيارات الكهربائية.. وأخيرًا إعادة تدوير البطاريات.. وكل هذه الأنشطة الصناعية سيكون في مكان آخر، ولن يبقى شيء هنا".

وأكد رئيس البلدية: "بقدر ما في وسعنا، لن نصدر تصاريح تعدين الليثيوم في البرتغال في منطقة كوفاس دو باروسو، ولكن إذا قررت الحكومة الاستمرار، فهذا يخاطر بانتفاضة شعبية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق