حقل خور مور في كردستان العراق.. ضحية هجمات لم تتوقف منذ 18 شهرًا
سامر أبو وردة
يعاني حقل خور مور للغاز في إقليم كردستان العراق من أزمات كبيرة، بسبب تعرضه لهجمات متواصلة منذ يونيو/حزيران من عام 2022.
وتعرّض الحقل الواقع في ناحية قادر كرم، التابعة لقضاء جمجال، في محافظة السليمانية (300 كيلومتر شمالي بغداد)، إلى أكثر من 6 هجمات خلال الشهور الـ18 الماضية.
وعاقت هذه الهجمات عمليات تطوير حقل خور مور وتوسعته من جانب شركة دانة غاز الإماراتية.
وفي هذا التقرير، تستعرض منصة الطاقة المتخصصة أبرز المعلومات عن الحقل ومشروعات تطويره وتاريخ الهجمات التي تعرض لها.
معلومات عن حقل خور مور
يُعد حقل خور مور أكبر حقل للغاز الطبيعي في إقليم كردستان، إذ تُقدّر احتياطياته بنحو 8 تريليونات و200 مليار قدم مكعبة، وفق بيانات منصة الطاقة المتخصصة.
ويدير الحقل -الذي تبلغ مساحته 135 كيلومترًا مربعًا- حكومة إقليم كردستان منذ عام 2003.
ويُسهم الغاز المنتج من حقل خور مور -الذي يمر بخط أنابيب طوله 180 كيلومترًا إلى محطات توليد الكهرباء في جمجمال وبازيان وأربيل- في إنتاج أكثر من 2000 ميغاواط من الكهرباء، بحسب ما أورد الموقع الرسمي لشركة دانة غاز الإماراتية.
وأسهمت إمدادات الغاز المستمرة لمحطات توليد الكهرباء في أربيل وجمجمال وبازيان في توفير الوقود المستعمل في توليد أكثر من 80% من الكهرباء المنتجة في إقليم كردستان العراق.
بدء الإنتاج
بموجب اتفاقية أبرمتها شركتا دانة غاز ونفط الهلال مع حكومة إقليم كُردستان، أُسس مشروع غاز كردستان في إقليم كردستان العراق، إذ منحتهما الاتفاقية حقوقًا حصرية لتقييم وتطوير وإنتاج وتسويق وبيع البترول والغاز الطبيعي من حقلي خور مور وجمجمال، ما أتاح للحكومة الاستفادة من إمدادات غاز مستقرة لتزويد محطات توليد الكهرباء في الإقليم.
بدأ إنتاج الغاز في أكتوبر/تشرين الأول (2008) من منشأة معالجة الغاز في خور مور، وفي عام 2009، تم تشكيل ائتلاف بيرل بتروليوم الذي ضم دانة غاز ونفط الهلال بحصة 50% لكل منهما، قبل أن تنخفض هذه الحصة إلى 35% بعد انضمام شركات "أو إم في" و "إم أو إل" و"آر دبليو إي" إلى الائتلاف لاحقًا بحصة 10% لكل منها.
وشهدت منشأة الغاز في خور مور العديد من التحسينات، التي شملت مشروع التحويلة الذي تم الانتهاء منه عام 2020، بالإضافة إلى مشروعين لإزالة الاختناقات نُفذا في عامي 2018 و2022، ما أدى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية بأكثر من 60%، ليرتفع الإنتاج اليومي من 305 ملايين قدم مكعبة قياسية في عام 2018 إلى 500 مليون قدم مكعبة قياسية بنهاية عام 2022.
تسلسل تاريخي للهجمات
يناير/كانون الثاني 2024
تعرّض حقل خور مور للغاز، في 25 من يناير/كانون الثاني 2024، إلى قصفٍ صاروخي تسبب في إيقاف إنتاج الكهرباء، وهو الهجوم السادس من نوعه خلال عامين.
وعقب الهجوم، أعلنت وزارة الكهرباء في حكومة إقليم كردستان أن الحريق الذي اندلع في حقل خور مور، تسبب في انخفاض إنتاج الكهرباء إلى أقل من 2800 ميغاواط.
أغسطس/آب 2023
أعلنت وزارة الثروات الطبيعية الكردستانية، أن حقل خور مور شهد -ليل يوم الأربعاء 30 أغسطس/آب 2023- قصفًا بعدد من الصواريخ، ولحسن الحظ لم يسفر عن أي أضرار بشرية أو مادية.
وأضافت -في بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن وزير الثروات الطبيعية وكالة آوات جناب نوري، الذي تابع الأزمة بالتنسيق مع شركة دانة غاز، أوضح أن مصدر القصف كان قضاء طوز خورماتو.
يناير/كانون الثاني 2023
كشفت شركة دانة غاز الإماراتية عن تفاصيل الهجوم الذي تعرض له حقل غاز خور مور في إقليم كردستان العراق، إذ أوضحت أكبر شركة خاصة عاملة في قطاع الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط، أن عبوة ناسفة أُسقطت، وانفجرت في منطقة خور مور التابعة لها في إقليم كردستان العراق، في 13 يناير/كانون الثاني 2023.
وأشارت الشركة الإماراتية -في بيان إلى سوق أبوظبي للأوراق المالية-، إلى أن التفجيرات التي استهدفت حقل غاز خور مور، صباح الجمعة، لم تسبب إصابات أو أضرارًا بالمنشآت.
عام 2022
تعرّض حقل خور مور إلى هجومين صاروخيين في 12 أكتوبر/تشرين الأول، و25 يوليو/تموز 2022.
كما استُهدف الحقل بصواريخ من طراز "كاتيوشا" 3 مرات متتالية خلال أقل من أسبوع، أيام الأربعاء 22، والجمعة 24، والسبت 25 يونيو/حزيران 2022.
وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، يوم السبت 25 يونيو/حزيران 2022، تعرض حقل خور مور للغاز، لقصف صاروخي.
وقال الجهاز، في بيان صحفي، إن "حقل خور مور الغازي في ناحية قادر كرم، التابعة لقضاء جمجمال، تعرض قبل قليل لقصف صاروخي للمرة الثالثة خلال 72 ساعة".
مشروع خور مور 250
في عام 2019، وُقّعت اتفاقية مدتها 20 عامًا مع حكومة إقليم كردستان العراق، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تُمكن هذه الاتفاقية شركة دانة غاز وشركاءها من تطوير مشروع لإنتاج ومعالجة 250 مليون قدم مكعبة إضافية من الغاز يوميًا وبيعها لحكومة الإقليم.
ويتضمن مشروع خور مور 250، المتوقع اكتماله خلال الربع الثاني من عام 2024، استثمارًا إجماليًا قيمته 806 ملايين دولار أميركي.
توقفات بسبب الهجمات
عُلِّق مشروع توسعة حقل خور مور، الذي تديره شركة بيرل بتروليوم، في نهاية يونيو/حزيران، بعد 3 هجمات صاروخية، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة آنذاك.
وانسحب عدد من الشركات من مشروع تطوير حقل خور مور في كردستان العراق، مع تصاعد الهجمات ضد المشروع، وأدّت الأوضاع الأمنية غير المستقرة في الإقليم وتصاعد الهجمات على الحقل إلى دفع المقاولين الأميركيين للانسحاب من المشروع، الذي تعول عليه حكومة كردستان العراق لزيادة إيراداتها وتقديم بديل صغير للغاز الروسي.
ويتضمن مشروع التوسعة بناء خط أنابيب جديد في مرحلة لاحقة إلى تركيا، ويهدف المشروع إلى تصدير الغاز لتركيا وأوروبا فور تلبية احتياجات السوق المحلية، إذ يُمَوَّل المشروع جزئيًا من خلال اتفاقية بقيمة 250 مليون دولار مع شركة تمويل التنمية الدولية الأميركية.
وفي عام (2021)، وقّعت الحكومة الكردية عقدًا مع شركة كار غروب المحلية للطاقة لبناء خط أنابيب من خور مور عبر أربيل إلى مدينة دهوك بالقرب من الحدود التركية، بالتوازي مع خط أنابيب قائم.
وقالت مصادر في الصناعة، ومن الحكومة الكردية، إن الأوضاع الأمنية في المنطقة، لا سيما بعد إصابة الموقع بصاروخين، في 25 يوليو/تموز 2022، أجبرت شركة إكستران الأمريكية على المغادرة للمرة الثانية، دون تحديد موعد للعودة، بحسب وكالة رويترز.
وتعدّ شركة إكستيران المقاول الثالث الذي يُسَرَّح منذ أن بدأت الهجمات باستهداف الحقل في 21 يونيو/حزيران 2022، إذ أوقف متعاقدان تركيان من الباطن، وهما هافاتك وبيلتيك، العمل.
موضوعات متعلقة..
- 250 مليون دولار لتمويل أعمال توسعة حقل خور مور في كردستان العراق
- دانة غاز الإماراتية توقف توسعة حقل خور مور في كردستان العراق
- توقف تطوير حقل خور مور في كردستان العراق يضاعف أزمة إمدادات الغاز لأوروبا
اقرأ أيضًا..
- سهم شركة طاقة متجددة يصعد 5800% في 26 شهرًا.. ما قصته؟
- أكثر البنوك المركزية شراءً للذهب في 2023.. 3 دول عربية بالقائمة
- تيسلا تحاول تعويض خفض المبيعات بتدشين أول متجر في تشيلي