حفر آبار النفط والغاز عالية التأثير قد يقفز لأعلى مستوياته بقيادة أفريقيا (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين
- توقعات بوصول آبار النفط والغاز عالية التأثير إلى 36 بئرًا في 2024
- نتائج حفر الآبار من هذه الفئة كانت مخيّبة للآمال في عام 2023
- أفريقيا والشرق الأوسط تستحوذان على 15 بئرًا يُحتمل حفرها في 2024
- شركات النفط الدولية الكبرى ستحفر 16 بئرًا تمثّل 44% من الإجمالي عالميًا
تتجه تقديرات حفر آبار النفط والغاز عالية التأثير للانتعاش مجددًا في عام 2024، بعد سنوات من التأرجح، ونتائج ضعيفة للآبار المحفورة خلال العام الماضي.
وتوقّع تقرير حديث -اطّلعت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه- حدوث طفرة هائلة في حفر الآبار الجديدة عالية التأثير خلال عام 2024، بقيادة أفريقيا وأميركا اللاتينية.
وحدد التقرير 36 بئرًا من آبار النفط والغاز عالية التأثير المحتمل حفرها في عام 2024، وهو أعلى إجمالي سنوي منذ 2015، كما يمثّل قفزة هائلة من 27 بئر عالية التأثير تمّ حفرها خلال 2023.
آبار النفط والغاز في أفريقيا وأميركا اللاتينية
تستحوذ أفريقيا وأميركا اللاتينية على 64% من إجمالي آبار النفط والغاز عالية التأثير المحتمل حفرها عام 2024، بحسب التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي.
وتصنَّف آبار النفط والغاز عالية التأثير استنادًا إلى مجموعة معايير، أبرزها وقوعها في مناطق حدودية أو ناشئة، أو أن يكون موقع البئر في منطقة محورية لشركة التنقيب، أو إذا كانت تقديرات ما قبل الحفر تشير إلى موارد ذات حجم كبير نسبيًا، بحسب ما ترصده وحدة أبحاث الطاقة دوريًا.
ويبلغ عدد الآبار المحتمل حفرها في أفريقيا نحو 13 بئرًا، بينما ستُحفَر بئران في الشرق الأوسط، ومن المتوقع حفر 70% من الآبار الأفريقية في الأحواض الحدودية والناشئة، أو فتح آبار جديدة، وأهمها موجود قبالة سواحل مصر وموزمبيق وأنغولا.
على الجانب الآخر، يُتوقع أن يبلغ عدد حفر آبار النفط والغاز عالية التأثير في أميركا اللاتينية 10 آبار، ومن المقرر أن تكون البئر الحدودية المخطط لها قبالة سواحل الأرجنتين.
بينما يُتوقع حفر بئرين من الآبار عالية التأثير في أوروبا خلال 2024، وكذلك حفر بئرين في أميركا الشمالية، إحداهما في الولايات المتحدة والأخرى في كندا.
كما يُتوقع حفر بئر واحدة في أوقيانوسيا على يد شركة توتال إنرجي الفرنسية في دولة بابوا غينيا الجديدة التي تقع شرق جزيرة بابوا جنوب غرب المحيط الهادئ، بالقرب من إندونيسيا.
على الجانب الآخر، يُتوقع حفر 6 من آبار النفط والغاز عالية التأثير في آسيا، أغلبها سيكون في المياه وراء العميقة لإندونيسيا وماليزيا، وحوض أندامان في الهند، إضافة إلى بئر يُحتمل أن تكون غنية بالموارد قبالة سواحل الصين.
نتائج مخيبة في حفر الآبار 2023
بلغ حفر آبار النفط والغاز عالية التأثير في عام 2019 قرابة 30 بئرًا، ثم انخفض العدد بعدها إلى 27 بئرًا في عام ذروة كورونا (2020)، قبل أن تنتعش مجددًا إلى 30 بئرًا عام 2021، لكنها ما لبثت أن تراجعت إلى 29 بئرًا عام 2022، ثم إلى 27 بئرًا عام 2023، بحسب بيانات ريستاد إنرجي.
وأسفرت 8 آبار فقط من إجمالي الـ27 بئرًا عالية التأثير المحفورة عام 2023 عن أحجام تجارية، ما يعني أن معدل النجاح في عام 2023 لم يتجاوز 30%، وهو أقل بكثير من المتوسط السنوي في القطاع، البالغ 42%.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أحجام اكتشافات النفط والغاز العالمية على مدار أشهر 2023 مقارنة عام 2022:
وبلغت أحجام النفط والغاز المكتشفة في هذه الآبار الـ8 قرابة مليار برميل نفط مكافئ، انخفاضًا من 3.5 مليار برميل نفط مكافئ في عام 2022، بحسب ريستاد إنرجي.
وشكّلت آبار النفط والغاز عالية التأثير 20% من إجمالي الأحجام التي اكتشفتها جميع أنشطة التنقيب عالميًا في 2023، التي بلغت 5 مليارات برميل نفط مكافئ.
ومما زاد الأمر سوءًا في عام 2023، ارتفاع تكاليف الحفر بسبب اختناق سوق الحفارات مقارنة بالسنوات السابقة، إلى جانب معدل النجاح النسبي الضعيف في الاكتشافات الجديدة.
خريطة مناطق الآبار المحتملة
رغم النتائج المخيبة للآمال عام 2023، ما تزال شركات الحفر تستثمر في المناطق الحدودية والناشئة والمفتوحة للعثور على الأحجام، لكن إستراتيجياتها الخاصة للتنقيب أصبحت أكثر تحديدًا من ذي قبل، إذ تعمل على تقليل النظر إلى أيّ عائدات قصيرة الأجل لصالح الخطط متعددة السنوات، والتركيز على الآبار التي تناسب رؤيتها طويلة الأمد بصورة أفضل.
ويعدّ هذا التحول أساسيًا في السوق، ومن غير المرجح أن يتغير حتى لو ظل معدل النجاح في حفر آبار النفط والغاز عالية التأثير ضعيفًا في عام 2024، بحسب نائب رئيس وحدة أبحاث المنبع في ريستاد إنرجي، طيب زين شريف.
من المتوقع حفر 14 بئرًا في الأحواض الحدودية والناشئة خلال 2023، بينما ستُفتَح 3 آبار بالكامل في مناطق جديدة، بحسب تقديرات ريستاد إنرجي.
وتستهدف 8 آبار عالية التأثير اكتشاف 430 مليون برميل مكافئ من الموارد البحرية، وما يزيد على 230 مليون برميل نفط مكافئ من الموارد البرية هذا العام.
وإذا استمرت جميع الآبار كما هو مخطط لها، فمن المتوقع أن يشهد عام 2024 أكبر عدد من آبار النفط والغاز عالية التأثير تمّ حفرها خلال 10 سنوات على الأقل، أي منذ أن بدأت ريستاد إنرجي تتبع الآبار في عام 2015.
وعادة ما يكون حفر آبار النفط والغاز عالية التأثير من نصيب شركات النفط والغاز الكبرى، بحكم الخبرة المتراكمة في القطاع منذ عقود طويلة، وهو الاتجاه نفسه المتوقع في عام 2024.
حصص شركات النفط الدولية والوطنية
تأتي شركات بي بي البريطانية وشيفرون الأميركية وإيني الإيطالية وإكسون موبيل الأميركية وشل العالمية متعددة الجنسيات وتوتال إنرجي على رأس الشركات المتوقع حفرها آبارًا عالية التأثير في عام 2024، بحسب خريطة الشركات المؤثرة التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المحتمل حفر 16 بئرًا من هذه الآبار على يد هذه الشركات، ما يمثّل 44% من إجمالي عدد آبار النفط والغاز عالية التأثير في العالم، البالغة 36 بئرًا.
وتخطط توتال إنرجي لحفر 5 آبار من هذه الفئة، بينما تخطط شركة شل لحفر 3 آبار، كما ستقوم كلّ من شيفرون وإيني وإكسون موبيل بحفر بئرين لكل منهما خلال عام 2024، مع تركّز أغلب عمليات الحفر في هامش المحيط الأطلسي والمياه الآسيوية، بحسب بيانات ريستاد إنرجي.
على الجانب الآخر، تخطط شركات النفط الوطنية (NOCs) وشركات النفط الوطنية ذات التركيز الدولي (INOCs) لحفر 8 آبار عالية التأثير تمثّل 22% من الآبار المحتملة عالميًا عام 2024، إلى جانب تولّيها مسؤولية المشغّل لـ17% من الآبار.
موضوعات متعلقة..
- الإنفاق على آبار النفط والغاز المنتجة قد يقفز 20%..السعودية والجزائر أكبر اللاعبين
- تقرير يكشف حقيقة نقص استثمارات النفط والغاز العالمية.. "أرقام مضللة"
- اكتشافات النفط والغاز في 2023.. أوروبا أكثر نشاطًا بقيادة النرويج
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في السعودية.. إمكانات وتكلفة أرخص من أوروبا (دراسة)
- انتعاشة الغاز المغربي في 2024.. إعلان الجدول الزمني للحفر
- واردات تركيا من الغاز المسال في 2023.. الجزائر ومصر تتصدران المشهد
- قطاع الغاز الصخري الأميركي يترقب تغيرات في ترتيب المنافسين (تقرير)