تجارة النافثا بين أوروبا وآسيا أحدث المتضررين من توترات البحر الأحمر
أسماء السعداوي
شهدت تجارة النافثا بين أوروبا وآسيا تباطؤًا خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري (2024)؛ إذ ألقت توترات البحر الأحمر بظلالها على حركة السفن المارة بين القارتين عبر مضيق باب المندب وخليج عدن وقناة السويس.
كان أبرز تلك الحوادث التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة في هذا الصدد، استهداف جماعة الحوثي اليمنية ناقلة نافثا استأجرتها شركة ترافيغورا (Trafigura) لنقل شحنة إلى سنغافورة.
والناقلة -وهي مارلين لواندا (Marlin Luanda)- كانت ترفع علم جزر المارشال، عندما أصابها صاروخ حوثي مضاد للسفن يوم 27 يناير/كانون الثاني الجاري؛ ما أدى لاشتعال النيران فيها، دون سقوط قتلى أو ضحايا.
وأعلن الحوثيون استهداف السفن المتجهة إلى مواني إسرائيل للضغط من أجل وقف الحرب على غزة، ثم أعلن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة شنّ هجمات على أهداف للحوثيين؛ بهدف تأمين حرية الملاحة في الطريق المائي الذي تمر منه 12% من السلع العالمية.
وأعلنت شركات عالمية تجنّب المرور بطريق البحر الأحمر خوفًا من هجمات الحوثيين، وفي المقابل اتجهت إلى طريق رأس الرجاء الصالح، رغم أنه يستغرق وقتًا أطول وأعلى تكلفة من حيث الشحن والتأمين.
تطورات تجارة النافثا بين أوروبا وآسيا
عادةً، تُستعمل مادة النافثا في صناعة البنزين، أو في صناعة البتروكيماويات، مثل تصنيع الإيثيلين وإنتاج العطريات.
وتُعدّ دول أوروبا المطلة على البحر الأبيض المتوسط مزودًا رئيسًا لتجارة النافثا مع آسيا، مثل سنغافورة وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والصين وتايوان، بحسب تقرير نشرته منصة "إس آن بي غلوبال" (spglobal).
وفي هذا الصدد، يتوقع مسؤولون في السوق أن ترتفع أسعار الشحن وأسعار النافثا الأسيوية خلال الأسبوع الحالي المنتهي في 2 فبراير/شباط، في ضوء تباطؤ وصول الشحنات من أوروبا بعد الهجوم على الناقلة مارلين لواندا في خليج عدن، والهجوم بطائرة من دون طيار في الأردن، الذي أسفر عن مقتل 3 من الجنود الأميركيين وإصابة آخرين.
وفي بيان صحفي نشرته بموقعها الرسمي، أكدت شركة ترافيغورا أنه لا توجد أيّ سفن تعمل لحسابها تمر حاليًا بخليج عدن.
وقبل الحادث، أجرت الناقلة مارلين لواندا عمليتي تحميل من سفينة لأخرى في خليج لاكونيا في اليونان، قبل أن تُبحر باتجاه بورسعيد في مصر بين يومي 12 و18 يناير/كانون الثاني.
يقول أحد السماسرة، ومقرّه سول في كوريا الجنوبية: "حتى ذلك العدد المحدود من الناقلات التي تخوض مخاطرة كبيرة بالمرور عبر خليج عدن سيسلك طرقًا بديلة أطول".
ووفقًا لبيانات الرصد التي جمعها سماسرة الشحن، يمرّ ما يتراوح بين نصف مليون طن وواحد مليون طن نافثا من أوروبا إلى شرق آسيا شهريًا.
لكن عمليات التسليم قد تباطأت خلال شهر يناير/كانون الثاني، ومن المتوقع أن تظل قرب حدودها الدنيا.
يقول أحد تجارة النافثا، إن عمليات المراجحة للشحن من دول الغرب إلى الشرق ستشهد تغيير المزيد من ناقلات البضائع لدفتها باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح بدلًا من عبور قناة السويس، وهو ما سيُفاقم أزمة شح الإمدادات وتباطؤ التسليمات الموجودين بالفعل.
أسعار النافثا والشحن
اتّسع الفارق بين أسعار شحنات النافثا لشهر أمامي بين الشرق والغرب من 5 دولارات للطن المتري في 26 يناير/كانون الثاني إلى 39 دولارًا في التعاملات الصباحية اليوم 29 يناير/كانون الثاني.
كما ارتفع سعر الشحن للناقلات فئة "لونغ رانج 2" (حمولة 55 ألف طن متري) بين البحر المتوسط واليابان إلى 60.30 دولارًا للطن المتري يوم 26 يناير/كانون الثاني، ارتفاعًا بنسبة 61% في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول (2023).
وأيضًا، ارتفع سعر الشحن لناقلات فئة لونغ رانج 1 خلال المدة نفسها بنسبة 39% إلى 62.50 دولارًا للطن المتري.
وبدوره، يؤكد أكد أحد الوسطاء التجاريين، ومقرّه كوبنهاجن، تأثير الصراع في البحر الأحمر بسوق الشحن العالمية.
ويقول، إنه جرى تداول أسعار عقود الشحن الآجلة لناقلات لونغ رانج 1 بين الخليج العربي واليابان تسليم شهر فبراير/شباط، عند 320% من المقياس العالمي، ارتفاعًا من 280% في 26 يناير/كانون الثاني، بعد الهجوم الأخير على ناقلة النافثا مارلين لواندا.
المقياس العالمي هو مقياس متفق عليه لحساب تكلفة الشحن عبر استئجار ناقلة بعينها لرحلة معينة في وقت محدد، ويُشار إلى السعر الذي جرى التفاوض عليه بين المالك والمستأجر للسفينة وفق مؤشر من 1 إلى 1000%، وتُحدد التكلفة اعتمادًا على حجم المبلغ الذي يرغب المستأجر بدفعه والمالك لقبوله.
وبحسب سماسرة تجارة النافثا بين أوروبا وآسيا، لا يمكن استبعاد حدوث ارتفاعات أخرى في أسعار الشحن.
كما أكدوا ارتفاع العلاوة السعرية للمخاطر بالبحر الأحمر مقارنة بالخليج العربي، وفي وقت سابق مُنحت ناقلات لونغ رانغ، كانت قد عادت فارغة من البحر المتوسط، حسمًا مقابل التحميل في البحر الأحمر مقارنة بنظيرتها في الخليج العربي.
وسجل سعر الشحن للناقلات النظيفة في مسارات الرحلات المتجهة إلى أوروبا أعلى مستوى له في 4 سنوات تقريبًا يوم 25 يناير/كانون الثاني.
موضوعات متعلقة..
- أسعار الديزل الأحمر المنقول من الهند إلى أوروبا تتأثر بتوترات البحر الأحمر
- خبير لوجستيات: قناة السويس تفيد الحوثيين.. وهدفهم إسرائيل وليس البحر الأحمر
- صادرات الغاز المسال الأميركية تهجر قناة السويس والبحر الأحمر
اقرأ أيضًا..
- جدول زيادة أسعار البنزين في مصر يترقب ارتفاعًا خلال أيام
- قطاع الكهرباء في الشرق الأوسط.. توقعات الطلب ومزيج التوليد بـ5 دول (تقرير)
- سباق مشروعات الهيدروجين العربية.. قائمة الـ10 الكبار بالأرقام
- قروض الطاقة الشمسية تنتهي في المحاكم.. تحقيق يوثق عمليات نصب وخداع