التقاريرأنسيات الطاقةالنشرة الاسبوعيةتقارير النفطرئيسيةنفط

خبير: صراع البحر الأحمر يمهد لأهداف خفية.. وأميركا تقتحم "المنطقة الملتهبة" (صوت)

أحمد بدر

تتواصل الأعمال العدائية في البحر الأحمر بين الحوثيين من جانب، والقوات البحرية الأميركية والبريطانية من جانب آخر، الأمر الذي تسبّب في تراجع حركة النقل في هذه المنطقة المهمة لحركة التجارة العالمية.

ويرى أستاذ الاقتصاد، العميد الأسبق المؤسس لكلية النقل الدولي واللوجستيات في القاهرة الدكتور محمد علي إبراهيم، أن التدخل الأميركي والبريطاني يتذرّع بحماية الخطوط الملاحية، ولكنه في بعض الأحيان يغطي واجهة استعمارية أكثر منه حماية الطرق البحرية.

جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، قدّمها مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، بعنوان "هجمات الحوثيين على السفن وناقلات النفط.. وآثارها اللوجستية والاقتصادية والمالية".

وأضاف: "عندما أعلنوا مؤخرًا تحالف (حراس الازدهار)، قالوا 3 ذرائع، أولاها منع الاصطدام المباشر بين إيران وإسرائيل، وثانيتها كانت صناعة حاجز بين أميركا والصدام مع إيران، وثالثتها حماية حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر".

لماذا تتدخل أميركا في البحر الأحمر؟

قال أستاذ الاقتصاد، العميد الأسبق المؤسس لكلية النقل الدولي واللوجستيات في القاهرة الدكتور محمد علي إبراهيم، إن هناك أكثر من تصور بشأن تدخل أميركا وبريطانيا في البحر الأحمر، منها تأمين وصول الطاقة إلى دول أوروبا المشاركة في هذا التحالف.

وأضاف: "من ناحية أخرى، يؤمّن هذا التحالف إمدادات الطاقة إلى إسرائيل، بالإضافة إلى أنه يؤمّن لنفسه موضع قدم في هذه المنطقة الملتهبة، وذلك ردًا على الانتشار الصيني والروسي فيها، وأعتقد أن هذا التصور الأقرب إلى الحقيقة".

ناقلة نفط استولى عليها الحوثيون
ناقلة نفط استولى عليها الحوثيون قبل أيام - الصورة من منصة Jewish News Syndicate

ودلّل الدكتور محمد علي إبراهيم على ذلك، بأن أميركا وتحالفًا مماثلًا تدخلوا فيما سبق في موضوع القرصنة البحرية، التي كانت موجودة في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي، إذ أدارت العملية بكفاءة، ونجاح هذه الإدارة أغراهم بأن يتدخلوا في أحداث البحر الأحمر.

ولفت إلى أن تدخلهم في أزمة القرصنة جاء من خلال مجموعة تنظيم قوافل من السفن التي تريد عبور المنطقة، ويجري تأمينها من جانب مجموعة من الزوارق البحرية، ومن ثم فإنه يواجه مجموعة مسلحة تسليحًا خفيفًا، فهم مجرد قراصنة.

لكن، وفق إبراهيم، ما يحدث في مضيق باب المندب الآن، أنهم يواجهون طيرانًا مسيرًا وصواريخ، ومن ثم فإن المعالجة ستكون مختلفة، وبالتالي فإن التدخل الدولي في هذه المنطقة سوف يزيد النار اشتعالًا، مضيفًا: "أنا لا أتصور أن هذا هو الحل على الإطلاق".

ويرى إبراهيم، أن تدخل أميركا وبريطانيا بهذه الطرق في البحر الأحمر غير مناسب، إذ إن الحوثيين يطلقون إحدى الطائرات المسيرة على السفن، وتكلفة هذه الطائرة من 18 إلى 20 ألف دولار، ولكنهم يستهدفون الطائرات بصاروخ قيمته مليونا دولار، فمن أين له تمويل هذه العملية وكيف سيستمر؟

إحدى الناقلات في البحر الأحمر
إحدى الناقلات في البحر الأحمر

هل تحل الصواريخ الأميركية الأزمة؟

"لا يوجد في العالم نظام تأمين يكفل تحقيق الأمن بنسبة 100%، فمن الممكن مع وجود هذه الأسلحة -ولو بنسبة 1%- من بين كل هذه الطائرات المسيرة، أن تصيب واحدة هدفها، ما يؤدي إلى إرباك الملاحة في البحر الأحمر، وبالتالي سيمنع السفن من المرور في المنطقة، ومن ثم فإنه لم يحل المشكلة".

هكذا يرى الدكتور محمد علي إبراهيم، موضحًا أن الأزمة تكمن في وجود ظلم يقع على الجانب العربي في فلسطين، في حين قدّم الحوثيون أنفسهم على أنهم مساندون لهذه القضية، كما يقدمون أنفسهم إلى إيران بصفتهم ذراعًا قوية يجب الاعتماد عليها، ومن ثم قدموا أنفسهم إلى المنطقة العربية وإيران على أنهم جبهة مواجهة جديدة.

إحدى السفن التجارية في البحر الأحمر
إحدى السفن التجارية في البحر الأحمر - الصورة من منصة Avapress

ولكن، وفق الدكتور محمد علي إبراهيم، هذا لا يعني البدء بصدام حربي، لأن مضيق باب المندب واحد من أهم 3 مضائق في العالم، بعد ملقا وهرمز، ففي حين تمر 40% من إمدادات الطاقة من مضيق هرمز، يمر في المنطقة 10% من النفط العالمي، وكذلك نحو 7 أو 8% من الغاز الطبيعي، و12% من حجم التجارة العالمية.

وأضاف: "الذريعة التي دخل بها الحوثيون هي المطالبة بوصول الإمدادات الغذائية إلى الفلسطينيين، وهذا مطلب إنساني وليس مطلبًا حوثيًا، فهناك دول أخرى مثل جنوب أفريقيا انتفضت ورفعت دعوى أمام محكمة العدل الدولية، وبالتالي هناك شواهد تبيّن أن هناك محاولة للفصل العنصري والإبادة الجماعية".

ولفت إلى أن من لديه ذرة من الإنسانية فسيرى ضرورة توصيل الطعام والإمدادات إلى سكان غزة المدنيين العزّل، ومن ثم لن تكون لدى الحوثيين ذريعة لإطلاق صواريخ على السفن العابرة في البحر الأحمر، فهم أعلنوا أنهم لا يهددون الملاحة بالكامل، وإنما السفن المتجهة من وإلى إسرائيل.

وتابع: "أعتقد أن هذا لا يستدعي تدخل قوة خارجية، نحن لدينا دول متشاطئة في البحر الأحمر، ولم تنضم دولة واحدة منها إلى هذا التحالف، أي أن هناك خللًا في هذا الموضوع، وأعتقد أن هذه المجموعة من الدول جاءت لتبقى، لأن هناك إعادة تقسيم لدول العالم، بين مناطق نفوذ بين دول الشرق والغرب، وبالتالي أصبحنا أمام حرب بالوكالة".

ودلل على ذلك بأنه في صبيحة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ الأسطول الخامس الأميركي يتحرك لحماية إسرائيل، بجانب جسر جوي لإسرائيل في مواجهه مجموعة محدودة التسليح والإمكانات، وبدأ ضرب سكان عزّل ليلًا ونهارًا، وأصبحت الجرائم تُرتكب جهارًا، سواء تفجير مستشفيات وقتل أطفال في الحضانات، ثم يدعون أنهم يواجهون الإرهاب، رغم أن ما يحدث هو إرهاب دولة في مواجهة العزّل.

وحذّر إبراهيم من أن مطالبة سكان غزة العزّل بالانتقال إلى الجنوب، ثم قصفهم هناك، سيؤدي إلى مزيد من الاستقطاب، ودخول أطراف أخرى، محلية أو دولية، وأن الموقف لن ينتهي وسيدمر دولًا، وفي النهاية -أيضًا- لن تستقر الملاحة في البحر الأحمر، وسيدفع الاقتصاد العالمي الثمن، لأن عدم انتظام خطوط التجارة سيؤدي حتمًا إلى التضخم والنقص في الأسواق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق