- سيارات الوقود الأحفوري تثير الجدل مجددًا في أوروبا.
- حظر بيع سيارات الوقود الأحفوري رقمًا مهمًا في معادلة الحياد الكربوني بأوروبا.
- هناك مباحثات جارية في أوروبا الآن بشأن سيارات الوقود الأحفوري.
- توصّل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق يسمح بتسجيل سيارات الوقود الأحفوري الجديدة بعد عام 2035.
- يتزايد إحجام المستهلكين في أوروبا عن اقتناء السيارات الكهرباء نتيجة انعدام شبكات الشحن الموثوقة.
عادت سيارات الوقود الأحفوري -مجددًا- لتتصدر أخبارُها المشهد في أوروبا بعدما أثارت عملاقة صناعة السيارات الرياضية الفارهة بورشه (Porsche) الجدل حولها، مشككة في قرار حظرها بدءًا من عام 2035.
وفي 28 مارس/آذار (2023)، وافقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي نهائيًا على حظر مبيعات محركات الاحتراق الداخلي الجديدة بدءًا من منتصف العقد المقبل، حسبما ذكر موقع "فرانس 24".
ولقي القرار حينها تأييد أغلبية وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وسط معارضة بولندية للقرار، وامتناع بلغاريا وإيطاليا ورومانيا عن التصويت.
ويبرز حظر بيع سيارات الوقود الأحفوري رقمًا مهمًا في معادلة الحياد الكربوني التي تسعى أوروبا إلى تحقيقها بحلول أواسط القرن الحالي (2050)، اتساقًا مع بنود اتفاق باريس للمناخ 2015، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
إرجاء محتمل
قال المدير المالي لشركة بورشه إيه جي الألمانية لوتز متشكي، إن خطة أوروبا للتخلص التدريجي من بيع سيارات الوقود الأحفوري بحلول عام 2035 من الممكن إرجاؤها، وفق ما أوردته شبكة بلومبرغ (Bloomberg).
وأضاف متشكي: "هناك الكثير من المباحثات الجارية -الآن- بشأن سيارات الوقود الأحفوري"، في تصريحات أدلى بها في 25 يناير/كانون الثاني (2024) في سنغافورة، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأثار التباطؤ في حجوزات "طلبات" السيارات الكهربائية تساؤلات بشأن إذا كان الاتحاد الأوروبي يمضي على المسار الذي يقوده إلى التخلص من محركات الاحتراق الداخلي، والتي تُمثل أحد المساعي الطموحة الرامية لكبح الانبعاثات الكربونية.
ويتزايد إحجام المستهلكين في أوروبا عن اقتناء السيارات الكهرباء نتيجة انعدام شبكات الشحن الموثوقة وارتفاع أسعار تلك المركبات إلى جانب تراجع التحفيزات الممنوحة لتلك السيارات منخفضة الانبعاثات.
وأرجأت حكومة المملكة المتحدة بالفعل خطتها بشأن طرح طُرز جديدة للسيارات العاملة بوقودي البنزين والديزل بواقع 5 سنوات تمتد إلى 2035.
وبينما يستطيع مصنعو السيارات الكهربائية الفارهة أن يستغنوا عن الدعم، فإن استبعاد تلك المركبات أمر خاطئ، وفق تصريحات المدير المالي لشركة بورشه إيه جي لوتز متشكي التي أدلى بها على على هامش حفل لإزاحة الستار عن سيارة بورشه الكهربائية الجديدة ماكان (Macan) التي طال انتظارها.
وتابع: "يتعين علينا أن نرى مدى الانحدار في منحنى الزيادة خلال السنوات المقبلة"، مضيفًا: "حال كان لدينا وضع مثل الذي نحن عليه الآن، مع إحجام معين عن شراء السيارات الكهربائية في أوروبا؛ فربما إذن يعود الدعم".
ألمانيا ترفض
في العام الماضي (2023)، وخلال الأسابيع التي سبقت اعتماد الاتحاد الأوروبي خطة للتخلص التدريجي من سيارات الوقود الأحفوري الجديدة، رفضت ألمانيا دعم هذه الحملة، مطالبة بروكسل كذلك بحماية المركبات التي تعمل بالوقود الاصطناعي الذي يُطلق عليه -أيضًا- اسم "الوقود الكهربائي" المحايد كربونيًا، وهي تقنية تدعمها شركة بورشه بقوة.
وبررت ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في عموم أوروبا، موقفها -آنذاك- قائلة إنه من الممكن إنتاج الوقود الاصطناعي باستعمال مصادر الطاقة المتجددة والكربون الذي يُحتَجز من الهواء.
وتوصّل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق في هذه الحالة يسمح بتسجيل سيارات الوقود الأحفوري الجديدة بعد عام 2035 حال كانت تستعمل الوقود المحايد كربونيًا فقط.
بورشه تراهن
في العام قبل الماضي (2022) انضمت بورشه إلى مجموعة من المستثمرين الذين يراهنون بمبلغ قوامه 260 مليون دولار على شركة ناشئة تبني مصنعًا للوقود الاصطناعي في تشيلي.
وتعد سيارة ماكان الجديدة التي تحمل علامة بورشه التجارية هي السيارة الكهربائية الثانية في أسطول الشركة الألمانية، بعد سيارة تايكان الأكثر مبيعًا.
ويبدأ سعر سيارة ماكان الكهربائية بـ78,800 دولار، بينما يبدأ سعر طراز ماكان تربو (Turbo) من 105,300 دولار، مع رسوم توصيل تصل إلى 1,650 دولارًا للطلبيات في الولايات المتحدة الأميركية.
ومن المتوقع أن تبدأ عمليات تسليم السيارة في النصف الثاني من العام، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
إنتاج الوقود الاصطناعي
ترتكز آلية إنتاج الوقود الاصطناعي، مثل الكيروسين الاصطناعي أو الميثان الاصطناعي أو الميثانول الاصطناعي، -أساسًا- على تجميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المحتجز، والهيدروجين المُنتَج باستعمال كهرباء متجددة خالية من ثاني أكسيد الكربون.
ولطالما طالبت ألمانيا وإيطاليا الاتحاد الأوروبي منحهما تأكيدات واضحة على أن مبيعات سيارات الوقود الأحفوري الجديدة يمكن أن تستمر إلى ما بعد عام 2035، إذا كانت تعمل بوقود محايد كربونيًا.
وفي 21 مارس/آذار (2023)، كشفت المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- النقاب عن خطة تُجيز بيع سيارات الوقود الأحفوري الجديدة التي تعمل فقط بالوقود الاصطناعي، ضمن مساعيها الرامية لنزع فتيل خلاف مع برلين بشأن إنهاء الاتحاد الأوروبي اعتماده على هذه السيارات بدءًا من عام 2035، حسبما أوردت وكالة رويترز.
موضوعات متعلقة..
- الاتحاد الأوروبي يودع سيارات الوقود الأحفوري نهائيًا في 2035
- الاتحاد الأوروبي يمنح سيارات الوقود الأحفوري قبلة الحياة بخطة جديدة
- هل التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري وراء أزمة الطاقة الحالية؟
اقرأ أيضًا..
- بعد استهداف ناقلة نفط بريطانية.. صواريخ أميركية تدُك مواقع للحوثيين في اليمن
- إنتاج الغاز في النرويج خلال 2023 يسجل قفزة تاريخية.. ومفاجأة نفطية (رسوم بيانية)
- انخفاض صادرات الجزائر من النفط.. ومقارنة في آخر 3 سنوات
- أرباح تيسلا تهبط للمرة الأولى.. هل أطلق ماسك رصاصة في الاتجاه المعاكس؟