مسارات بديلة لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا إذا رفضت أوكرانيا تجديد الاتفاقية
محمد عبد السند
- اتفاقية نقل الغاز الروسي صداع في رأس روسيا
- أوكرانيا تتجه إلى عدم تمديد اتفاقية نقل الغاز الروسي إلى أوروبا
- يستحوذ الغاز الطبيعي على قرابة 20% من إجمالي عمليات توليد الكهرباء داخل الاتحاد الأوروبي
- لامس إنتاج شركة غازبروم الروسية الحكومية 404 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي في 2023
ما تزال اتفاقية نقل الغاز الروسي إلى أوروبا تمثل صداعًا في رأس موسكو، التي تكثف جهودها لإيجاد مسارات بديلة، لنقل تلك السلعة الحيوية إلى دول القارة العجوز حال رفضت كييف تمديد الاتفاقية.
وقد يمثّل عدم سماح كييف استئناف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا، بعد انتهاء الاتفاقية نهاية العام الحالي (2024)، معضلة كبرى لبعض دول القارة التي ما تزال تعتمد عليه مثل المجر والنمسا وإيطاليا وسلوفاكيا.
ويستحوذ الغاز الطبيعي على قرابة 20% من إجمالي معدلات توليد الكهرباء داخل الاتحاد الأوروبي، إلى جانب استعماله في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، والتدفئة المنزلية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
مسارات بديلة
تعتزم روسيا استعمال طرق بديلة وإمدادات الغاز الطبيعي المنقولة بحرًا، حال لم تمدد أوكرانيا اتفاقية نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، وفق ما قاله الناطق الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الجمعة 26 يناير/كانون الثاني (2024)، ونشرته وكالة رويترز.
وأضاف بيسكوف، أن السلاسل اللوجستية لصادرات الغاز الروسية سيجري إصلاحها ما لم تُمدد الاتفاقية المذكورة، موضحًا: "السؤال يتمحور حول كيفية وصول الغاز إلى هناك (أوروبا)، وبالطبع هناك مسارات قائمة بالفعل تتعلق بتركيا، وهناك إمدادات غاز مسال عليها طلب حاليًا".
ونقلت وسائل إعلام مختلفة عن الحكومة الأوكرانية قولها، إن كييف لن تسعى لإجراء مباحثات مع موسكو بشأن إمكان تمديد اتفاقية نقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
وتابع: "أعني بذلك أن هناك مسارات بديلة، لكن جميعها محجوزة... وبالطبع سيقود هذا إلى تغييرات في السلاسل اللوجستية كافّة".
روسيا تفقد موقعها الريادي
ظلّت أوكرانيا المسار الرئيس لصادرات الغاز الروسية إلى أوروبا. ومع ذلك تناقصت إمدادات الغاز المتجهة إلى القارة عبر أوكرانيا مع بناء موسكو خط أنابيب نورد ستريم المتعطل عن العمل تحت سطح البحر عبر بحر البلطيق والواصل إلى ألمانيا وخط أنابيب غاز ترك ستريم على قاع البحر الأسود إلى تركيا.
كما هبطت صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا وسط التداعيات السياسية للحرب الأوكرانية، وفقدت روسيا موقعها الريادي بصفتها مزودًا للغاز الطبيعي لأوروبا، لصالح النرويج.
سيناريوهان لا ثالث لهما
يرى المراقبون أنه من المرجح أن يُحسَم مصير اتفاقية نقل الغاز الروسي إلى أوروبا في اللحظة الأخيرة، بسبب الموقف الصعب لكلا الطرفين، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتبرز الحرب الروسية التي ما تزال رحاها دائرة في أوكرانيا عقبة رئيسة أمام بدء المفاوضات بين موسكو وكييف، إذ ما تزال الأخيرة تعارض بدء المحادثات، في حين تنتظر موسكو جهود الاتحاد الأوروبي لجلب كييف إلى الطاولة للتوصل إلى اتفاق.
وفي ظل تلك الأوضاع الراهنة، فإن السيناريوهين الأكثر قابلية للحصول يتمثلان في إما التوصل إلى اتفاقية جديدة عبر التفاوض مع تعديل شروط العقد، لتعكس ظروف السوق الحالية، وإما تعذر الوصول إلى صفقة متفق عليها مع العملاء الذين يختارون حجز الكميات الروسية عبر أوكرانيا بموجب قواعد حجز السعة في الاتحاد الأوروبي، وفق ما قاله خبراء لموقع إنرجي إنتلغنس (Energy Intelligence).
وقالت الخبيرة من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة كاتيا يافيمافا، إنه حال اتُخذت خطوات ملموسة نحو التوصل لحل سلمي للحرب الروسية الأوكرانية عبر المفاوضات خلال 2024، فمن الممكن أن يكون هناك نوع من الترتيبات لنقل الغاز.
وأضافت يافيمافا: "حال جرى الاتفاق على أي ترتيب، فيجب أن تكون المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- جزءًا منه، غير أنني أرى أنه من المرجح أننا سننتظر حتى أواخر العام الحالي قبل توقع أي شيء".
وسبق أن توسطت بروكسل في المحادثات التي أدت إلى إبرام اتفاقيه نقل الغاز الروسي في أواخر 2019، والبالغة 110 ملايين متر مكعب يوميًا على مدار 5 سنوات.
المفوضية الأوروبية
لم تعلن المفوضية الأوروبية -بعد- موقفها بشأن محادثات اتفاقية نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، غير أن ناطق باسم المفوضية الأوروبية قال: "لن نتكهن الآن بما سيبدو عليه الوضع (بحلول نهاية هذا العام)"، في تصريحات أدلى بها إلى إنرجي إنتلغنس، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وردًا على إذا كان انتهاء الاتفاقية يهدد أمن الطاقة في دول التكتل، أكد الناطق باسم المفوضية أن مستهدف الاتحاد الأوروبي يظل هو فطم نفسه تدريجيًا عن واردات الوقود الأحفوري الروسي "في أقرب وقت ممكن"، في إطار خطة ري باور إي يو (REPowerEU) التي أطلقتها المفوضية الأوروبية، والتي تستهدف جعل أوروبا مستقلة عن الوقود الأحفورى الروسى قبل عام 2030.
وتابع: "أثبتنا أن أوروبا لديها نية حقيقية لمواجهة التحدي المتمثل في إصلاح وتنويع نظام الطاقة لدينا منذ أن شنت روسيا عدوانها على أوكرانيا".
هبوط إنتاج غازبروم
لامس إنتاج شركة غازبروم (Gazprom) الروسية الحكومية 404 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي خلال العام المنصرم (2023)، انخفاضًا بنحو 9% من عام سابق نتيجة هبوط الصادرات إلى أوروبا، وفق ما أوردته صحيفة كوميرسانت (Kommersant) الروسية في 25 يناير/كانون الثاني (2024).
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن صادرات الغاز المنقولة عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا والصين قد بلغت 91.4 مليار متر مكعب، تراجعًا بنحو 30% من عام 2022، في تصريحاته إلى كوميرسانت.
وانخفضت صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا التي كانت مصدر إيرادات الطاقة الرئيس لموسكو، في عامي 2022 و2023، بعد بداية الحرب الأوكرانية والأضرار التي نالت خط أنابيب نورد ستريم في سبتمبر/أيلول (2022).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- أرباح تيسلا تهبط للمرة الأولى.. هل أطلق ماسك رصاصة في الاتجاه المعاكس؟
- إنتاج الغاز في النرويج خلال 2023 يسجل قفزة تاريخية.. ومفاجأة نفطية (رسوم بيانية)
- انخفاض صادرات الجزائر من النفط.. ومقارنة في آخر 3 سنوات
- الصيد بشباك الجر يطلق الانبعاثات الكربونية من قاع البحار (دراسة)