منوعاتأخبار منوعةرئيسية

الصيد بشباك الجر يطلق الانبعاثات الكربونية من قاع البحار (دراسة)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • الصيد بشباك الجر يدمّر النظام الإيكولوجي البحر
  • يجري اصطياد قرابة رُبع الأطعمة البحرية في العالم بوساطة الصيد بشباك الجر
  • الانبعاثات الكربونية المنطلقة عن أنشطة الصيد بشباك الجر يمكن رؤيتها من الفضاء
  • نشاط الصيد بشباك الجر قد يكون متزايدًا في جنوب شرق آسيا
  • تؤثر سفن الصيد بشباك الجر سلبًا في رواسب الكربون الموجودة في قاع البحر

يتنامى القلق إزاء تزايد استعمال الصيد بشباك الجر، وكيف يتسبب في الانبعاثات الكربونية، وما لها من آثار تدميرية في الجهود المناخية العالمية.

ويجري اصطياد قرابة رُبع الأسماك في العالم بوساطة الصيد بشباك الجر، التي تسحب فيها سفن الصيد شباكًا ثقيلة من قاع البحر.

وتُلحِق تقنية الصيد بشباك الجر الدمار بقاع البحر، لأنها تتسبّب في إزاحة الرواسب، وتدمّر الموائل والكائنات الحية، وتجعل المياه في قاع البحر معتمة وغير ملائمة لكائنات معينة، كما أنها تُسهم في انبعاث الملوثات والكربون الذي يوجد في قاع البحر، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وقال خبراء البيئة، إن سفن الصيد من الممكن أن تتسبّب في تدمير الأنظمة البيئية البحرية الحساسة، مثل الشعاب المرجانية في أعماق البحار، كما أنها تلتقط مجموعات كبيرة من الأنواع البحرية غير المستهدفة فيما يُسمى "الصيد العرضي".

تدمير أحواض الكربون

تؤثر سفن الصيد بشباك الجر سلبًا في رواسب الكربون الموجودة في قاع البحر، ما يقوّض قدرة المحيطات على العمل بصفتها أحواضًا للكربون، وفق دراسة بحثية منشورة في دورية فرنتيرز إن مارين ساينس (Frontiers in Marine Science) في 18 يناير/كانون الثاني (2024).

وحوض الكربون هو عبارة عن خزان طبيعي أو اصطناعي يُخزّن بعض المركبات الكيميائية المحتوية على الكربون لمدة غير محددة.

وطرحت منصة الطاقة المتخصصة سؤاليْن: كم مقدار الكربون الذي يمكن أن ينطلق جراء أنشطة الصيد بشباك الجر؟ وماذا يحدث لهذا الكربون؟

تتسبّب أنشطة سفن الصيد في إطلاق قرابة غيغا طن أو ما يعادل مليار طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وتماثل تلك الكمية المنبعثة من الكربون قرابة الانبعاثات المنطلقة من صناعة الطيران العالمية.

(غيغا طن = مليار طن)

واعتمدت الدراسة على طريقة حسابية سبق أن أجرتها دراسة أخرى منفصلة نشرتها مجلة نيتشر (Nature) العلمية، غير أنها أعادت حساب كمية الكربون المنبعثة عبر تعديل نماذج الحساب المستعمَلة في بحث نيتشر.

ثم حددت الدراسة الحالية كمية الكربون التي تسربت من البحر إلى الغلاف الجوي، والتي أضافت إلى الكميات الهائلة من الانبعاثات الكربونية الناجمة عن الأنشطة البشرية والمسببة للاحترار العالمي.

جانب من الصيد بشباك الجر
جانب من الصيد بشباك الجر - الصورة من ent.cat

9 سنوات حاسمة

يصل ما يتراوح بين 55 و60% من هذه الانبعاثات الكربونية إلى الغلاف الجوي في غضون نحو 9 سنوات، وهو ما يقترب من ضعف الانبعاثات السنوية المنطلقة من احتراق الوقود من قبل أسطول صيد عالمي كامل يتألف من قرابة 4 ملايين سفينة، بحسب الباحثين.

وتظل النسبة المتبقية التي تتراوح بين 40 و45 من الكربون ذائبة في مياه البحر، ما يُسهم في تحمض مياه المحيطات، الأمر الذي يَضُر بقدرة العديد من الكائنات الحية في الجزء السفلي من السلسلة الغذائية على تكوين الأصداف، وهو ما يحدث بالفعل وبمستويات قياسية في جميع أنحاء العالم.

وقالت المؤلفة الرئيسة وعالمة البيئة المائية في جامعة يوتا الحكومية تريشا أتوود: "في ظل سياسة المناخ الحالية، فإن أشياء مثل أسواق الكربون تعمل حقًا على التخلص من الانبعاثات الكربونية في الغلاف الجوي".

وأضافت: "لم يهتم الناس ببقاء ثاني أكسيد الكربون في الماء، ولم نتمكن من الإجابة عما إذا كان ينبغي عليهم الاهتمام أم لا، لأننا لم تكن لدينا أرقام".

لكن كل ذلك تغيّر عندما تواصل علماء من معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لوكالة ناسا مع أتوود التي شاركت في تأليف الدراسة المنشورة في مجلة نيتشر وزملائها.

وأفادت أتوود: "قالوا إن لديهم نماذج لحساب ذلك، وجرى استعمال تلك النماذج في تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ؛ إذ استُعملت لميزانية الكربون العالمية".

وتابعت: "ما تفعله هذه النماذج هو تطوير فهم لكيفية تفاعل المحيطات والغلاف الجوي معًا، وكيف وأين يتبادلان الكربون أو الانبعاثات الكربونية".

وتبيّن للباحثين أن الانبعاثات الكربونية المنطلقة عن أنشطة الصيد بشباك الجر، يمكن أن تُنتِج رواسب كبيرة ويمكن كذلك رؤيتها من الفضاء، مشيرين إلى أنها كانت مرتفعة بصورة خاصة في بعض مناطق العالم، من بينها بحر الصين الشرقي، وبحر البلطيق، وبحر الشمال، وغرينلاند.

ويوضح الباحثون أن نشاط الصيد بشباك الجر، وما يترتب على ذلك من إطلاق الكربون، قد يكون متزايدًا في جنوب شرق آسيا، وخليج البنغال، وبحر العرب، ومناطق من أوروبا، وخليج المكسيك.

صيد بشباك الجر
صيد بشباك الجر - الصورة من leisureboating

نتائج معيبة

قد يُعزى النقص في البيانات إلى عدم استعمال العديد من السفن لأنظمة التتبع عبر الأقمار الصناعية، رغم أن العديد من القوانين الوطنية والدولية تُلزمها باتباع ذلك.

وبحسب نتائج دراسة أجريت في وقت سابق من شهر يناير/كانون الثاني 2024، فإن 75% من نشاط الصيد الصناعي لا يجري تتبعه على الأنظمة العامة، ما يعني ضمنيًا أن الحسابات التي استعملتها دراسة فرنتيرز قد تكون موضِع تحفظ.

من جهته، يرى عالم مصايد الأسماك في كلية العلوم المائية والمصايد بجامعة واشنطن، راي هيلبورن، أن الدراسة الجديدة يشوبها بعض العيوب بناءً على اعتمادها على الدراسة المنشورة في مجلة نيتشر.

وأضاف أن الدراسة في نيتشر افترضت خطأً أن الكربون الموجود في قاع البحر موجود في طبقة متجانسة، في حين أن هناك في الواقع طبقة مدفونة بعمق من الكربون بالإضافة إلى طبقة عليا من الكربون "يجري تحريكها طبيعيًا" بوساطة كائنات حية مثل المحار والديدان متعددة الأشواك.

وأشار هيلبورن إلى أن الصيد بشباك الجر لا يؤثر في تلك الطبقة العليا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق