تقارير الغازالتقاريررئيسيةغاز

تعليق صادرات الغاز المسال الأميركي من المحطات الجديدة.. بايدن يقلب الطاولة على أوروبا

إرضاء لنشطاء المناخ قبل الانتخابات الرئاسية

هبة مصطفى

قلب الرئيس الأميركي جو بايدن الطاولة على شركائه الأوروبيين وعلّق الموافقة على مشروعات من شأنها زيادة صادرات الغاز المسال، في محاولة لإرضاء نشطاء المناخ قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ومن شأن هذه الخطوة أن تضع أكبر اقتصادات القارة العجوز في خطر، لا سيما أن ألمانيا تعتمد على هذه الصادرات، لتعويض غياب الغاز الروسي، ولحين إحراز خطوات جدية في مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة.

وإثر قرار تعليق الموافقة على صادرات الغاز من المحطات الأميركية الجديدة، قد تضطر أوروبا للانتظار إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

تعليق "مؤقت"

علق الرئيس جو بايدن -اليوم الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2024- الموافقات على مشروعات جديدة من شأنها زيادة صادرات الغاز المسال الأميركي، استجابة إلى ضغوط من نشطاء المناخ.

وإثر هذا القرار، يبقى مصير محطات التصدير الجديدة مجهولًا لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية، إذ لم يوضح بايدن سقفًا زمنيًا لاستئنافها مرة أخرى.

الرئيس الأميركي جو بايدن
الرئيس الأميركي جو بايدن - الصورة من NY1

وبرر الرئيس الأميركي قراره بأنه "كاشف" لأزمة المناخ التي تمثل تهديدًا وجوديًا، مشيرًا إلى أنه خلال مدة تعليق الموافقة على مشروعات صادرات الغاز المسال ستنظر إدارته في تأثير هذه الصادرات في أمن الطاقة البيئي لبلاده، حسب ما نقلته رويترز عن تصريحات له.

ورحب نشطاء البيئة والمناخ بقرار تعليق مشروعات صادارت الغاز المسال الأميركي، واصفين إقدام بايدن على ذلك بالخطوة الجريئة والشجاعة.

وعارض النشطاء التوسعات الأميركية في قطاع الغاز المسال، بالنظر إلى الأضرار المجتمعية لهذه المشروعات على الصعيد المحلي، وكذلك على مواصلة اعتماد العالم على مصادر الوقود الأحفوري وما تطلقه من انبعاثات الميثان وحرق الغاز.

مراجعة أميركية

لم تتضح -حتى الآن- تداعيات قرار تعليق المشروعات الجديدة لمحطات صادرات الغاز المسال الأميركية، لكن مسؤولين في إدارة بايدن تعهدوا بعدم إلحاق أي أضرار بحلفائهم تحت غطاء "استثناءات الأمن القومي" دون كشف المزيد من التفاصيل.

من جانبها، تنوي وزارة الطاقة إجراء مراجعات خلال مدة تعليق التصدير لتداعيات المشروعات البيئية والاقتصادية، رغم الطلب العالمي المتزايد على الوقود.

وقالت الوزيرة جينيفر غرانهولم، إن الإدارة الأميركية ملتزمة بتعزيز أمن الطاقة، سواء على الصعيد المحلي أو مع الحلفاء، غير أنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن المراجعة التي ستجريها الوزارة قد تمتد لأشهر، قبل طرحها للتعليق العام.

وتزامنت آخر مراجعة لمشروعات زيادة صادرات الغاز المسال الأميركي -عام 2018- مع نمو القدرة التصديرية لما يصل إلى 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا.

أما الآن ومع تربع أميركا على عرش قائمة أكبر مُصدري الغاز المسال في العالم بنهاية 2023، سجلت القدرة التصديرية نموًا إلى 3 أضعاف، وكان يُخطط لزيادة هذه الأحجام مع إدخال المشروعات الجديدة حيز التشغيل، تمهيدًا لتسجيل أرقام قوية بحلول 2030.

ويكشف الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- عن حجم الصادارت الأميركية من الغاز المسال، من عام 2019 حتى 2023:

صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال

أوروبا وآسيا في خطر

على الجانب الآخر من محاولة جو بايدن إرضاء نشطاء المناخ عبر تعليق مشروعات محطات الغاز المسال، زادت المخاوف الأوروبية التي حوّلت اعتمادها على الغاز الروسي باتجاه أميركا.

ومنذ اندلاع الحرب الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، تسابقت أميركا وأوروبا في فرض عقوبات على صادرات الطاقة من موسكو، وباتت القارة العجوز في مأزق لتلبية الطلب المتعثر من خطوط الأنابيب الروسية.

وبالإضافة إلى ذلك، تحاول الأسواق الآسيوية تقليص استهلاكها للفحم، وزادت أحجام الشراء من صادرات الغاز المسال الأميركية.

وسعى نشطاء المناخ لوقف أكبر محطة غاز مسال في البلاد -مشروع كالكيسيو باس 2 (CP2) التابع لشركة فينشر غلوبال (Venture Global)، المهم لزيادة حجم الصادرات للدول الأوروبية والآسيوية- لكن شككوا في توقفه دون موافقة الهيئات التنظيمية.

ومن شأن الغموض المحيط بمصير المشروع إلحاق ضرر واسع النطاق بألمانيا، التي تشكل نصف سعة تعاقدات مشروع سي بي 2، ما يشكك في إمكان اعتماد حلفاء أميركا على صادراتها من الغاز المسال.

ويحتمل أن يشمل قرار بايدن بالتعليق -حتى الآن- تأثر 4 مشروعات من ضمنها مشروع سيمبرا إنفراستراكشر (Sempre Infrastructure) الذي تعول عليه الشركة المالكة بوصفه وسيلة لتزويد الحلفاء بالإمدادات والتخلص من الفحم كثيف الكربون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هل هذا الاجراء يؤدي الى رفع أسعار الغاز الاميركي أو الى خفضها ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق