البرد يضرب صناعة النفط في أميركا.. إنتاج داكوتا يهبط 650 ألف برميل يوميًا
ضربت موجة البرد الشديدة صناعة النفط في أميركا، إذ خفضت معدلات الإنتاج في عدد من الولايات، بالتزامن مع تعطّل بعض المصافي وانقطاع الكهرباء على مناطق واسعة.
إذ أغلقت العاصفة الشتوية شديدة البرودة مصفاة على ساحل خليج المكسيك في تكساس أمس الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني (2024)، وتسببت في حدوث أعطال بمصفاة أخرى وخفض إنتاج النفط في داكوتا الشمالية إلى النصف، مع تساقط الثلوج والأمطار على مساحة واسعة من البلاد، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتعطلت مصفاة تكرير النفط في بورت آرثر بولاية تكساس التي تبلغ طاقتها 238 ألف برميل يوميًا، إثر انقطاع التيار الكهربائي صباح الثلاثاء، بعد أن تسببت عاصفة شتوية في انخفاض شديد بدرجات الحرارة على ساحل الخليج الأميركي.
ودفعت الظروف الجوية القاسية إلى خفض إنتاج النفط في أميركا بشكل كبير في منطقة النفط الصخري، مما أدى إلى تراجع الإنتاج بمئات الآلاف من البراميل.
إنتاج النفط في داكوتا الشمالية
انخفض إنتاج النفط في داكوتا الشمالية بمقدار النصف أمس الثلاثاء، بسبب الطقس شديد البرودة والتحديات التشغيلية، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وتشير التقديرات إلى تراجع إنتاج النفط بما يتراوح بين 600 ألف و650 ألف برميل يوميًا، وفقًا لهيئة خط أنابيب داكوتا الشمالية.
تُظهر أحدث الأرقام المتاحة لشهر أكتوبر/تشرين الأول أن متوسط إنتاج النفط في داكوتا الشمالية بلغ 1.24 مليون برميل يوميًا، بانخفاض طفيف عن 1.28 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول، بسبب تساقط الثلوج في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى تقليص بعض الإنتاج.
وكان إنتاج النفط في داكوتا الشمالية قد سجل أعلى مستوياته عند 1.52 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قبل أزمة كورونا مباشرة.
وزادت العاصفة من معاناة داكوتا الشمالية، إذ توقعت السلطات خسارة 280 ألف برميل يوميًا من الإنتاج، مقارنة بما يصل إلى 650 ألف برميل يوميًا، التي وصلت إليها أمس الثلاثاء.
ويعاني إنتاج الغاز الطبيعي في داكوتا الشمالية من العاصفة الشديدة، إذ تتوقع الولاية انخفاض الإنتاج بمقدار 1.6 مليار قدم مكعبة يوميًا، إلى 1.8 مليار قدم مكعبة يوميًا.
مصافي النفط في أميركا
أثّرت العاصفة الشتوية تأثيرًا كبيرًا في مصفاة توتال إنرجي في بورت آرثر (Port Arthur) بولاية تكساس، التي أُغلِقَت يوم الجمعة الماضي، بسبب خلل في وحدة التكسير الحفزي المنتجة للبنزين.
وأدت العاصفة الشتوية الآن إلى انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن المصفاة التي تبلغ طاقتها 238 ألف برميل يوميًا، وتعدّ واحدة من أكبر منصات التكرير والبتروكيماويات التابعة لشركة توتال إنرجي.
من جانبها، أعادت شركة إكسون موبيل وحدة تكسير حفازة لإنتاج البنزين ووحدة فحم في مصفاة تكريرها التي تبلغ طاقتها 564.44 ألف برميل يوميًا في ضاحية بايتاون في هيوستن بولاية تكساس، إلى التشغيل الطبيعي، بعد عطل حدث عندما عبرت موجة برد شديدة المنطقة مساء الإثنين الماضي.
وقالت شركة "فلينت هيلز ريسورسيز"، إن مصفاتها البالغة طاقتها 343 ألف برميل يوميًا في كوربوس كريستي بولاية تكساس تأثرت كثيرًا بالطقس البارد على غير المعتاد، خاصة في مصنعها الغربي، إذ تأثّرت أجهزة تشغيل المعدّات بسبب الأمطار المتجمدة خلال الليل.
كما أعلنت شركة ديليك عطلًا بسبب درجات الحرارة الباردة يوم الأحد، في مصفاتها البالغة طاقتها 73 ألف برميل يوميًا في بيغ سبرينغ بولاية تكساس.
وبدأت شركة فاليرو إنرجي (Valero Energy) إصلاحًا مخططًا لوحدة تقطير الخام الكبيرة في مصفاتها البالغة طاقتها 335 ألف برميل يوميًا في بورت آرثر يوم الإثنين، إذ من المقرر أن يستغرق العمل 45 يومًا.
وأخطرت شركة فاليرو الجهات التنظيمية يوم الأحد بعد حدوث اضطرابات في مصفاة ماكي، البالغة طاقتها 195 ألف برميل يوميًا في صنراي بولاية تكساس.
الطلب على الغاز
سجل الطلب على الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة لأغراض التدفئة وتوليد الكهرباء مستوى قياسيًا مرتفعًا أمس الثلاثاء، بعد يوم من انخفاض إمدادات الغاز الطبيعي إلى أدنى مستوى في 13 شهرًا تقريبًا، مع تجميد الآبار بسبب الطقس القطبي في معظم أنحاء البلاد.
واستيقظ ملايين الأميركيين أمس الثلاثاء على ثلوج وأمطار متجمدة ودرجات الحرارة شديدة البرودة، إذ اجتاحت موجة برد شديدة معظم أنحاء الولايات المتحدة، مما أدى إلى إغلاق الولايات المتحدة مصفاة ساحل الخليج في تكساس وخفض إنتاج النفط في داكوتا الشمالية إلى النصف.
وخفض مشغّل شبكة الكهرباء في تكساس، مجلس الاعتمادية الكهربائية في تكساس "إركوت" (ERCOT)، توقعاته لذروة الطلب يوم الثلاثاء، وحشد ما يكفي من إمدادات توليد لتلبية الطلب المرتفع للغاية.
يعدّ الطقس القاسي تذكيرًا بالتجميد الذي حدث في فبراير/شباط 2021، الذي ترك الملايين في تكساس وولايات أخرى في وسط الولايات المتحدة دون كهرباء وماء وتدفئة لعدّة أيام، وأدى إلى وفاة أكثر من 200 شخص.
خلال مدة التجميد في شهر فبراير/شباط، استخدمت شركة إركوت انقطاعات التيار الدورية لمنع انهيار الشبكة بعد توقّف كمية كبيرة بشكل غير عادي من التوليد، ويرجع ذلك جزئيًا إلى نقص الوقود.
وتراجع إنتاج الغاز الأميركي بمقدار 14.9 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال الأسبوع الماضي ليصل إلى 92.8 مليار قدم مكعبة يوميًا يوم الإثنين، وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى عمليات التجميد.
لكن هذا الانخفاض كان صغيرًا مقارنة بخسائر إمدادات الغاز بنحو 19.6 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال عاصفة الشتاء إليوت في ديسمبر/كانون الأول 2022، و20.4 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال مدة التجميد في فبراير/شباط 2021.
موضوعات متعلقة..
- النفط في أميركا اللاتينية.. 3 سيناريوهات متوقعة للإنتاج والصادرات (تقرير)
- سعة تكرير النفط في أميركا ترتفع للمرة الأولى خلال 3 سنوات (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- سعر البنزين في مصر 2024 يتجه إلى زيادة جديدة
- إنتاج النفط في الجزائر يتراجع للشهر الثاني على التوالي
- خبير أوابك: أسعار الغاز لم تتأثر بأزمة الناقلات القطرية.. وهذه أبرز الأسباب