التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

النفط في أميركا اللاتينية.. 3 سيناريوهات متوقعة للإنتاج والصادرات (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج النفط في أميركا اللاتينية قد يرتفع إلى 11 مليون برميل يوميًا
  • تحقيق التعهدات المناخية يرفع صادرات النفط مع انخفاض الطلب المحلي
  • غايانا والبرازيل تقودان نمو إنتاج النفط العالمي في سيناريو التعهدات المناخية
  • إنتاج غايانا من النفط قد يرتفع بأكثر من مليون برميل يوميًا

رغم إمكانات النفط في أميركا اللاتينية وتوقعات نجاح دول القارة في زيادة الإنتاج وصادراتها من الخام، فإن هناك مخاوف من مخاطر كبيرة قد يتعرض لها أيّ مشروع نفطي جديد، وسط التوجه نحو خفض الانبعاثات.

ويرى تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن عنصر أمن الطاقة، الذي برز بشكل كبير مع الحرب الروسية الأوكرانية، دفع العديد من الدول نحو تنويع مصادر وارداتها من الوقود الأحفوري، وهو ما يمثّل فرصة أمام نفط أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي للإسهام في تنويع المعروض العالمي من الخام.

ومع ذلك، حذّر التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية من أن أيّ مشروعات نفطية جديدة قد تتعرض لمخاطر ينبغي وضعها في الحسبان، مع إدراك المشاركين بقطاع النفط في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي احتمال الفشل في استرداد تكاليف هذه المشروعات.

3 سيناريوهات لقطاع النفط في أميركا اللاتينية

استعرضت وكالة الطاقة الدولية 3 سيناريوهات محتملة حول قطاع النفط في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، اتفق سيناريوهان منها على توقعات زيادة إنتاج الخام ونمو الصادرات، بقيادة غايانا والبرازيل.

وفي سيناريو الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ترى وكالة الطاقة أن نجاح تطبيق السيناريو يعني تراجع الطلب العالمي على الوقود الأحفوري، ما يدل على أنه لا توجد حاجة لتنفيذ مشروعات جديدة للنفط والغاز، ما أثّر سلبًا في الإنتاج والصادرات.

ويؤكد ذلك ضرورة أن تدرك الجهات المشاركة بقطاع النفط في أميركا اللاتينية، عند تنفيذ مشروعات نفطية جديدة، أنها قد تواجه مخاطر كبيرة وتفشل في استرداد تكاليفها الأولية.

منصة حفر
منصة حفر - الصورة من رويترز

وتزداد إمدادات النفط في دول أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي من أكثر من 8 ملايين برميل يوميًا عام 2022، إلى 11 مليون برميل يوميًا بحلول 2030، وفق سيناريو السياسات الحالية، و10 ملايين برميل يوميًا، في سيناريو التعهدات المناخية المعلنة، ما يرفع الصادرات.

وفي سيناريو السياسات الحالية، من المتوقع أن ترتفع صادرات أميركا اللاتينية من النفط إلى 3 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2035، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتقدّر وكالة الطاقة في ذلك السيناريو أن يتجاوز إنتاج النفط في أميركا اللاتينية نمو الطلب المحلي، وهو ما يعزز صادراتها من الخام، لتمثل 3% من معروض الخام العالمي.

وتعدّ دول أميركا اللاتينية في الوقت الراهن مصدرًا صافيًا للنفط، إذ بلغت إمداداتها للسوق العالمية من الخام خلال العام الماضي نحو 600 ألف برميل يوميًا، أي ما يمثّل 0.6% من إنتاج النفط العالمي.

وعلى صعيد سيناريو التعهدات المناخية المعلنة، يمكن أن يشهد النفط في أميركا اللاتينية ارتفاعًا في الإنتاج، وبدوره تصدير المزيد من الخام للسوق العالمية.

وفي حال تحقيق هذا السيناريو، من المتوقع أن يرتفع صافي صادرات النفط في أميركا اللاتينية إلى أكثر من مليوني برميل يوميًا بحلول 2035.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية في ذلك السيناريو، أن تحقق كل من البرازيل وغايانا أكبر زيادة في صادرات النفط العالمية بحلول عام 2035، لتأتي في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي، بعد الولايات المتحدة.

ومن المقدّر -بحسب السيناريو- أن تكون غايانا والبرازيل أكبر دولتين في العالم من حيث نمو إنتاج النفط بحلول عام 2035، إذ سيرتفع إجمالي إنتاجهما معًا بمقدار 2.5 مليون برميل يوميًا، ومن المتوقع تصدير معظمه.

طفرة إنتاج النفط في غايانا

من المتوقع أن تنجح غايانا في زيادة إنتاجها من النفط بما يتجاوز مليون برميل يوميًا بحلول عام 2035، مقارنة مع 0.3 مليون برميل يوميًا في 2022، وفق سيناريو التعهدات المناخية المعلنة.

وعدّت وكالة الطاقة الدولية تلك الزيادة أكبر زيادة في العالم، وتعادل -تقريبًا- الزيادة الإجمالية في إنتاج النفط لدولة الإمارات على مدى 12 عامًا.

ويوضح التقرير أن موارد النفط الضخمة البحرية المكتشفة في غايانا مثّلت نحو 20% من إجمالي النفط العالمي المكتشف خلال المدة من 2015 حتى 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

يشار إلى أن احتياطيات النفط الضخمة، التي توصلت إليها غايانا في حقل ليزا منذ عام 2015، جعلتها واحدة من أبرز المصادر الرئيسة لإمدادات النفط العالمية، لتتبعها بتحقيق المزيد من الاكتشافات.

ومع التعداد السكاني لدولة غايانا، الذي يقلّ عن مليون نسمة تقريبًا، من المتوقع أن توجّه كل زيادة في إنتاج النفط إلى التصدير، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تحسين تنوع إمدادات النفط عالميًا.

وخلال المدة من 2020 حتى 2022، نجحت غايانا في مضاعفة صادراتها النفطية 4 مرات، مع توجيه نصف الشحنات خلال العام الماضي إلى الدول الأوروبية، ليحلّ بديلًا عن الخام الروسي.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع استثمارات النفط والغاز في غايانا إلى أكثر من 10 مليارات دولار بحلول عام 2030.

ماذا عن إنتاج النفط في البرازيل؟

في السياق نفسه، من المتوقع -وفق سيناريو التعهدات المناخية- أن تحقق البرازيل ثاني أكبر زيادة في إنتاج النفط عالميًا بحلول عام 2035، إذ سيرتفع بمقدار مليون برميل يوميًا، ومن المرجّح تخصيصه للتصدير.

ناقلة نفط
ناقلة نفط - الصورة من وكالة الطاقة الدولية

ومنذ عام 2016، تعدّ البرازيل أكبر منتج بقطاع النفط في أميركا اللاتينية، لتتجاوز كلًا من فنزويلا والمكسيك، مع توقعات أن تظل متصدّرةً دولة المنطقة حتى عام 2050، وفقًا لسيناريو السياسات المناخية المعلنة.

وتعدّ كل من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين أسواقًا تصديرية رئيسة للنفط البرازيلي خارج أميركا اللاتينية.

ومن المحتمل -أيضًا- أن تتجه الأرجنتين إلى زيادة إنتاجها النفطي بناءً على ظروف السوق وتكاليف إنتاج النفط، كما تستطيع فنزويلا زيادة إنتاجها وتصديره في حالة رفع العفويات الأميركية المفروضة عليها نهائيًا، بعد أن خففتها الولايات المتحدة مؤخرًا لمدة 6 أشهر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق