التقاريرتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

أمين عام أوابك: الدول المصدرة للنفط لا تملك الموارد الكافية للاستثمار

أحمد بدر

يرى أمين عام أوابك المهندس جمال عيسى اللوغاني، أن المكانة التي تتبوؤها الدول الأعضاء في المنظمة على خريطة النفط العالمية "هي مكانة متميزة"، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن موارد هذه الدول لا تكفي للاستثمار في قطاع النفط والغاز.

وأوضح الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، في كلمة خلال قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد 2024، حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة، وألقاها نيابة عنه مدير الإدارة الاقتصادية، المشرف على إدارة الإعلام والمكتبة عبدالفتاح داندي، أن ليبيا من 3 دول أسست المنظمة في يناير/كانون الثاني (1986).

وأضاف أمين عام أوابك أن ليبيا تؤدي دورًا فعالًا في جميع أنشطة المنظمة، وتملك حصصًا مقدَّرة في الشركات الـ4 المنبثقة عنها، وهي الشركة العربية البحرية لنقل البترول في الكويت، والشركة العربية لبناء وإصلاح السفن في البحرين، والشركة العربية للاستثمارات البترولية في السعودية، وشركة الخدمات البترولية في ليبيا.

قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد 2024

تستحوذ دول منظمة أوابك على الجزء الأكبر من الاحتياطيات العالمية المؤكدة من النفط والغاز، وما تنتجه وتصدّره للأسواق العالمية، وذلك بحسب تصريحات الأمين العام المهندس جمال اللوغاني.

وفيما يتعلق باحتياطيات دول أوابك المؤكدة من النفط الخام، أوضح اللوغاني أنها بلغت 718.8 مليار برميل، أي ما يشكّل 55.2% من الإجمالي العالمي لعام 2022، لافتًا إلى أن ليبيا تستحوذ على حصة تبلغ 6.7% من إجمالي احتياطيات أوابك.

وبالنسبة للنفط الخام، فإن إنتاج دول أوابك سجل 24.1 مليون برميل يوميًا، أي ما يمثّل 33% من الإجمالي العالمي، وتستحوذ ليبيا -بالرغم من تذبذب إنتاجها بين الحين والآخر- على 4.1% من إجمالي إنتاج دول المنظمة.

يقول أمين عام أوابك إن النفط الليبي يتمتع بكونه خامًا خفيفًا ذا محتوى كبريتي منخفض جدًا، ما يناسب العديد من المصافي وخاصة الأوروبية، كما تتمتع ليبيا بموقع جغرافي متميز، لقربها من أسواق أوروبا التي من المتوقع أن تشهد تزايدًا في الطلب على النفط والغاز مستقبلًا، ما يتيح الفرصة لتطوير قطاع الطاقة الليبي لتوفير الإمدادات لتلك الأسواق، لا سيما أنها ما زالت تتمتع بإمكانات نفطية وغازية هائلة.

كلمة الأمين العام لمنظمة أوابك في قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد 2024
المهندس عبدالفتاح داندي يلقي كلمة الأمين العام لمنظمة أوابك في قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد 2024

وفيما يخص الغاز الطبيعي، أوضح أمين عام أوابك أن احتياطيات دول المنظمة منه قد بلغت نحو 55.7 تريليون متر مكعب، ما يمثّل 26.5% من الإجمالي العالمي، في حين بلغت حصة ليبيا من إجمالي احتياطيات أوابك الغازية نحو 2.7%.

وفي شأن إنتاج دول أوابك من الغاز الطبيعي، بلغ نحو 624 مليار متر مكعب، ممثلة 15% من الإجمالي العالمي، واستحوذت ليبيا على حصة 2.6% من إجمالي إنتاج دول المنظمة، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

استثمارات النفط والغاز العالمية

أوضح أمين عام أوابك المهندس جمال عيسى اللوغاني أن المنظمات والهيئات المتخصصة في مجال الطاقة تتوقع تلبية معظم الزيادة في احتياجات العالم الطاقية لعقود قادمة من النفط والغاز، اللذين قد يستحوذان على 53.7% في مزيج الطاقة المستهلكة عالميًا حتى عام 2045.

وأضاف: "بفضل ما تمتلكه دول المنظمة من احتياطيات وتكاليف إنتاج منخفضة نسبيًا، مقارنة بمناطق الإنتاج الأخرى، من المتوقع أن تتزايد مساهمة الـ6 دول العربية الأعضاء في أوبك وأوابك من إمدادات النفط الخام العالمية من 31.3% حاليًا إلى نحو 36.5% بحلول 2045".

وقال المهندس جمال اللوغاني خلال قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد 2024، إن هذه التوقعات تضع الدول المنتجة والمصدّرة للنفط أمام تحدٍّ كبير، لأداء دورها المأمول في توفير تلك الاحتياجات، عبر ضخ استثمارات بمستويات غير مسبوقة، لتلبية النمو المتوقع في الطلب على الطاقة، وضمان أمن الطاقة، وبالطبع خفض الانبعاثات.

وتابع: "الحقيقة المحزنة أن هناك أكثر من 700 مليون نسمة لا يمكنهم الوصول إلى الكهرباء، و2.4 مليار نسمة يستعملون أنظمة للطاقة غير كفؤة ومضرة للصحة وملوثة للبيئة"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يشار إلى أن أمين عام أوابك، المهندس جمال اللوغاني، كان قد تطرّق إلى مسألة خفض الانبعاثات ومكافحة تغير المناخ خلال حوار سابق له مع منصة الطاقة المتخصصة، إذ أشار إلى أن الدول المنتجة والمصدّرة للنفط والغاز تواجه تحديات مستقبلية، تتمثّل في كيفية بناء أنظمة طاقة مستدامة وموثوقة، ما يتطلب توازنًا بين أهداف خفض الانبعاثات، وتوافر الطاقة والقدرة على تحمّل تكاليفها، فضلًا عن أمن الطاقة.

وأردف: "بعض الدول المنتجة للنفط تطبّق المعايير الدولية للحفاظ على بيئة خالية من الملوثات، وتستعمل تكنولوجيات للحصول على نوعية من الوقود والطاقة منخفضة الانبعاثات، ولذلك لا يمكن الإصرار على الربط بين بيئة خالية من الانبعاثات واستهلاك الوقود الأحفوري، وبالأخص النفط الخام والغاز".

هل تملك دول أوابك الإمكانات الكافية؟

أكد المهندس جمال اللوغاني ضرورة زيادة الطاقة الإنتاجية من النفط، للحفاظ على حصص أوابك في السوق، واستقرار أسعار، وبقائه مصدرًا رئيسًا للطاقة، وهو ما يقود للحديث عن تحديات، أبرزها ما أوردته منظمة أوبك في تقريرها الأخير.

وكان التقرير العالمي قد أشار إلى أن إجمالي استثمارات صناعة النفط المطلوبة لتلبية الطلب العالمي بين عامي 2023 و2045 يبلغ 14 تريليون دولار، أي نحو 610 مليار دولار سنويًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

المهندس عبدالفتاح داندي يلقي كلمة الأمين العام لمنظمة أوابك في قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد 2024
المهندس عبدالفتاح داندي يلقي كلمة الأمين العام لمنظمة أوابك في قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد 2024

وطالب المهندس جمال اللوغاني دول أوابك بمواجهة هذه التحدي بطرق مختلفة، تتراوح بين إشراك القطاع الخاص أو جذب الاستثمارات الأجنبية أو التمويل الحكومي في ضوء التطورات في أسواق النفط العالمي، موضحًا أنه من غير المتوقع أن يكون لدى الدول المصدّرة للنفط الحافز المالي أو الموارد الكافية للاستثمار في توسعة طاقاتها الإنتاجية، في ظل سوق متقلبة ومتأرجحة.

وأرجع ذلك إلى الكلفة العالية لتوسعة الطاقة الإنتاجية من جهة، وعدم التأكد من توفر الطلب والسعر المناسب من جهة أخرى، وهو ما تؤكده سياسات دول أوابك المنتجة للنفط، عبر دورها في منظمة أوبك وسعيها لتحقيق معادلة سعرية مناسبة، تفاديًا لحصول تذبذب كبير في الأسعار.

وتوقّع تقرير أوبك، الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2023، أن يرتفع الطلب العالمي على النفط إلى 106 ملايين برميل يوميًا في 2025، قبل أن يرتفع إلى 116 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2045، بالمقارنة مع 99.6 مليون برميل يوميًا مسجلة في 2022.

وقالت المنظمة، في تقريرها الذي جاء بعنوان "آفاق النفط العالمية 2023"، إن الطلب العالمي على الطاقة سيرتفع بنسبة 23% حتى عام 2045، مدفوعًا بالطلب من خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، متوقعة ارتفاع إنتاجها النفطي إلى 37.7 مليون برميل يوميًا على المدى المتوسط، قبل أن يبلغ 46.1 مليون برميل يوميًا في 2045.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق