تقارير النفطالتقاريررئيسيةنفط

تحميل أول ناقلة نفط عملاقة بنظام التسعير الموحد يُفجر أزمة تكاليف الشحن

من منطقة غرب السويس لتفريغها في الصين

هبة مصطفى

بدأ سريان نظام التسعير الجديد الموحد على أول ناقلة نفط عملاقة للعام الجاري 2024، في منطقة غرب السويس، الذي يفوق معدل أسعار العام الماضي 2023، ما يُشير إلى ارتفاع في أسعار الشحن وسوق ناقلات الخام، حسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتأتي تلك الخطوة في ظل قلق حول مستقبل الشحن البحري خلال العام الجاري، بعدما تسبّبت هجمات الحوثيين في تحويل مسار عدد من الناقلات عن البحر الأحمر، ومن جانب آخر قد تدفع أسعار الشحن المرتفعة نحو زيادة أسعار النفط.

وتضم سوق ناقلات النفط الضخمة، ناقلات من طراز في إل سي سي (VLCC)، تسع ما بين 200 و320 ألف طن، وناقلات من طراز سويس ماكس (Suezmax) التي تسع ما بين 120 و180 ألف طن، وناقلات من طراز أفراماكس (Aframax) التي تسع ما بين 75 و120 ألف طن.

نظام تسعير 2024

حُمّلت أول ناقلة نفط عملاقة، وفق تسعير 2024 التابعة لشركة "سينوكيم" الصينية (Sinochem)، مساء يوم 8 يناير/كانون الثاني الجاري، وبلغت حمولة الناقلة -التي أُطلق عليها "فرونت إيرا"- 260 ألف طن متري.

ومن المقرر تفريغ حمولة الناقلة في الصين بحلول المدة من 4 إلى 6 فبراير/شباط المقبل، وفق شروط التعاقد على عملية الشحن -المعروف باسم (LayCan)- التي تتضمن إطارًا زمنيًا محددًا متوقعًا لموعد وصول الناقلة إلى ميناء الرسو والتفريغ.

ناقلة نفط من طراز سويس ماكس
ناقلة نفط من طراز سويس ماكس - الصورة من Poder Naval

وقُدّر سعر شحن حمولة أول ناقلة نفط عملاقة (VCLL) من منطقة غرب السويس، بنظام التسعير الموحد، وفق الميزان الدولي (Worldscale) الذي يُحدد تكلفة الشحن عبر الناقلات وفق معادلة تتضمّن (مسار الرحلة، ونوع الناقلة) لتحديد سعر شحن الطن الواحد.

وقدّرت بلاتس قيمة الشحن على الناقلة المتجهة، عبر طريق غرب أفريقيا إلى الصين، بنحو 72.5% من هذه النسبة، وفق ما ذكرته منصة ستاندرد أند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).

ويكشف نظام الأسعار الجديد الموحد، مع انطلاق أول ناقلة نفط عملاقة من غرب السويس، عن فارق كبير بين الأسعار الموحدة لعام 2024، والعام الماضي، الذي دفع انخفاض أسعار الوقود نحو هبوط أسعاره مقارنة بالعام السابق له (2022).

تداعيات أسعار الشحن

رغم الاعتماد على نظام تسعير ثابت لشحن الناقلات فإن بيانات كشفت عن اتخاذ أسعار الشحن منحنى صعوديًا منذ مطلع العام الجاري، وقُدرت أسعار الشحن في طريق "غرب أفريقيا-الشرق الأقصى" الذي يربط غرب أفريقيا ببلدان شرق قارة آسيا.

وحُمّلت أول ناقلة نفط عملاقة من غرب السويس بنظام الأسعار الموحد لعام 2024، لكن هذا لم يمنع أسعار شحن الناقلات من الارتفاع.

وسجل طريق "غرب أفريقيا-الشرق الأقصى" زيادة في أسعار الشحن بمعدل 4.08 دولارًا/طن متري، إذ قفزت من 21.69 دولارًا/طن متري في 2 يناير/كانون الثاني الجاري إلى 25.77 دولارًا في 8 من الشهر ذاته.

ولم يقتصر الأمر على ناقلات النفط العملاقة من طراز "VLCC" فقط، إذ تكرر الأمر ذاته مع أسعار الشحن في ناقلات "سويس ماكس" المنطلقة على طريق غرب أفريقيا.

وربما أسهم في ارتفاع مستويات الأسعار طفرة سوق الخليج الأميركي، ما دفع سمسار ناقلات نفط من طراز "في إل سي سي" إلى وصف السوق بـ"الملتهبة والمتفجرة"، نظرًا إلى اكتظاظ وازدحام الطلب على الشحن.

ويكشف الجدول أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- ترتيب أكثر طرق الشحن البحرية ازدحامًا:

أكثر طرق الشحن البحرية العالمية ازدحامًا

أسعار شحن موحدة.. أم مرتفعة؟

جرى تحميل ناقلة سي جاغوار (Sea Jaguar) من طراز "أفراماكس" لصالح شركة يونيبك الصينية (Unipec)، في 2 يناير/كانون الثاني، بحمولة قدرها 80 ألف طن متري.

وسُعّرت الحمولة -وفق نظام التسعير الموحد للعام الجاري- بسعر بسعر 150%، من الميزان العالمي (Worldscale)، ومقرر تفريغ حمولتها في 11 من الشهر ذاته.

وحمّلت شركة توتال إنرجي (Total Energies) الناقلة كارافاس (Karavas) بنحو 80 ألف طن متري من الجزائر، بسعر 160% من الميزان العالمي.

وتعليقًا على تحميل أول ناقلة نفط عملاقة بنظام التسعير الموحد في 2024 وحالة ارتفاع أسعار الشحن المتفجرة من بداية العام الجاري، قال سمسار ناقلات النفط الكبيرة إن 8 شحنات لم يجرِ تحميلها من الخليج الأميركي رُصدت في 5 يناير/كانون الثاني الجاري.

وبالإضافة إلى ذلك، ما زالت 3 شحنات عالقة في أميركا الجنوبية وتترقب ناقلات نفط للتحميل، و3 شحنات في طريق غرب أفريقيا، وشحنتان في الخليج العربي.

ولا يمكن فصل الارتفاع في أسعار الشحن -الذي ظهر جليًا في تحميل أول ناقلة نفط عملاقة بنظام السعر الموحد من غرب السويس إلى الصين- عن الأحداث الجيوسياسية وهجمات الحوثيين على بعض السفن مؤخرًا.

وأجبرت هذه الهجمات عددًا من الناقلات على تغيير مسارها وتأخرها لأسابيع عدة، ما يفسر جانبًا من أسباب ارتفاع تكلفة الشحن بالنظر إلى الميزان العالمي (Worldscale) الذي يبني تسعيره على طول مسافة إبحار الناقلات ونوعها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق