نفطتقارير النفطتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

صناعة البتروكيماويات تواجه تحديات ارتفاع أسعار الشحن في 2023 (تقرير)

ملاك السفن يتهرّبون من العقود الآجلة

عمرو عز الدين

تستعد صناعة البتروكيماويات العالمية لاستقبال مزيد من الضغوط خلال العام المقبل (2023)، وسط توقعات بتصاعد أزمة أسعار الشحن الفوري للسفن.

ويتوقع مستأجرو السفن ومالكوها تزايد الضغوط على قطاع شحن البتروكيماويات من آسيا إلى أوروبا وأميركا خلال النصف الأول من العام المقبل على الأقل، وفقًا لمنصة إس بي غلوبال المتخصصة في رصد حركة السلع العالمية (S&P Global).

وتأثرت صناعة البتروكيماويات بضغوط شديدة خلال عام 2022، بسبب ارتفاع أسعار الشحن منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي أربكت سلاسل الإمداد العالمية وأدت إلى اضطراب قطاعات الشحن كاملة على مستوى العالم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

مفاوضات شاقة مع ملاك السفن

صناعة البتروكمياويات في العالم
إحدى سفن الشحن - الصورة من موقع أوفشور إنرجي

يُجري مستأجرو السفن مفاوضات شاقة مع مالكي السفن في الوقت الحالي حول تكاليف عقود الشحن وشهادات توثيق البرامج بالنسبة إلى العام المقبل، وسط أجواء مشحونة بالقلق وعدم اليقين.

شهادة توثيق البرامج "سي أو إيه" مصطلح متداول في قطاع الشحن العالمي، ويعني حصول مستأجري السفن على سند مكتوب من ملاك السفن بضمان شغل جزء أو كل المساحة المخصصة لنقل البضائع على متن السفينة خلال رحلة محددة أو مدة زمنية محددة، نظير مقابل مالي يُحتسب على الطن.

ويعني صدور هذه الشهادة من ملاك السفن أنهم مشاركون في تحمّل مخاطر تأخر الشحن مع المستأجرين، وهو أمر بات محل تهرب أو مزايدة من الملاك منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

40 دولارًا زيادة في الشحن

يشكو أحد تجار المواد العطرية من كوريا الجنوبية ارتفاع أسعار شهادة توثيق البرامج للسفن المبحرة من كوريا إلى شمال الصين بمعدل 4 دولارات لكل طن متري في الطرود التي تبلغ حجمها 5 آلاف طن متري.

كما ارتفعت أسعار شهادة التوثيق لصالح السفن المغادرة من كورويا الجنوبية إلى الخليج الأميركي من 60 دولارًا إلى 100 دولار لكل طن متري خلال عام 2022.

ويؤثر هذا بشدة في صناعة البتروكيماويات العالمية، إذ غالبًا ما تشحن المنتجات الكيماوية في طرود صغيرة على متن سفن أكبر.

الأسعار الفورية مشتعلة

كما شهدت سوق الشحن الفوري ارتفاعات مماثلة في الأسعار خلال عام 2022، وسط توقعات حذرة لأسعارها خلال العام المقبل، وفقًا لحركة النشاط التجاري في الصين وأكبر الدول الآسيوية المصنعة.

وانخفض معدل الشحن الفوري للطرود التي تحوي 3 آلاف طن متري إلى 43 دولارًا في 13 ديسمبر/كانون الأول 2022.

ويقل هذا المستوى بواقع 11 دولارًا عن أعلى مستوى سجله الشحن الفوري خلال المدة من 20 إلى 22 يونيو/حزيران 2022، إذ لامس السعر 56 دولارًا للطرد المنطلق من كوريا الجنوبية إلى شرق الصين.

رغم ذلك ما يزال السعر المسجل في 13 ديسمبر/كانون الأول 2022، أعلى من نظيره خلال المدة نفسها من العام الماضي 2021، إذ سجل 38 دولارًا للطن المتري.

في السياق نفسه، ارتفعت أسعار الشحن الفوري طويل المسافة من كوريا الجنوبية إلى الخليج الأميركي بنسبة 152%، لتسجل 164 دولارًا للطن المتري في 13 ديسمبر/كانون الأول 2022، مقارنة بنحو 65 دولارًا للطن المتري خلال المدة نفسها من 2021.

زيت النخيل يضاعف الأزمة

أسهم ارتفاع الطلب على سفن الشحن من قبل قطاع زيت النخيل في دول جنوب شرق آسيا في زيادة أسعار الشحن البحري، بسبب نقص المعروض من السفن، في ظل طلب عالمي متزايد على زيت النخيل.

صناعة البتروكيماويات في العالم
زيت النخيل في ماليزيا، الصورة من بلومبرغ

وشهد قطاع الشحن العالمي في عام 2022 مزاحمة شديدة على نقل المنتجات البترولية من قبل ناقلات البتروكيماويات متوسطة الحجم وكبيرة، ما أدى إلى نقص المعروض في قطاع نقل الكيماويات بسبب ارتفاع تكاليف شحنها.

ومن المتوقع أن يتقلص أسطول السفن المتخصصة في نقل البتروكيماويات خلال العام المقبل، ما قد يضيف مزيدًا من الأعباء على الصناعة، وفقًا لرئيس شركة ستولت النرويجية التي تدير أسطولًا مكونًا من 164 سفينة.

ويقول رئيس الشركة لوكاس فوس، إن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت في اضطراب سلاسل التوريدات، ما أدى إلى تضرر صناعة البتروكيماويات العالمية، بسبب لجوء السفن إلى استخدام طرق نقل أطول تكبدها مزيدًا من التكاليف لا تقوى على تحملها منفردة.

وأشار فوس إلى تضرر قطاعات الشحن في جميع أنحاء أوروبا من الحرب بسبب طول أوقات الإبحار غير المباشر من ميناء إلى آخر، ما أدى إلى احتياج السلعة الواحدة إلى أكثر من سفينة لنقلها خلافًا للظروف العادية.

وتوقع فوس أن تشهد آسيا تأثيرًا مشابهًا، ولكن بدرجة أقل من أوروبا التي تشتبك مع الحرب جغرافيًا واقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا، في حين تظل آسيا غير منخرطة في الحرب بصورة أو بأخرى.

التهرب من العقود الآجلة

يفضّل مالكو السفن في الأوقات المضطربة التعامل مع المستأجرين وفق الأسعار الفورية وليس العقود الآجلة، ما يهدد صناعة البتروكيماويات العالمية بمزيد من التكاليف مع تزايد الاضطرابات وحالة عدم اليقين بشأن مسارات الاقتصاد العالمي.

وتواجه صناعة البتروكيماويات تحديات أخرى في الوقت الراهن، أبرزها ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي أضعافًا مضاعفة منذ اندلاع الحرب الأوكرانية.

وتراجح شركة الأبحاث وود ماكنزي تأثر قطاع البتروكيماويات في أوروبا بارتفاع تكاليف الطاقة بصورة أكبر من آسيا، بسبب اضطرار الشركات الأوروبية إلى شراء الغاز من السوق الفورية المتوقع عدم توقفها عن الارتفاع في 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق