سياراتالتقاريرتقارير السياراترئيسية

السيارات الكهربائية في الصين تلبي الطلب على الكهرباء بحلول 2040

عبر تقنية "من المركبة إلى الشبكة"

أسماء السعداوي

يبدو أن السيارات الكهربائية في الصين على موعد مع خطوة جديدة، بعدما أصبح البلد الأسيوي أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.

وأصدرت كبرى جهات التخطيط توصيات لتوسيع رقعة انتشار تقنية الشحن من المركبة إلى الشبكة التي تسمح لبطاريات السيارات الكهربائية بإعادة الكهرباء إلى الشبكة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذه الحالة، فإن تلك البطاريات عالية التقنية لا تصبح أداة لتسيير السيارة فحسب، بل إنها ستعمل بمثابة خلايا تخزين احتياطية تستعملها الشبكة وقت الحاجة، ويحصل أصحابها على مقابل مادي أيضًا.

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، دخلت أكبر منطقة تجريبية لدمج السيارات الكهربائية بعملية تغذية الشبكة حيز التشغيل في مدينة ووشي بمقاطعة جيانغسو.

وطُبِّقت التجربة على 50 سيارة كهربائية؛ ما أسهم بتوفير ما إجماليه 2 ميغاواط إلى الشبكة، وهي كافية لإمداد 130 منزلًا بالكهرباء لمدة يوم كامل.

وباستعمال تقنية "من المركبة إلى الشبكة"، من الممكن أن تنجح السيارات الكهربائية في تلبية الطلب على الكهرباء بالكامل بحلول عام 2040.

وأنتجت الصين وحدها 64% من السيارات الكهربائية العالمية، واستحوذت على 59% من المبيعات العالمية في عام 2022.

ولأول مرة على أساس فصلي، تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية لشركة "بي واي دي" الصينية (BYD) العملاقة الأميركية "تيسلا" (Tesla) خلال الربع الأخير من 2023، لتصبح أكبر بائع للسيارات الكهربائية في العالم.

خطة السيارات الكهربائية في الصين

تخطط اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أكبر وكالات التخطيط الاقتصادي في الصين، لزيادة رقعة انتشار تقنية الشحن من المركبة إلى الشبكة، لتغذية الطلب على الكهرباء في ثاني أكبر بلدان العالم من حيث تعداد السكان.

وفي الأسبوع الماضي، قالت اللجنة، إنها ستختار 50 موقعًا لإجراء التجارب ذات الصلة في مناطق مثل شنغهاي والعاصمة بكين وقوانغدونغ وسيتشوان بحلول عام 2025 المقبل.

وبحلول 2030، تخطط اللجنة لتوحيد معايير التقنية وآليات السوق بأنحاء البلاد الشاسعة، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

وبحسب تقديرات منصة "نيو إنرجي فاينانس" (BloombergNEF)، ستمتلك السيارات الكهربائية في الصين القدرة الكافية لتلبية الطلب على الكهرباء في أوقات الذروة بحلول عام 2040، إذا كانت مزوّدة بتقنية "من المركبة إلى الشبكة".

تقنية "من المركبة إلى الشبكة"
تقنية "من المركبة إلى الشبكة" - الصورة من "current-news"

وتستعمل تقنية "من المركبة إلى الشبكة" محطات شحن ثنائية الاتجاه لدفع وسحب الكهرباء من -وإلى- السيارات الكهربائية.

ويمكن استعمال الكهرباء الفائضة في بطاريات السيارات بإنارة المنازل والمباني وأيّ شيء متصل بشبكة بالكهرباء.

ورغم أن التقنية تبدو بسيطة في ظاهرها، فإن تطبيقها يتطلب تقنيات ذكية معقدة؛ لأن محطات الشحن يجب أن تكون مزودة ببرنامج يتواصل مع الشبكة المركزية لتقييم الطلب الكلي في وقت محدد، بحسب تقرير نشرته منصة "إي في كونكت" (evconnect) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبالإضافة لتغذية الشبكة بالكهرباء، تساعد التقنية بتقليل التكلفة، والحدّ من تقلبات الأسعار، وترفع قدرات تخزين الطاقة المتجددة، كما تجعل توزيع الكهرباء أكثر كفاءة.

وتواجه التقنية عقبات كثيرة، لأن معظم محطات الشحن والسيارات الكهربائية "ليست ثنائية الاتجاه"، ويتطلب تحويلها استثمارات ضخمة.

خطوات على الطريق

حتى يمكنها تلبية الطلب الكامل على الكهرباء في أوقات الذروة بحلول 2040، ما يزال أمام السيارات الكهربائية في الصين طريق طويل من الإصلاحات وعمليات التطوير.

وعلى المدى القصير، تخطط لجنة التنمية والإصلاح إلى تجنّب شحن السيارات الكهربائية في الصين خلال أوقات ذروة الطلب، لأنها ترهق الشبكة التي ثبتت هشاشتها في السنوات الأخيرة، كما يتطلب الأمر حرق المزيد من مصادر الوقود الأحفوري لتلبية الاستهلاك.

وتتطلب التقنية توفير آليات تسمح للسيارات وسائقيها بمعرفة متى تكون إمدادات الكهرباء شحيحة أو وفيرة.

وعلى عكس كاليفورنيا وأستراليا التي لديها آلية تسعير فورية، لا تمتلك معظم المناطق في الصين ذلك، بل تعتمد على سعر ثابت طوال اليوم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق