التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

التغيرات المناخية تنشر الملاريا في كينيا.. وقارات العالم ليست بمأمن (فيديو)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • انتشار مرض الملاريا يثير الزعر في كينيا
  • تعاني كينيا من تدهور المنظومة الصحية اللازمة لمواجهة الملاريا
  • تسارع وتيرة التغيرات المناخية يساعد على انتشار الملاريا
  • بلغ عدد المصابين بالملاريا نحو 249 مليون حالة في جميع أنحاء العالم عام 2022
  • شهدت منطقة القرن الأفريقي فيضانات مدمرة في الآونة الأخيرة، نتيجة التغيرات المناخية

تثير التغيرات المناخية حالة من القلق الشديد، بعد أن أسهمت آثارها بانتشار وباء الملاريا على نطاق واسع في بلد يعاني -أصلًا- تدهورًا في منظومة البنية التحتية والخدمات في القطاع الصحي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ووجد تقرير حديث أن انتشار البعوض الناقل للملاريا قد وصل إلى مستويات مرتفعة جديدة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى خلال الأعوام الـ120 الأخيرة، في أعقاب الوتيرة المتسارعة لتغير المناخ حاليًا.

وقال منسق برنامج التغيرات المناخية في وكالة البيئة التابعة للأمم المتحدة ريتشارد مونانغ: "بينما تصبح الأماكن الباردة أكثر سخونة، فإننا نشهد معدلات انتشار زائدة بوباء الملاريا في تلك المناطق بسبب تكاثر البعوض"، خلال تصريحات أطلقها في شهر سبتمبر/أيلول (2023).

ويحذّر خبراء من أن القارات الأخرى تواجه هي الأخرى مخاطر مع تفاقم تغير المناخ.

وفي هذ الصدد أضاف مونانغ: "ما يحدث في أفريقيا سيمتد تدريجيًا إلى مناطق أخرى؛ لأنه في ظل التغيرات المناخية المقترنة بدرجات الحرارة المتغيرة، يهاجر البعوض الناقل للملاريا إلى مناطق أخرى مواتية".

حالات مرضية

مع ارتفاع درجة الحرارة عالميًا، يتنامى تأثير التغيرات المناخية في الأمراض المنقولة بوساطة النواقل، مثل الملاريا، وفق ما أورده موقع أفريكا نيوز (africanews).

وتسلّط حالة المزارع الكيني البالغ من العمر 76 عامًا ويلسون موتاي، الذي يسكن مقاطعة إيسيولو في كينيا ذات الأراضي القاحلة، الضوء على التداعيات المدمرة لمرض الملاريا والتحديات التي يواجهها المصابون بهذا الوباء والراغبون في تلقّي العلاج.

ويحكي موتاي تجربته المريرة عند اكتشاف إصابته بالملاريا، وهو المرض الذي يصفه بأنه مدمّر وقاتل، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وواجه موتاي الذي كان يرقد في مستشفى في إيسيولو، واقعًا كئيبًا، موضحًا أن المنشآت الطبية التي كان يُعالج فيها كانت تفتقر إلى الأدوية والعقاقير الضرورية للعلاج.

ولعل هذا ما دفع موتاي، الذي لم يكن أمامه سوى خيارات محدودة، إلى البحث عن طبيب خصوصي لعلاجه في المنزل؛ ما يسلّط الضوء على تدنّي كفاءة المنظومة الطبية في كينيا.

بعوضة
بعوضة - الصورة من سي إن إن

واستمر موتاي في حديثه قائلًا: "ذهبوا بي إلى المستشفى، وعندما وصلتُ إلى هناك، أجروا لي فحوصات دم أثبتت إصابتي بالملاريا".

وواصل: "غير أن المستشفى لم يكن لديها أيّ أدوية، وكان عليّ أن أبحث عن طبيب لعلاجي في المنزل".

تعاون مؤسسي

في معرض الاستجابة لمواجهة الآثار المتنامية للتغيرات المناخية على أنماط نقل الأمراض، يتعاون المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية (International Livestock Research Institute)، ومعهد البحوث الطبية الكيني (the Kenya Medical Research Institute) مع وحدة الأمراض الحيوانية المنشأ في دراسة التأثيرات بالبعوض وانتقال الأمراض.

وأوضح العالم الباحث في المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية، جيمس أكوكو، أن الهدف هو إنشاء محطات طقس في المنطقة، مبيّنًا: "السبب في أننا أنشأنا محطة طقس في تلك المنطقة هو أن نكون قادرين على تحديد الظروف البيئية المختلفة مثل درجات الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح واتجاهها، كي نستطيع في النهاية ربط الكيفية التي تؤثّر من خلالها تلك العوامل بأعداد النواقل التي نراها في كل مكان هنا".

ويتضمن البحث محاصرة البعوض في المنطقة لمراقبة أعداده ومسببات الأمراض التي يحملها.

وفي هذا الصدد، سلّط عالم الحشرات في معهد البحوث الطبية الكيني جويل لوتوميا الضوء على تفاصيل تلك العملية، قائلًا: "عندما يُحاصر البعوض، فإنه يُنقَل في سلسلة باردة -النيتروجين السائل- إلى مختبر تابع لمعهد البحوث الطبية الكيني، إذ تُحَدَّد هناك -الآن- هوية هذا البعوض، كي نكون قادرين على معرفة الأنواع الموجودة في تلك المنطقة بالذات".

والأمراض المنقولة بوساطة النواقل هي أمراض بشرية تسبّبها الطفيليات والفيروسات والبكتيريا في الأساس.

من جهته، أوضح عالم الأحياء الجزيئي في المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية، حسين أبكالو، جوانب التحليل الإضافي الذي أُجرِيَ على البعوض، قائلًا: "ننفّذ كذلك عمليات استخراج الحمض النووي الريبي آي إن إيه (RNA)، وهو حمض نووي آخر للفيروسات، وعبر استعمال تفاعل البوليميراز المتسلسل، نحدد بعد ذلك نوع الفيروس الذي تحمله البعوضة".

ويستهدف تفاعل البوليميراز المتسلسل التحقق من وجود سلسلة جينية معينة في سائل من سوائل الجسم، أو في أحد أنسجته.

الملاريا تغزو القرن الأفريقي

شهدت منطقة القرن الأفريقي، من بينها شمال كينيا، فيضانات مدمرة في الآونة الأخيرة، نتيجة التغيرات المناخية؛ ما أسهم في ركود المياه التي أصبحت أرضًا خصبة للبعوض.

وربط كبير مستشاري مجلس الملاريا الكيني، ويليس أخوالي، هطول الأمطار الغزيرة بزيادة الأمراض المنقولة بالنواقل، مثل الملاريا، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح أخوالي أن "هناك المزيد من التكاثر، وهناك المزيد من مواقع التكاثر، ومن ثم هناك فرصة كبيرة لانتقال الأمراض المنقولة بوساطة النواقل مثل الملاريا، وحمى الضنك، وحمى الوادي المتصدع، وداء الشيكونغونيا (مرض فيروسيٌ ينتقل إلى البشر عن طريق البعوض المزعج)".

قلق أممي

يسلّط تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2023 بشأن الملاريا الضوء على اتجاه باعث للقلق؛ إذ سُجل 249 مليون حالة ملاريا في جميع أنحاء العالم عام 2022، أي ما يزيد بواقع 16 مليون حالة عن مستوى ما قبل جائحة فيروس كورونا المستجد عام 2019.

واستجابة للأزمة المتنامية، من المتوقع أن يُطرح لقاحان جديدان RTS,S وR21 Matrix M، في العديد من البلدان الأفريقية خلال العام المقبل (2024)، مما يوفر الأمل في مكافحة الملاريا.

ويوضح الفيديو التالي تقريرًا عن انتشار الملاريا في كينيا:

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق