التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح تنتج ملاعب وجسور مشاة ومواقف للدراجات (صور)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • يمكن إعادة تدوير ما يقرب من 85% من مكونات توربين الرياح
  • الشفرات المصنوعة من الألياف الزجاجية تفتقر إلى المعادن التي تجذب القائمين على إعادة التدوير
  • ينتهي الأمر بمعظم شفرات التوربينات المتقاعدة إلى حرقها أو في مدافن النفايات
  • من المتوقع أن تشهد أيرلندا موجة من تقاعد توربينات الرياح على مدى العقود المقبلة

تتزايد في الآونة الأخيرة مشروعات إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح، في ظل تنامي الأفكار الجديدة حول كيفية الاستفادة منها مرة أخرى، ويدعم ذلك تزايد كميات الشفرات المقبلة على التقاعد في مختلف أرجاء العالم، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويشهد العديد من دول العالم توجّهات فعلية لدراسة كيفية التخلص من نفايات الطاقة المتجددة، ومنها شفرات توربينات الرياح، التي باتت بقاياها كابوسًا يؤرّق الحكومات ونشطاء البيئة على حدٍّ سواء.

وفي الوقت الحالي، أصبح من الممكن إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح القديمة، أو التي تصل إلى نهاية مدة تشغيلها، أن تنتج ملاعب للأطفال أو جسورًا للمشاة أو مواقف للدراجات، دون الاضطرار إلى رميها في مكبات النفايات.

إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح

عندما يصل توربين الرياح إلى نهاية عمره التشغيلي، يمكن إعادة تدوير ما يقرب من 85% من مكوناته، بما في ذلك البرج الفولاذي والأسلاك النحاسية والتروس.

وتفتقر هذه الشفرات، المصنوعة أساسًا من الألياف الزجاجية، إلى المعادن التي تجذب القائمين على إعادة التدوير، وهي مغلفة براتنجات الإيبوكسي التي تجعل من الصعب سحقها، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ونتيجة لذلك، ينتهي الأمر بمعظم شفرات التوربينات المتقاعدة إلى حرقها أو في مكبّات النفايات.

وتُعدّ هذه مشكلة بالنسبة لصناعة تنمو بسرعة، وتضيف المزيد من طاقة الرياح، وتصنع المزيد من الشفرات سنويًا، حسبما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).

ورُكِّبَ ما يقرب من 78 غيغاواط من طاقة الرياح في جميع أنحاء العالم في عام 2022، وهو ما يكفي لتزويد نحو 17 مليون منزل أميركي بالكهرباء لمدة عام واحد.

وبحلول نهاية هذا العقد، سيُبنى ما لا يقل عن 1000 غيغاواط أخرى من مزارع الرياح، وفقًا للمجلس العالمي لطاقة الرياح.

ولمواجهة هذا التحدي، يعمل أكبر صانعي التوربينات في العالم على تكثيف جهودهم لإنشاء شفرات قابلة لإعادة التدوير، إلّا أن إتقان هذه التقنيات وتنفيذها سيستغرق سنوات.

في غضون ذلك، بدأت التوربينات التي رُكِّبَت في أوائل العقد الأول من القرن الـ20 بالوصول إلى نهاية عمرها الافتراضي.

وفي أوروبا وحدها، سيجري التخلص التدريجي من ما يقرب من 25 ألف طن متري من شفرات توربينات الرياح سنويًا بحلول عام 2025، وفقًا لبعض التقديرات.

مقعد حديقة مصنوع من شفرات توربينات رياح معاد تدويرها
مقعد حديقة مصنوع من شفرات توربينات رياح معاد تدويرها – الصورة من بلومبرغ

دور الشركات الناشئة

تُعدّ شركة بليد بريدج BladeBridge، ومقرّها أيرلندا، واحدة من عدد قليل من الشركات التي تعمل على إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح القديمة، وتحويلها إلى منتجات جديدة.

وسواء كانت مقاعد للحديقة أو مواقف للدراجات أو الملاعب، فإن هذه السلع المُعاد تدويرها ليست دائمًا ذات تكلفة تنافسية -على الأقل حتى الآن-.

من ناحيتها، تحقق الشركات الناشئة التقدم المطلوب لدعم التحول إلى الطاقة النظيفة من خلال تطوير تقنيات جدّية.

ملعب مصنوع من شفرات التوربينات في هولندا

عندما احتاجت روضة الأطفال، كيندر باراديجس ميدورن، في مدينة روتردام، إلى إنشاء ملعب جديد في عام 2006، لجأت إلى سوبريوس ستوديوز Superuse Studios، وهي شركة معمارية معروفة بإعادة استعمال العناصر المستعمَلة.

وأسفرت الشراكة عن واحد من أقدم مشروعات إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح في العالم، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتمّ بناء الملعب الذي يشبه المتاهة، وصُمِّم باستعمال 5 شفرات توربينية تالفة، عام 2008، في حديقة روضة كيندر باراديجس ميدورن.

ويمكن للأطفال تسلُّق الأبراج المصنوعة من قواعد الشفرات، والزحف عبر نفق كان يبلغ طوله في السابق 25 مترًا.

وبعد مرور 15 عامًا تقريبًا على افتتاحه، ما يزال الملعب "في حالة جيدة جدًا"، كما يقول الشريك في شركة سوبربوس الذي زار المشروع مؤخرًا، خوسيه دي كريجر.

ملعب روضة أطفال مبني من شفرات توربينات الرياح الدوارة بمدينة روتردام الهولندية
ملعب روضة أطفال مبني من شفرات توربينات الرياح الدوارة بمدينة روتردام الهولندية – الصورة من بلومبرغ

جسور مشاة شفرات توربينية في أيرلندا

تُعدّ أيرلندا رائدة عالمية في مجال طاقة الرياح، إذ تبلغ قدرتها المحلية 4500 ميغاواط، وتمتلك البلاد مزارع رياح برية يعود تاريخها إلى عام 1992.

ولهذا السبب، من المتوقع أن تشهد أيرلندا موجة من تقاعد توربينات الرياح على مدى العقود المقبلة، حسبما نشرته وكالة بلومبرغ (Bloomberg).

وبفضل تعزيز الحكومة لجهودها لإبعاد النفايات عن مدافن النفايات، سيحتاج أصحاب مزارع الرياح إلى خيارات أكثر مراعاة للبيئة لإدارة النفايات.

جسر للمشاة خارج مدينة كورك مصنوع من شفرتين توربينيتين قديمتين
جسر للمشاة خارج مدينة كورك مصنوع من شفرتين توربينيتين قديمتين - الصورة من بليد-بريدج

وخارج مدينة كورك الإيرلندية، يعدّ جسر المشاة -الذي يبلغ طوله 5.5 مترًا- أحد هذه البدائل.

وبَنَت شركة بليد بريدج الجسر من الصفر، باستعمال شفرتين توربينيتين متقاعدتين، يبلغ طول كل منهما 42 قدمًا (12.80 مترًا)، لإنشاء عوارض جانبية مصنوعة من الفولاذ، بالإضافة إلى العديد من المكونات الهيكلية الأخرى.

موقف للدراجات بميناء ألبورغ في الدنمارك
موقف للدراجات بميناء ألبورغ في الدنمارك – الصورة من بلومبرغ

موقف للدراجات في الدنمارك

في ساحة انتظار السيارات بميناء ألبورغ في الدنمارك، يوجد موقف للدراجات، يوفر شكله الفريد سقفًا للحفاظ على الدراجات والركاب وحمايتهم من الرياح.

ويقول المنسق البيئي في الميناء، بريان دالبي راسموسن، إن الموقف، الذي يهدف إلى تشجيع المزيد من الموظفين على ركوب الدراجات، صُمِّمَ بديلًا لتصميمات مواقف الدراجات "المملّة" عادةً.

ووافق مصنع قريب لتصنيع التوربينات مملوك لشركة سيمنس جاميسا على التبرع بجزء من الشفرة المهملة لصالح المشروع.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق