4 سفراء: إمكانات الطاقة الخضراء في سلطنة عمان تمكنها من الريادة العالمية
ياسر نصر
جذبت إمكانات الطاقة الخضراء في سلطنة عمان العديد من الدول لتوقيع شراكات واستثمارات ضخمة من شأنها أن تدعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني.
وأكد سفراء 4 دول أن سلطنة عمان تمثّل مصدر إلهام، ليس فقط في المنطقة، بل على الصعيد العالمي، إذ يتجلى ذلك من خلال التزامها بخطط تحول الطاقة ورغبتها في أن تكون لاعبًا رئيسًا في الكفاح العالمي ضد تغير المناخ، تماشيًا مع اتفاقية باريس للمناخ، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتمتلك سلطنة عمان العديد من المقومات التي تؤهلها لتصبح لاعبًا رئيسًا في مجال الطاقة المتجددة، وبالتحديد في مجال الهيدروجين الأخضر ومشتقات الطاقة المتجددة، كما تتمتع بإمكانات استثنائية من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على مدار العام تقريبًا، مما يسهم في عمليات إنتاج الهيدروجين بتكلفة منخفضة.
تخطط سلطنة عمان لرفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 30%، وإنتاج إنتاج أكثر من مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030.
التحول الأخضر في سلطنة عمان
قال سفير كوريا الجنوبية في سلطنة عمان، كيم جي جو، إن مذكرة التفاهم التي وقّعها كل من وزيرة البيئة الكورية ووزير الطاقة والمعادن في سلطنة عمان بشأن التعاون في مجال التحول الأخضر بتاريخ 27 أغسطس/آب 2023، تعدّ بمثابة خطة لتسهيل التعاون في المجالات المتعلقة بسياسات التحول الأخضر.
وأشار إلى أن بلاده تعتزم الإسهام في تطوير اقتصاد الهيدروجين وصناعة الهيدروجين الأخضر، إذ تلتزم سول بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتولي إنشاء قطاع الهيدروجين لديها أولوية كبيرة، وترغب في التعاون مع سلطنة عمان والشركاء الدوليين.
وأضاف في مقال له بـ"ثروة" (نشرة صحفية تصدرها وزارة الطاقة والمعادن)، إنه في إطار التعاون، استضافت السفارة الكورية في سلطنة عمان المنتدى الكوري العُماني لإستراتيجية الهيدروجين الأخضر في 12 ديسمبر/كانون 2023، كما أسهمت في إثراء الحوارات والمباحثات ذات الصلة بالسياسات وتوحيد جهود الجهات الفاعلة في القطاع الخاص لتعزيز أوجه التعاون فيما بينها، من خلال دعوة أصحاب المصلحة في قطاع الهيدروجين الأخضر والشركات الكورية لحضور المنتدى.
وشدد على أن الشراكة بين كوريا وسلطنة عمان في قطاع الهيدروجين الأخضر ستحقق مكاسب متبادلة كبيرة، من خلال الاستفادة من نقاط القوة والقدرات والإمكانات التي تمتلكها كل منهما، كما سيمتد نطاق الشراكة الثنائية ليشمل أصحاب المصلحة في صناعة الهيدروجين الأخضر على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مما يسهم في تحقيق الحياد الكربوني.
وأشاد الدبلوماسي الكوري بإمكانات الطاقة الخضراء في سلطنة عمان، لا سيما قطاع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وتُعدّ موارد الطاقة المتجددة، التي تشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبنية التحتية المتطورة للنقل والموقع الجغرافي الإستراتيجي، من أهم المقومات التي تشجع على التعاون بين أصحاب المصلحة والمستثمرين الأجانب.
طاقة ميسورة التكلفة
من جانبها، قالت سفيرة هولندا في سلطنة عمان، ستيلا كلوت، إن التعاون بين بلادها وسلطنة عمان في مجال الطاقة الخضراء يتناسب بشكل كبير مع سياسة هولندا، التي تتمثل في تحقيق نظام طاقة ميسور التكلفة وآمن وموثوق ومستدام بيئيًا.
وأشارت إلى أن أهم ركائز إستراتيجية استيراد الهيدروجين التي تبنّتها هولندا هي تطوير ممرات الاستيراد والتصدير وتهيئة الظروف اللازمة لإطلاق سوق الهيدروجين، من خلال تحديد محطات الاستيراد والبنية التحتية واللوائح التنظيمية، إلى جانب عدد من المتطلبات الأخرى.
وأضافت في العدد الثاني من نشرة وزارة الطاقة والمعادن، حصلت منصة الطاقة على نسخة منها، أنه خلال عام 2022، وقّعت كل من هولندا وسلطنة عمان مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الخضراء لتعزيز الالتزام المشترك بين البلدين بالعمل على إنشاء ممرات استيراد وتصدير للهيدروجين، وسبل تبادل المعرفة والتعاون في تطوير التقنيات والمعايير.
وشددت سفيرة هولندا على أن التعاون بمجال الطاقة الخضراء في سلطنة عمان يتيح فرصًا لكل من مجتمعي الأعمال بالسلطنة وهولندا، إذ تمتلك الشركات العُمانية خبرة واسعة في قطاع الطاقة، في حين يمكن للشركات في هولندا الإسهام بالتقنيات الخضراء الحديثة.
وأوضحت أن الشركات في هولندا حذت حذو الحكومة بتوقيع مذكرة تفاهم مع الجانب العُماني من خلال إنشاء اتحاد إستراتيجي، إذ يضم اتحاد شركاء الأعمال الدولية (PiB) مجموعة تضم أكثر من 20 شركة من سلسلة القيمة الكاملة للهيدروجين، ويركّز برنامج PiB على منطقة الخليج، وتحديدًا سلطنة عمان لتبادل الخبرات واستكشاف الاستثمارات المستقبلية في البلاد.
وقالت، إنه عقب توقيع مذكرة التفاهم، زار سلطنة عمان عدد كبير من الشركات من هولندا، لا سيما خلال قمة الهيدروجين الأخضر وأسبوع عمان للاستدامة، بالإضافة إلى التعاون بين ميناء صحار وميناء روتردام في القطاع اللوجستي وقطاع الطاقة، مما يوفر فرصًا قيمة لتبادل الخبرات، بالإضافة إلى خلق مناخ استثماري إيجابي ومستدام، ويدعم ذلك تحالف صحار الذي تمّ تشكيله مؤخرًا، وهو مبادرة مخصصة لتعزيز انتقال سلطنة عمان نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأضافت أن سلطنة عمان تتمتع بخبرة تمتد لعقود طويلة، ونقاط قوة راسخة في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى ذلك تميزها بموقعها الجيوستراتيجي على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا وخارج مضيق هرمز، مما يضمن وصول الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والمنتجات المصنّعة الصديقة للبيئة إلى الأسواق العالمية بسهولة، كما يوفر الاستقرار السياسي في سلطنة عمان ملاذًا للاستثمار الرأسمالي الكبير.
حوار الطاقة
من جانبه، أكد سفير ألمانيا في سلطنة عمان، ديرك لولكه، أن مسقط وبرلين عززتا تعاونهما في قطاع الطاقة، إذ تمّ توقيع إعلان النوايا المشتركة في برلين في يوليو/تموز 2022، مما دعم التزام الطرفين بتعزيز التعاون في إطار حوار الطاقة العُماني الألماني.
وأشار إلى أن إعلان النوايا المشترك وفّر إطارًا للمبادرات المشتركة وتبادل المعرفة والمشروعات التعاونية، مثل حوار الطاقة العُماني الألماني، مما يسهم في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وأوضح أنه في إطار حوار الطاقة، عُقدت ندوات عبر تقنية الاتصال المرئي مع مشاركين من القطاعين العام والخاص من كلا البلدين، لمناقشة موضوعات مثل الإطار التنظيمي والبحث والتطوير وبناء القدرات، مشددًا على أن الشركات الألمانية يمكنها الإسهام في تبادل الخبرات وأداء دور محوري بقطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.
وأضاف أن حوار الطاقة العُماني الألماني وسيلة تعزز التعاون بين الوكالات الحكومية والرابطات الصناعية والشركات من ألمانيا الإتحادية وسلطنة عمان، ويمكن أن تكون الخطوة التالية قرار تعميق التعاون الناجح في قطاع الطاقة، من خلال إقامة شراكة عُمانية ألمانية للطاقة والمناخ، وكذلك بناء استثمارات طويلة الأجل، من خلال مشروعات البحث والتطوير والمشروعات التجريبية المشتركة.
الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان
قال سفير بلجيكا في سلطنة عمان، باسكال جريجوار، إن سلطنة عمان تعدّ من الدول الرائدة في إنتاج مشتقات الطاقة المتجددة على نطاق واسع، وتشترك في هذه الرؤية مع بلجيكا فيما يتعلق بتطوير الأسواق العالمية.
وأشار إلى أن تطوير قطاع الطاقة المتجددة هدف إستراتيجي لسلطنة عمان لمواصلة التنمية الصناعية، والعمل من أجل مرحلة ما بعد الوقود الأحفوري، لذلك فإن التعاون معها يعدّ مصلحة مشتركة تدعم الطموحات الاقتصادية ومكافحة تغير المناخ لكلا البلدين.
وشدد على أن مذكرة التفاهم التي وقّعتها بلاده مع سلطنة عمان تعكس رغبة البلدين في التعاون لتحقيق أهداف تغير المناخ، من خلال العمل على افتتاح أول ممر تجاري لاستيراد مشتقات الطاقة المتجددة إلى أوروبا.
وقال: "تشكل هذه الاتفاقية حجر الأساس لهذا التعاون وبالتحديد فيما يتعلق بتسهيل تطوير المشروعات الصناعية، خاصة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان".
وأضاف أن تبادل الخبرات والاستفادة من نجاح التعاون المبكر بين بلجيكا وسلطنة عمان أمر بالغ الأهمية، لتشجيع الشركات البلجيكية على الاستثمار في سلطنة عمان، إذ إن مبادرة إنتاج الأمونيا الخضراء من قبل مجموعة ديمي بالشراكة مع أوكيو، والشراكة بين كل من شركة فلوكسيس وأوكيو لشبكات الغاز، تمثّل نتيجة ملموسة لأثر توقيع اتفاقيات التعاون الثنائية.
وأشار إلى أن مذكرة التفاهم ستعمل على تسهيل الشراكات بين البلدين، من خلال تأكيد الرؤية والأهداف المشتركة، وتعزيز التعاون بين الحكومات من خلال تحديد العوائق الإدارية والجمركية التي يمكن معالجتها، كما تدعم التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية والصناعية، إذ تهدف جميع هذه المبادرات إلى إيجاد شراكات من خلال تقريب أصحاب المصلحة من البلدين.
وأوضح أن مسقط أثبتت ريادتها عالميًا من خلال إطلاق منصة لتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، إذ تمّ تأسيس شركة هيدروجين عمان "هيدروم" تحت مظلة وزارة الطاقة والمعادن، وهي إحدى المبادرات التي تدعم طموح سلطنة عمان في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وتطوير الاقتصاد، وتوظيف العمالة المحلية.
وأكد أن سلطنة عمان تمتلك بنية تحتية فعلية للطاقة، إذ شكّلت الأنشطة القائمة في قطاع الهيدروكربون الأساس لاقتصاد صناعي قوي يدعم تطوير البنية التحتية للطاقة المتجددة، وتوفير إمكانات كبيرة للانتقال المنظم نحو الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى وجود المواني على طول سواحلها الممتدة، والتي تؤدي دورًا حاسمًا في تسهيل عمليات استيراد المعدّات والتقنيات اللازمة لمشروعات الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تصدير منتجات الطاقة مثل الهيدروجين الأخضر والأمونيا والمشتقات الأخرى.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان ينتعش بـ4 صفقات جديدة (صور)
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يستعد للريادة خلال العقد الجاري
- الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان يقود مسارات الحياد الكربوني.. وهذا دور الأمونيا
اقرأ أيضًا..
- أسعار الوقود في مصر.. توقعات بزيادة جديدة قريبًا
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة 2023 وتوقعات 2024.. قراءة عربية وعالمية
- أكبر صفقات النفط والغاز العربية 2023.. خطوة جديدة للجزائر والسعودية وقطر