قطاع النفط والغاز في ليبيا يطمح لإنتاج 2 مليون برميل يوميًا (تقرير)
بحلول 2030
نوار صبح
تجاوزت أحدث أرقام قطاع النفط والغاز في ليبيا 1.2 مليون برميل يوميًا، بما يتماشى مع الجهود الوطنية لإنتاج مليوني برميل يوميًا بحلول عام 2030.
وشهد قطاع النفط الليبي العديد من التطورات البارزة في عام 2023، ما أدى إلى تعزيز سعي البلاد لتحقيق الاستقرار وتوسيع قطاع الطاقة.
وبلغ متوسط إنتاج النفط في ليبيا 1.12 مليون برميل يوميًا في بداية 2023، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وتعمل المؤسسة الوطنية للنفط على إحياء الآبار المغلقة، وتشغيل حقول النفط، وتذليل العقبات أمام الشركات الأجنبية للعودة إلى البلاد ورفع القوة القاهرة.
جولة تراخيص 2024
في إطار الجهود المبذولة لتحفيز عمليات الاستكشاف الجديدة، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة في ليبيا خططًا لإعداد جولة تراخيص لشركات التنقيب والإنتاج المحلية الخاصة، ما قد يسهل إنشاء مشروعات مشتركة.
ومن المقرر أن تتم جولة التراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا خلال عام 2024، وستشمل عقود الخدمات وتقاسم الإنتاج للحقول في أحواض سرت ومرزق وغدامس، حسبما نشرته منصة الاستثمار في قطاع الطاقة الأفريقي إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power).
وستكون جولة التراخيص الجديدة الأولى في البلاد بعد توقّف لأكثر من 16 عامًا، على خلفية الاضطرابات السياسية والأمنية التي عانتها البلاد.
وقدّرت المؤسسة الوطنية للنفط الاستثمارات المطلوبة لزيادة إنتاج النفط الوطني إلى مليوني برميل يوميًا خلال 3 إلى 5 سنوات بنحو 17 مليار دولار.
وتتضمّن الخطة 45 مشروعًا للنفط والغاز، إلى جانب برامج صيانة ضخمة عبر المنبع والوسط، وفقًا لتصريحات سابقة من رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة.
النفط في ليبيا
أعلنت شركة "أوه إم في" (OMV) النمساوية متعددة الجنسيات، وشركة النفط والغاز الجزائرية سوناطراك، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، استئناف عمليات النفط في ليبيا بعد تعليق الأنشطة بسبب مخاوف أمنية.
وستستأنف شركة "أوه إم في" التنقيب في حوض سرت، في حين أضفت سوناطراك الطابع الرسمي على إعادة تأسيس التزاماتها التعاقدية في حوض غدامس.
استعدادًا لتعزيز عمليات الاستكشاف والإنتاج في المناطق البحرية في ليبيا، وقّعت شركة إكوينور النرويجية "Equinor" مذكرة تفاهم مع المؤسسة الوطنية للنفط في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لدراسة وتقييم الموارد غير المستغلة في المنطقة البحرية الليبية.
وتمتلك شركة إكوينور حصصًا في حقل المبروك الليبي، وهي شريك في حوض مرزق الغني بالموارد، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
أنشطة الاستكشاف
أعلنت شركة الواحة للنفط التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، بدء عمليات الحفر في البئر الاستكشافية تي 1-31 في وقت سابق من هذا الشهر، بالشراكة مع شركتي توتال إنرجي وكونوكو فيليبس.
ومن المقرر أن تبدأ شركة ريبسول الإسبانية متعددة الجنسيات أنشطة الحفر الاستكشافية في منطقة العقد بحوض مرزق في أوائل أبريل/نيسان 2024، وفقًا لمنصة الاستثمار في قطاع الطاقة الأفريقي إنرجي كابيتال آند باور (Energy Capital & Power).
ودعت المؤسسة الوطنية للنفط الشركات التركية، بما في ذلك مؤسسة البترول التركية "Türkiye Petrolleri Anonim Ortaklığı، إلى المشاركة في المشروعات البرية والبحرية في ليبيا.
وستدعم الشراكات المحتملة، بما في ذلك المشروعات المشتركة والوصول إلى سفن الأبحاث الزلزالية وسفن الحفر المتوفرة في تركيا، استكشاف المناطق البحرية الليبية، والمواقع غير المستكشفة.
واستأنف حقلا الشرارة والفيل النفطيان -الواقعان في حوض مرزق، وهو أكبر حقل نفط في ليبيا- الإنتاج في يوليو/تموز الماضي بعد إغلاقهما بسبب الاضطرابات السياسية.
وتمثّل حقول النفط واحدة من أكبر المكامن الليبية وتعمل على زيادة الإنتاج تدريجيًا إلى مستويات ما قبل الإغلاق التي تتراوح بين 250 ألفًا و260 ألف برميل يوميًا.
على صعيد آخر، نجحت المؤسسة الوطنية للنفط -إلى جانب شركة النفط والغاز تاتنفط الروسية- في حفر بئر بالمنطقة 04/82 في حوض غدامس البري في مايو/أيار الماضي.
وحُفرت البئر على عمق إجمالي قدره 8 آلاف و500 قدم، وهو ما يمثّل الاكتشاف الثالث في منطقة الامتياز، ومن المتوقع أن تنتج معدل تدفق يبلغ 1870 برميلًا يوميًا.
اكتشافات النفط والغاز
بالإضافة إلى ذلك، فإن التقديرات الأولية لاكتشاف حقل بحري في خليج السدرة الليبي خلال مارس/آذار 2023 يمكن أن تضاعف احتياطيات النفط والغاز في ليبيا.
وبالإضافة إلى النفط، تمتلك ليبيا 53 تريليون قدم مكعبة من موارد الغاز الطبيعي المؤكدة، وبلغ إنتاج المكثفات 52 ألف برميل يوميًا هذا العام، في حين زاد الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي إلى 1.9 مليار قدم مكعبة.
وفي أغسطس/آب 2023، فازت شركة سايبم الإيطالية لخدمات حقول النفط بعقد بقيمة مليار دولار لتطوير حقل البوري البحري للغاز الطبيعي في ليبيا.
وبالنظر إلى التزامها المعلن بأن تصبح مصدرًا مهمًا للغاز الطبيعي إلى أوروبا، سعت ليبيا إلى مضاعفة إنتاجها من الغاز.
على هذا النحو، تجري المؤسسة الوطنية للنفط حاليًا محادثات مع شركة النفط والغاز الإيطالية الكبرى، إيني، لتطوير حقل غاز الحمادة البري في غرب ليبيا.
وتُظهر المؤسسة الوطنية للنفط التزامها بجذب استثمارات جديدة، وزيادة الإنتاج، ودفع النمو على المدى الطويل للقطاع.
اقرأ أيضًا..
- حصاد النفط والغاز في مصر 2023.. 65 اكتشافًا و5 حقول على خريطة الإنتاج
- الطاقة المتجددة في 2023.. طفرة قياسية بالأسواق الكبرى فاقت قدرة الشبكات
- حصاد النفط والغاز الجزائري.. 3 خبراء يتحدثون عن الإنجازات والتحديات في 2023