تقارير النفطالتقاريرسلايدر الرئيسيةنفط

أول تصريحات رئيس مؤسسة النفط الليبية الجديد وردّه على "التآمر لصالح الإمارات" (فيديو)

ياسر نصر

تسلّم الرئيس الجديد لمؤسسة النفط الليبية، فرحات بن قدارة، رسميًا مهام عمله اليوم الخميس 14 يوليو/تموز 2022، وسط اعتراض من الرئيس المُقال مصطفى صنع الله، الذي لم يحضر مراسم الاستلام والتسلّم بموجب قرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة.

وقال بن قدارة عقب استلامه مهام منصبه، إن مؤسسة النفط في ليبيا من أعرق المؤسسات، وعلينا أن ندعم جميعًا عودتها لدورها الحيوي في دعم الموارد الوطنية، والعمل على إبعادها عن الصراعات السياسية في البلاد.

كان أعضاء اللجنة المكلّفة بإتمام عملية التسليم والاستلام بين مجلس إدارة مؤسسة النفط المشكّل برئاسة فرحات بن قدارة، ومجلس الإدارة الحالي برئاسة مصطفى صنع الله، قد وصلوا إلى مقرّ المؤسسة في طرابلس صباح اليوم الخميس، إلّا أنهم لاقوا اعتراضات من موظفي المؤسسة المحسوبين على مصطفى صنع الله.

كان الدبيبة قد أصدر، أمس الأربعاء، قرارًا بتشكيل لجنة تتولّى إتمام عملية التسليم والاستلام بين المجلسين، تضم في عضويتها كلًا من وكيل وزارة الصناعة والمعادن لشؤون الإنتاج والمناطق الصناعية والشؤون العامة مصطفى علي السمو (رئيسًا) وعضوية كل من مدير إدارة الشؤون المالية بالمؤسسة الوطنية للنفط ومندوب عن إدارة الشؤون القانونية والشكاوى بديوان مجلس الوزراء ومندوب عن وزارة النفط والغاز.

أولويات الرئيس الجديد

أكد رئيس مؤسسة النفط الليبية الجديد أن أولويات مجلس إدارته ستكون بالتركيز على تفعيل أنظمة الحوكمة، والالتزام بالعمل بقانون النفط، الذي يحدد العلاقة مع كل مؤسسات الدولة، ودعم دور الشريك الأجنبي الذي كان مسهِمًا في تطوير القطاع.

وشدد على أنه سيعمل على استعادة الطاقات التصديرية من النفط والغاز في هذه الظروف المواتية، بأسرع وقت ممكن، بالتنسيق مع الأطراف المعنية.

وبشّر بن قدارة العاملين في قطاع النفط بأن الزيادة المقررة من الحكومة ستُنَفَّذ خلال شهرين بحدّ أقصى، وتفعيل الموازنة الاستثنائية للقطاع، بما يحقق الأهداف المرجوة، وعلى رأسها فكّ الاختناقات التي تواجهها المجمعات الصناعية، والمصافي، ومحطات الإنتاج، وخطوط نقل النفط الخام والغاز، والطاقات التكريرية المتاحة في ليبيا.

مؤسسة النفط الليبية
لجنة الاستلام والتسلّم في مقرّ مؤسسة النفط الليبية

الشركات الأجنبية

طمأن الرئيس الجديد لمؤسسة النفط الليبية، الشركات الأجنبية بصون كل الاتفاقيات والتعهدات المبرمة، والسعي إلى تطويرها بما يخدم الأهداف الإستراتيجية المشتركة.

وقال: "سنعمل وفقًا لأعلى معايير الحوكمة، والإدارة الرشيدة، وبأعلى معايير الشفافية بالإفصاح عن الإيرادات وطريقة تكوين هذه الإرادات، وما يُنفَق داخل المؤسسة وشركاتها".

أكد بن قدارة أن من أكبر التحديات التي تواجه قطاع النفط أنه أصبح جزءًا من التجاذبات السياسية، لذا سيعمل على النأي بالقطاع والمؤسسة الوطنية للنفط من الصراع السياسي الدائر في البلاد.

وأضاف: "في ظل الأزمة التي نعيشها، وصلت أسعار النفط إلى 100 دولار، لكن إنتاج ليبيا من النفط والتصدير أقلّ من الطاقات المتاحة، لذا يجب أن نعمل لنعيد القدرة الإنتاجية ونضمن عدم التدخلات السياسية في قطاع النفط".

وأشار إلى أن هناك تحديات تقنية، متمثلة في خطوط النقل، وعدم تطوير الآبار، والبنية التحتية للتصدير، وهي تحديات تحتاج إلى موارد وخطة لاستقرار القطاع.

إنتاج النفط الليبي

أعلن الرئيس الجديد للمؤسسة، تشكيل فرق للطوارئ بالتعاون مع الشركات المنتجة الوطنية والأجنبية، يكون لديها التمويل الكافي، إذ وافقت الحكومة على ميزانية بـ34 مليار دينار (6.98 مليار دولار) لإنفاقها في قطاع النفط.

وأضاف: "نحتاج في بعض الأحبان إلى دعم الشركاء الأجانب من خلال رفع القدارات الإنتاجية لهذه الحقول، وسنعمل على تذليل كل العقبات التي تواجههم".

وشدد على أنه سيعمل من اليوم على عودة تصدير النفط إلى أقصى الإمكانات الممكنة، وسيكون خلال الأسبوع المقبل أخبار جيدة في هذا الإطار.

وقال، إن عودة تصدير النفط مرتبطة بالعديد من ضرورات الحياة للمواطن الليبي، ليس فقط الإيرادات، ولكن مشكلات الكهرباء وتوفير الوقود.

وأضاف: "أحب أن أطمئن الليبيين بأنه في القريب العاجل سيُعاد تصدير النفط لمستويات ما قبل إغلاق خطوط النفط".

الأزمة الأمنية في ليبيا

شدد بن قدارة على أن مجلس إدارته سيعمل قدر الإمكان على حلحلة المشكلات الأمنية، ولديه خطة سيحاول من خلالها توفير بيئة أمنة للشريك الأجنبي للعمل والمساعدة في زيادة الإنتاج.

وأشار إلى أن ليبيا لديها فرصة للاستفادة من مواردها في ظل ارتفاع سعر برميل النفط إلى 100 دولار، "ومن غير اللائق في ظل الظروف الحالية أن يكون هناك انقسام داخل القطاع".

وكانت صادرات النفط الليبي قد سجلت نحو 1.3 مليون برميل خلال العام الماضي، قبل أن تتراجع إلى نحو 650 ألف برميل فقط، بعد إغلاق المواني والحقول النفطية في ضوء الصراع السياسي في البلاد.

مؤسسة النفط الليبية
رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله

اتهامات صنع الله

أكد بن قدارة أنه استلم رسميًا قرار تكليفه رئيسًا لمؤسسة النفط الليبية، اليوم، وسيكون هناك اجتماع لمجلس الإدارة الجديد يوم الأحد المقبل، لاتخاذ القرارات المطلوبة لتيسير العمل.

ورفض الردّ على الاتهامات التي وجّهها له رئيس المؤسسة السابق مصطفى صنع الله، قائلًا: "لن ننزل للمهاترات، فنحن رجال أفعال وليس أقوال، أنا ابن هذا البلد، ومواقفي تشهد بذلك، وتاريجي الوظيفي يشهد بذلك"

وأشار إلى عمل الأطراف المحلية والأجنبية على تجنيب مؤسسة النفط الليبية من الصراع السياسي، وأن يديرها شخصية ليس لها انتماء سياسي أو منحازة لطرف دون الآخر، قائلًا: "أنا -الحمد لله- لست محسوبًا على أيّ طرف".

مصفاة راس لانوف

تطرَّق بن قدارة إلى أزمة مصفاة راس لانوف، التي كانت السبب الرئيس في اتهامات مصطفى صنع الله للإمارات.

وقال: "دخلتُ وسيطًا، عندما طلب مني ذلك رئيس الحكومة السابق، لكن المشكلة وصلت لطريق مسدود، واقترحتُ اللجوء إلى خبير دولي لحلّ المشكلة".

كان صنع الله قد هاجم رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط الليبية المعيَّن من قبل الدبيبة فرحات بن قدارة، واتّهمه بالتآمر مع الإمارات، قائلًا: "تريد التفريط في 600 مليون دولار سنويًا من أجل أن ترضى عنك الإمارات".

كانت مؤسسة النفط الليبية قد فازت خلال العام الماضي (2021) بحكم من محكمة استئناف باريس، في قضية تحكيم ضد الشركة الليبية الإماراتية لتكرير النفط "ليركو" بشأن مصفاة راس لانوف، إذ ألزمت المحكمة باريس ليركو بسداد أكثر من 115 مليون دولار أميركي لمؤسسة النفط، بالإضافة إلى الفوائد.

وردًا على عدم صلاحية قرارات حكومة الوحدة الوطنية، قال فرحات بن قدارة: "إن المعترض على قرار تعييني في ظل حكومة الدبيبة عليه اللجوء إلى القضاء، وحال صدور حكم فإنني سأغادر منصبي على الفور".

يأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه المؤسسة الوطنية للنفط إلى قيام قوة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية باقتحام مبنى المؤسسة بالقوة لإدخال مجلس الإدارة الجديد، الذي وصفته بالباطل.

وقال بيان المؤسسة: "قامت مجموعة مسلحة وملثمة باقتحام مبنى المؤسسة بقوة السلاح، والاعتداء على بعض الموظفين، وإهانتهم، والدخول للمقرّ الرئيس دون تخويل أو إذن سابق بالدخول، الأمر الذي أدى الى تعطيل العمل وإرباك المشهد".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًَا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق