3 انتخابات رئاسية قد تؤثر في قطاع الطاقة العالمي خلال 2024 (تقرير)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
يترقب قطاع الطاقة العالمي، خلال 2024، إجراء انتخابات رئاسية في 3 دول تمثّل محركًا مهمًا لسوق النفط بصفة خاصة، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام توقعات مختلفة حال حدوث أي تغيرات.
ومن المتوقع أن الانتخابات التي ستشهدها أميركا وروسيا وفنزويلا خلال 2024 سيكون لها تأثيرات في مشهد الطاقة العالمي حتى في المدة التي ستسبق موعد إجراء تلك الانتخابات، وسط سعي رؤساء تلك الدول لتأمين بقائهم في المنصب، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وللاطّلاع على المزيد من تطورات قطاع الطاقة العالمي في 2023 وتوقعات عام 2024، يمكن قراءة حصاد وحدة أبحاث الطاقة من (هنا).
انتخابات أميركا.. الأهم خلال 2024
يُعد عام 2024 أحد أهم الأعوام الانتخابية منذ عقود من الزمن، لانعقادها في دول تؤثر في مشهد قطاع الطاقة العالمي، حسب وصف منصة أويل برايس (oilprice).
ويمثّل ملف الطاقة نقطة رئيسة في انتخابات الرئاسة الأميركية، وهو ما قد يلقي بظلاله على الأسواق، خصوصًا النفط والغاز، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي هذا الصدد، يرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الانتخابات الرئاسية الأميركية تُعدّ الحدث الأهم خلال عام 2024، بسبب التداعيات المتوقعة لها على سوق النفط.
وفي إحدى حلقات برنامج "أنسيّات الطاقة"، على منصة "إكس"، أرجع أنس الحجي رأيه حول تأثر أسواق النفط نتيجة استعمال الرئيس جو بايدن مخزون النفط الإستراتيجي للبلاد قبل الانتخابات الماضية، وسحب 180 مليون برميل.
وقال إن الأميركيين يعملون الآن على إعادة ملء المخزون، ومع ذلك هناك شكوك كبيرة في ذلك، متسائلًا: "حال ارتفاع أسعار النفط بصورة كبيرة في صيف 2024، هل سيلجأ بايدن إلى استعمال المخزون الإستراتيجي؟"، مشيرًا إلى أن تلك التساؤلات تؤثّر في الأسعار وأساسات السوق.
كما أشار إلى أن آخر ما تريده السعودية ودول الخليج وأوبك هو أن يصبح النفط كرة في ملاعب السياسيين الأميركيين.
وتابع الحجي: "كل دول الخليج منتجة للنفط، ومن ثم فإن تلاعُب السياسيين الأميركيين بالنفط يضرّ الصناعة، إذ من الواضح أن هناك محاولات لتحييد النفط، وهو أمر يعني بالضرورة منع أسعاره من الارتفاع إلى مستويات كبيرة، حتى لو سمحت الأسواق بذلك".
وفي الوقت نفسه، تؤثر تلك التساؤلات في أسواق الغاز أيضًا، وبحسب الحجي، تستورد الدول الأوروبية جزءًا كبيرًا من احتياجات الغاز من أميركا في ظل سعيها للابتعاد عن روسيا.
وأضاف: "ومن ثم فإن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أميركا إلى 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهي الآن دولاران فقط تقريبًا، ستعاني أوروبا، وربما تعود بعض الدول إلى التعاون مع بوتين".
انتخابات روسيا
مع عدم استبعاد بصفة كبيرة أن عام 2024 سيمثّل فوزًا آخر لفلاديمير بوتين، فإن ذلك لن يصدم قطاع الطاقة العالمي، ولن يؤثر في أسعار النفط والغاز بصورة كبيرة، التي تضع في حسبانها منذ مدة طويلة حدوث ذلك، وفق رؤية منصة "أويل برايس".
وعلى النقيض حال هزيمة بوتين في الانتخابات المقبلة، فإن ذلك سيتسبب في حالة كبيرة من عدم اليقين داخل أسواق الطاقة العالمية.
ومن المقرر أن تنعقد الانتخابات الروسية خلال شهر مارس/آذار 2024، وسط سعي الرئيس الحالي فلاديمير بوتين لترشحه والبقاء في السلطة، الموجودة بها منذ 1999، خاصة مع عدم وجود منافس واضح له حتى الآن.
وعلى صعيد الحرب مع أوكرانيا، ليس من الواضح ما إذا كان بوتين نجح في إقناع الشعب الروسي أن تلك الخطوة انتصار، أو ماذا تعني تلك الحرب بالنسبة إلى الاقتصاد الروسي، وفق تحليل أويل برايس.
ورغم أن الاقتصاد الروسي ليس بأفضل حالاته بسبب الحرب مع أوكرانيا، تعمل آلة الدعاية بكامل قوتها -بحسب التحليل- لتوصيل رواية مختلفة.
وبصفة عامة، حال بقاء بوتين واستمرار الحرب على أوكرانيا وسقف الأسعار المطبق على الخام الروسي، يرى التحليل أن قطاع الطاقة العالمي سوف يتكيف مع هذا الواقع ويصبح جزءًا منه.
انتخابات فنزويلا
من المقرر انعقاد الانتخابات الرئاسية في فنزويلا خلال العام الجاري، مع عدم استبعاد إلغائها من قبل الرئيس الحالي نيكولاس مادورو المتهم كذلك بمعاداة معارضيه.
وكان مادورو قد توصل إلى اتفاق مع واشنطن لتخفيف مؤقت للعقوبات المفروضة على النفط الفنزويلي، متضمنًا شرطًا بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وعدم إحباط مشاركة المعارضة.
ومع ذلك، هناك محاولات لإعاقة معارضيه فهل ستتراجع أميركا عن الاتفاق، ليظل قطاع الطاقة العالمي يراقب الأوضاع في دولة تُعد منتجًا مهمًا للنفط؟
وصدرت عن مادورو أوامر باعتقال عدد من الشخصيات المعارضة، ومنهم عاملون لدى المرشحة الرئاسية المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، وكذلك زعيم الجمعية الوطنية السابق خوان غوايدو.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إجراء فنزويلا استفتاء على ضم منطقة إيسيكويبو الغنية بالنفط والمتنازع عليها مع غايانا، التي تشكل ثلثي أراضي الأخيرة.
وهناك من يرى أن الاستفتاء والخلاف القائم مسرحية تهدف إلى التحايل على الانتخابات وتصعيد الأمور لإعلان حالة الطوارئ.
ومن شأن إعلان حالة الطوارئ السماح لمادورو بإلغاء انتخابات عام 2024 أو تأجيلها، وعندها الدول الغربية سوف تتصرف ببطء تجاه ذلك، نتيجة أن كلًا من الصين وروسيا يدعم مطالب فنزويلا، في الوقت الذي يسعى فيه الغرب إلى تجنب أي مواجهة فعلية.
موضوعات متعلقة..
- أنس الحجي: أسواق النفط في 2024 تستعد لأحداث كبرى.. أبرزها الانتخابات الأميركية (صوت)
- بوادر انفراج في صراع النفط بين فنزويلا وغايانا.. هل يحلّه الحوار؟
اقرأ أيضًا..
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة 2023 وتوقعات 2024.. قراءة عربية وعالمية
- وزير النفط الليبي: مشروع الغاز المسال لم يكتمل.. وهذا رأيي في تخفيضات أوبك+ (2/2) - حوار
- أسهم 4 شركات مستثمرة في الغاز المغربي تخسر 33% في 2023
- أسعار الوقود في مصر.. توقعات بزيادة جديدة قريبًا